أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - جميلة شحادة - في يومهم، تحية تقدير لهم














المزيد.....

في يومهم، تحية تقدير لهم


جميلة شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 17:18
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


يصادف اليومَ، الثالث من ديسمبر/كانون الأول، "اليوم العالمي" لذوي الاحتياجات الخاصة". حيث يحتفل العالم في هذا التاريخ من كل عام بذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تسليط الضوء على قضايا هذه الفئة من فئات المجتمع.
مصطلح "ذوي الاحتياجات الخاصة"، هو مصطلح مثير للجدل، فهناك مَن يرفضه ويطالب بإطلاق مصطلح "ذوي التحديات" على هذه الفئة، وهناك من يريد أن يُطلق عليها مصطلح " أصحاب القدرات المميزة" أو " المميزون". وهؤلاء الأخيرون هم في الغالب أشخاص من هذه الفئة، حيث أنهم يروْن في أنفسهم أشخاصًا مع طاقات وقدرات ومواهب قد تفوق في كثير من الأحيان، إن ليس كل الأحيان، تلك التي لدى الأفراد من الفئات الأخرى في المجتمع. على أي حال؛ تبقى هذه المصلحات أفضل بكثير من ذلك المصطلح الذي كان قد استُعمل في الماضي لتعريفهم، حيث أُطلق على هذه الشريحة مصطلح "أشخاص مع إعاقة"، أو "المعوَّقون" (مع أل التعريف)، وبالطبع هذه المسمّيات غير إنسانية، وبخاصةٍ أن الإعاقة في الماضي لم تكن أمرًا مقبولا، وقد اعتبرت عبئًا على المجتمع بكل فئاته، ولا سيما أن طبيعة الحياة وقت ذاك كانت تتطلب القوة البدنية. ولا شكّ أن الكثيرين منّا قد قرأ وعرف عن الحياة العسكرية للمجتمع الروماني وعن قسوتها، والتي بموجبها كانوا يتخلصون من الأفراد الذين يولدون مع إعاقة، وليس مهمًا ماهية هذه الإعاقة، جسدية كانت أم عقلية ونفسية. وإنما المهم بالنسبة لهم هو أن هؤلاء الأفراد الذين يولدون مع إعاقة، هم بنظرهم أفراد عاجزون، ولن يخدموا الدولة، بل سيكونون عبئًا عليها. مع هذا، لا يمكننا أن ننفي أن المجتمعات المدنية اليوم ورغم تحضّرها، ما زال فيها أفراد وفئات يضّطهدون، أو ينبذون، أو يهملون هذه الشريحة. ألم نسمع أو نقرأ عن استغلال البعض جنسيَا لأفراد من هذه الفئة؟! ألم نسمع أو نقرأ عن أب أو أم سجنا ابنة أو ابنًا لهما من ذوي الاحتياجات الخاصة في مكان قصيّ من البيت دون طعام أو شراب لعدة أيام أو أكثر؟! ألم يزل قانون المخصصات التي تُمنح لهم مجحفًا وهاضمًا لحقهم في العيش بكرامة؟! ألم تزل "المنالية" مفقودة في معظم الأماكن والمؤسسات العامة، وبالذات في مجتمعنا العربي؟! ألم نسمع عن أخٍ أو عن عمٍ أو عن أي قريبٍ آخر قد هضم حق أخته أو أخيه أو قريبه وحرمهم حقهم في الميراث فقط لأنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة؟! ألم نقرأ ونسمع كل يوم عن معاناة البعض من هذه الشريحة في المصّحات ومؤسسات العلاج النفسي بل واستغلال العاملين والعاملات فيها لهم جنسيًا أو ماديًا وغير ذلك من أنواع الاستغلال؟! ألم نسمع بعض الأفراد في مجتمعاتنا أو حتى في بيوتنا يتفوَّهون بعبارات مثل: " شو أنت أعمى بتشفش؟ كنّك أطرش يتسمعش؟ كنك مكرسح مش قادر تقوم تمشي...
نحن في العام الواحد والعشرين بعد الألفيْن من القرن الواحد والعشرين، وما زالت المجتمعات والسلطات تهضم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. بالرغم من التغيير الذي طرأ، وللأحسن، تجاه هذه الفئة، فئة "ذوي القدرات الخاصة، والاحتياجات الخاصة"؛ إلا َأن هذا التغيير غير كافٍ، كما أنه قد حدث كمشي السلحفاة في الحقل. وعليه، أرجو من المسؤولين كل في موقعه إحداث التغيير، والمطالبة بتحسين وضع هذه الفئة من المجتمع ماديًا ومعنويًا، ولا أن ننتظر يومًا في السنة لنحتفل بهم ونتذكر أنهم موجودون بيننا.
في هذا اليوم، أوجه تحية إجلال وتقدير لذوي القدرات الخاصة، والاحتياجات الخاصة" وبالذات لهؤلاء الذين تحدّوا نظرة بعض أفراد المجتمع الدونية لهم، وتهميش المسؤولين لقدراتهم المهنية والفكرية والثقافية، واستطاعوا شق طريقهم الوعرة بنجاح مدوٍّ. مثل هؤلاء الأفراد لا يمكن أن نصفهم بالمعوّقين أبدًا، لأن الإعاقة بنظري هي: العنصرية، هي العنف، هي الظلم، هي إقصاء الآخر، هي الجهل، هي التستر وراء الدين، هي قطع الأخ وابنه صلته بأخته وعمه وعمته وخالته، هي غياب الضمير من النفس البشرية ... هي، كل عاهاتنا المجتمعية.



#جميلة_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار
- خواطر
- قبل المحطةِ الأخيرة
- مَن أنا؟
- يا خسارة يا بو خالد
- تُجّار الكلام
- في الخريفِ تبعثرتْ أوراقي
- حكماء تعساء
- غُربة
- سأنزل في هذه المحطة
- ارحمونا من التعقيد والتركيب
- هذا البحر لنا؛ فأنصفوه
- ورود أمير
- صوت ذاك الآخر
- في القدس
- مقدسيون كرام أنتم
- رمضان
- نفاق
- هي خمس دقائق فقط
- أمي؛ تعالي الليلةَ نسهر


المزيد.....




- اعتقال اثنين من أعضاء المعارضة الفنزويلية
- تل أبيب تدرس احتمال إصدار المحكمة الجنائية مذكرات اعتقال بحق ...
- الآلاف يتظاهرون في جورجيا من أجل -أوروبا- وضد مشروع قانون -ا ...
- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - جميلة شحادة - في يومهم، تحية تقدير لهم