أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حيدر حسين سويري - يوميات معلم زنكَلاديشي3














المزيد.....

يوميات معلم زنكَلاديشي3


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 7091 - 2021 / 11 / 29 - 22:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


رسالة الى أولياء الأمور من معلم لا يعرف التعب والملل: أنا معلم ترسلون لي أبناءكم كل يوم، وهم أمانة في عنقي، أمام الله وأمامكم، لكنكم بدأتم بتخويني! فأخذتم تحاسبونني وتطلبون مني: ألا اضرب ولا اصرخ ولا أُخرج تلميذاً من الصف.
بالرغم من ذلك أنا حريص على أن يكتبوا وأن يفهموا وأن يناقشوا ويحللوا، وأن يفهموا الدرس ويحضروا في بيوتهم، فأرى الواحد منهم أستاذاً، حين أشرح الدرس، كأنني أرى داخل صفي أربعين او خمسين أستاذاً، لا أربعين أو خمسين طالباً...
أراقب دفاترهم وحقائبهم وأفض الخلافات، وأنهي النزاع بين المتخاصمين، يقع على عاتقي نصرة المظلوم الضعيف على الظالم القوي، ويقع على عاتقي إرجاع الحاجات المسلوبة إلى أهلها، وعلى عاتقي إنهاء الشغب لأفهمهم الدرس، وعلى عاتقي فرض النظام والهدوء، وعلى عاتقي العدل في الجلوس الأول فالأول، وضعيف البصر على الصحيح، وهزيل الجسم على البدين، وعلى عاتقي الملاحظة حول الهندام وحول الحلاقة وحول الأظفار، وربط قيطان الحذاء لهم، وأصنف في دفتري الأولاد، فأعرف اليتيم والكريم والسقيم واللئيم، والعامل والخامل والهامل، والمجد والكسول، وليسوا سواء فأعطي كل ذي حق حقه، وعلى عاتقي تهوية الصف والحفاظ على نظافته وأناقته، مع أنه ليس أنيقا ولو حاولت، ونتخيله كذلك...
أنا أستاذ، وهؤلاء تلاميذي الأربعون (أو الضعف كما في مدرسة كاتب السطور) من أربعين عائلة قدموا وثمة فوج ثان وثالث... هناك مزيج من حالات الناس وظروفهم وأحوالهم يقدمون إليَّ من كل مكان، وأنا غاية في ضبط النفس تحضيراً وحرصاً واهتماماً وهنداماً وابتسامةً، عسى أن أعطي كل تلميذٍ مسألته.
والآن لي أن أسأل: هل تملكون ما يملك المعلم المربي الأستاذ من حلم وعلم وسماحة وطيبة؟ يأتينا أبناؤكم (بالرغم من تفشي الوباء) فنحضنهم، ويُخلون بالواجب فننصحهم، ونحن سعداء بعودة الدوام الحضوري... فالمعلم هو الممرض الذي يسعف ويبلل المنديل لتخفيف حمى تلميذ، ويسكت رعاف ذاك أو زكام الاخر، وفي الوقت نفسه يتناول قرص صداع رأس، ليستطيع إكمال الحصة التالية.
أشم رائحة كبدي تحترق، حين أوزع النقاط، فأنهزم أمام ذوي العلامات الضعيفة، وأجعل نفسي محل اتهام، فلعلني كنت السبب...
اليوم أبناؤكم عادوا الى الدوام الحضوري، نعطيهم الدروس ونتمنى أن نوصل إليهم فهمها، وحرصنا وابتسامتنا، واللطف منا، ونسجل لأجلهم الحصص في المدرسة وعبر صفحات المواقع ليتعلموا... أعرف أنكم لم تصبروا عليهم وهم فلذات أكبادكم! ضايقوكم في البيوت، وتمنيتم لو أن المدارس لم توصد أبوابها؛ أعرف أنكم لا تملكون برامج بيت ولا طرق علاج ظاهرة، بسبب حجر صحي كان مفروضاً علينا...
بقي شيء...
ارفعوا القبعة للأستاذ وبادلوه التحية، واعترفوا له أنه الإنسان وأن له عليكم حقاً لن تؤدوه أبداً، فالمعلم هو الشخص الوحيد الذي يقاسمك تربية أبنائك، فلا ترض له بالإساءة، سواء منك او من ابنك، علم ولدك بان المعلم هو الاب الحق، لأنه يخرجه من الظلام الى النور... والسلام.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طشه زنكَلاديشية
- شيوخ العشائر الزنكَلاديشية
- يوميات معلم زنكَلاديشي2
- يوميات معلم زنكَلاديشي1
- شلش في السياسة الزنكَلاديشية
- قصيدة - عجيبة - على ضوء انتقاد فعاليات مهرجان بابل
- دراما المتاهة ومتاهة الدراما في مسلسل -وكل ما نفترق-
- -أظل مشتاق- شعرشعبي
- لعبة نيوتن دراما مملة ومزعجة
- إفهم قبل أن تتكلم
- الدولة واللادولة من وجهة نظر اجتماعية
- وقفة مع المسلسل العراقي (الهروب)
- رايد فرح
- انتخابات زنكَلاديشية
- الزنكَلاديشية واللازنكَلاديشية
- مفاجآت زنكَلاديشية
- ثقافة جبر الخواطر
- شيزوفرنيا خاصة
- الاستحمار الزنكلاديشي
- ابو لهب المعاصر


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حيدر حسين سويري - يوميات معلم زنكَلاديشي3