أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر حسين سويري - إفهم قبل أن تتكلم














المزيد.....

إفهم قبل أن تتكلم


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 7010 - 2021 / 9 / 5 - 17:15
المحور: المجتمع المدني
    


ابتلينا بمسؤولين لا يجيدون الإدارة ولا يستمعون الاستشارة، وابتلينا بأنفسنا التي لا تستطيع السكوت عن الخطأ، والقرارات الارتجالية غير المدروسة، فما كان ويكون منا الا ان نبرئ ذمتنا امام الله أولا وامام مجتمعنا ثانياً، ذلك بإسداء الارشاد والنصح عسى ان يتعظ أصحاب القرار ويراجعوا أنفسهم.
يتردد في الاعلام اليوم إقرار قانون التجنيد الالزامي في بلدنا العزيز، وهنا لا بد لنا من وقفة لإيضاح مساوئ هذا القرار:
1. يجب توفير معسكرات تدريب مجهزة بكافة الوسائل المطلوبة (تجهيزات عسكرية للمعسكرات، غرف ومباني وأغطية وأسرّة وقاعات وميادين تدريب وطبابة عسكرية، عتاد عسكري وقطع أسلحة، ملابس عسكرية وبزات مختلفة ودروع وخوذ وغيرها) تكفي لأعداد المكلفين، والذين لن يقل عددهم عن 10 مليون مكلف، إذا ما فرضنا وحسب ما جاء في القرار بأن أعمارهم (18 إلى 40 سنة) وهذا الامر يتطلب مبالغ ضخمة جداً.
2. رواتب للمكلفين تكفيهم مؤونتهم ومؤونة أُسرهم. وهذه مبالغ ضخمة تضاف الى المبالغ سالفة الذكر
3. سيطرة على حالات التسرب من التدريب ممثلاً بالانضباط العسكري لملاحقة واعتقال المتسربين، وهذا مستحيل حالياً لأن الانضباط لا يستطيع اعتقال متسرب تقف وراءه جهات متنفذه.
هنا يأتي السؤال المهم: أين ستذهب بكل هذه الأعداد!؟ هل هناك مشاريع مدنية تزج بها المكلفين؟ هل هناك عمليات قتالية حالية تحتاج لكل هذه الأعداد؟
في حال اعتبرت القوات الإلزامية قوات احتياط، فالأجدر أنك تقوم بتطوير وتسليح قواتك الحالية ومنها الحشد الشعبي، ليصبح الجندي الواحد الحالي يعادل عشرة من مثله، وفي حالة الضرورة أثناء الحرب، يمكن طلب متطوعين للانخراط بالجيش، كما رأينا ابان احتلال داعش وصدور الفتوى المقدسة.
فيا أيها المسؤول الحذق التجنيد الالزامي ليس حلاً بل قد يكون مصيبة يصعب حلها فيما بعد كما في المثال الذي سأورده لاحقاً، لكن الحل في إيجاد فرص عمل لهؤلاء الشباب وفتح باب الزراعة والصناعة والتجارة وغيرها من أبواب الرزق والعيش بكرامة، أما أن تلجأ لعسكرة المجتمع! فهذا هو الخراب بعينة والمصيبة التي لن تجد لها حلاً أبداً. والآن خذ عني هذا المثال الواقعي:
في عام 1919 أراد الاحتلال البريطاني في الهند القضاء على أفعى الكوبرا السامة في مدينة دلهي، بسبب انتشارها وتسببها بحالة من الرعب لدى المستوطنين الإنجليز.
وضع الانجليز قانون يتم بموجبه إعطاء مكافأة لمن يقوم بقتل الكوبرا وتسليمها لهم. في بادئ الأمر حققت هذه الفكرة نجاحا باهرا، حيث تحول أهالي دلهي الفقراء إلى صائدي أفاعي، بسبب المكافآت المالية السخية التي منحتها إياهم السلطات البريطانية.
لكن بعد ذلك عمد العديد من الهنود لتربية أفاعي الكوبرا وجعلها تتكاثر بشكل مهول داخل منازلهم ومزارعهم قبل قتلها وتسليم جلودها لسلطات دلهي واخذ المكافئة، وجنوا من هذه التجارة ارباح هائلة، وتزايد اعداد مربي الافاعي عوضا عن صيدها. فلما اكتشفت السلطات البريطانية خداع الهنود لها ألغت المكافأة. فزاد ذلك الطين بله. حيث عمد الهنود الى إطلاق الافاعي في الشوارع، لأنها لم يعد لها قيمة، فزادت اعداد الافاعي بشكل أكبر من ذي قبل وانتشرت بشكل أوسع.
بقي شيء...
كل قانون يتم اقراره دون دراسة، يزيد من تعقيد المشكلة عوضا عن حلها.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة واللادولة من وجهة نظر اجتماعية
- وقفة مع المسلسل العراقي (الهروب)
- رايد فرح
- انتخابات زنكَلاديشية
- الزنكَلاديشية واللازنكَلاديشية
- مفاجآت زنكَلاديشية
- ثقافة جبر الخواطر
- شيزوفرنيا خاصة
- الاستحمار الزنكلاديشي
- ابو لهب المعاصر
- اتون قلب مضطرم
- قصيدة - كلب وحمار-
- تسول باسلوب حضاري
- بناء المعلم
- ليلةُ رُعبٍ في بَيتِ فَقيرٍ
- ما بين غريج وحريج اختفت أموال الفريج
- الفريق ثامر الحسيني وفرقته والقائمة السوداء
- قصيدة - چذابه-
- قصيدة - ما حاچيك -
- (تفو) على كل فاسد


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر حسين سويري - إفهم قبل أن تتكلم