أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - انا اخشى...














المزيد.....

انا اخشى...


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أنا أخشى...


-"أنا أخشى على نفسي من ردة فعل السلطة وقوانينها الجائرة..."

-"أنا أخشى من عنف المتعصبين والجهلاء في بلدي..."

-"أنا أخشى من زوجي أن يطلقني وأجد نفسي بلا مأوى..."

-"أنا أخشى أن يعاقبني زوجي بضرة..."

-"أنا أخشى أن يعلقني زوجي وأصبح لا مُطلقة ولا متزوجة..."

-"أنا أخشى غضب والدي وبطشه..."

-"أنا أخشى من قبضة إخواني وسطوتهم..."

-"أنا أخشى أن يجردني ولي أمري من كل معنى في الحياة..."

-"أنا أخشى من سخط أبنائي علي واستيائهم..."

_"أنا أخشى أن يحرموني من صغاري..."

-" أنا أخشى ضياع سمعتي بعدها لا أجد مَن يرغب في الزواج مني..."

-"أنا أخشى أن تسوء سمعتي فينبذني مجتمعي..."

-"أنا أخشى على مستقبلي ومستقبل بناتي وأولادي..."

-"أنا أخشى أن أسبب أذى لوالدتي ووالدي..."

-"أنا أخشى إن قمت بذاك العمل أن تراه أسرتي وقبيلتي عاراً ويثور غضبهم علي..."

-"أنا أخشى أن أخسر كل ما عندي وما بنيته طوال هذه السنين..."

-"أنا أخشى أن أتجرد من خوفي، وأضيع لأنه لا يوجد قانون يحميني..."

-"أنا أخشى كل شيء حولي..."

-أنا أخشى.. أنا أخشى ...أخشى...

تلك هي الإجابات والردود التي دائما تصلني من النساء السعوديات اللواتي يشعرن بالقهر، ويدركن أن حقوقهن مسلوبة،.. لكنهن لا يمتلكن الجرأة للمطالبة باستردادها. يتواصلن معي لطلب المساندة، وحين أغوص في أعماقهن أكتشف أنهن أشباه نساء، موءودات حتى النخاع، وليس لديهن قدرة على التلفظ بعبارة "ارفعوا أيديكم عني".

السعوديات نساء مستضعفات مهما علا شأنهن، لأنهن بلا غطاء قانوني يحميهن من سطوة أي معتدٍ عليهن، حتى "المترفات" منهن.

إن قهر المرأة وتجريدها من ذاتها عاهة أصابت معظم بيوت السعوديين، فغالبية النساء السعوديات، المتعلمات منهن والأميات، يُدركن جيدً أن حياتهن رهن أيدي رجالهن. إن تنعم المرأة السعودية "بالحياة الرغيدة" إن صح التعبير، يعتمد اعتماداً كلياً على طيبة خُلق الرجل الذي تقطن معه وعلى حُسن نيته.

عودة إلى إجابات النساء السعوديات المذكورة سابقاً: فبتمعن بسيط يستنتج المرءُ أن في داخل كل امرأة سعودية صنفين من الخوف، صنفاً داخلياً وآخر خارجياً. الخوف الداخلي مصدره بالدرجة الأولى سلطةُ الأسرة أو القبيلة على المرأة، وغالباً ما يتجسد ذلك الخوف في شخص ولي أمرها، أو القائم على شؤونها، أما الخوف أو الرعب الخارجي فسببه السلطة التي تأتي من خارج الإطار الأسروي، حيث تتمثل في المؤسسات الثلاثة السياسية والدينية والاجتماعية.. ومن عادة هذه المؤسسات أن تتكالب جميعها ضد المرأة، خاصة حين تقوم بعمل يثير حفيظة السلطة السياسية، فالسلطة السياسية هي التي تُطلق العنان للمتدينين الذين يقومون بدورهم في تأليب المجتمع، وقلب الطاولة على رأس المرأة التي "تسول" لها نفسها تحريك، أو تفكيك أغلال السواد من حولها أو حتى مسّـه، لكن، مؤخراً، يبدو أن السلطة الدينية هي التي تتحكم أكثر في قضايا المرأة وتشدد قبضتها عليها.

إن أكبر عبء وأشد عنف تكابده المرأة السعودية اليوم، هو الذي يأتي من داخل مسكنها، لأنه يسبب لها ضرراً مباشراً، وفي مرات كثيرة يدمر حياتها، وفي أحايين أخرى ينهيها.

إن سبب قبول معظم النساء المقهورات الخانعات والخاضعات لشتى أصناف الظلم بأوضاعهن المزرية هو خوفهن المتفاقم الساكن فيهن. الخوف يقرض إحساسهن بكيانهن، ويثلم يوماً بعد يوم ثقتهن بأنفسهن، لذلك يفشلن دائماً في رفع الضيم عنهن. ويظل السبب الحقيقي لاستمرار حالة الخوف تلك لدى السعوديات هو غياب القانون الذي يحميهن من العنف والتمييز.

في عالم التكنولوجيا، والحراك العولمي السريع، والتحديات الدولية المتتالية، لم يعد الأمر خياراً، ولا ترفاً، بل إن تحسين وضع المرأة السعودية وتفعيل دورها أصبح شيئاً ضرورياً وملزماً.

إن على الحكومة السعودية أن تكثف جهودها لكي تزيل الخوف عن نفوس النساء اللواتي يمثلن نصف المجتمع لكي يساهمن في بناءه، فأصحاب القرار والمسئولون لا بد أن يلتفتوا لهذه القضية، ويضعوها نصب أعينهم، ويدونوها في اجندة أولوياتهم، فالنساء هن اللواتي يربين الأجيال التي يقوم على عاتقها بناء الوطن، فكيف ستقوم للوطن قائمة ليواجه عالماً يسابق عقارب الساعة، إذا كان نصف مجتمعه يسكنه الخوف، والنصف الآخر يرضعه في الصغر ويتجرعه عند الكبر؟؟؟

نحن السعوديين يجب أن نكف عن معاندة الشمس، وأن نفتح بصائرنا على حقيقة لا حياد فيها، وهي أن الرجال، والثروة النفطية، والقوة العسكرية، والمنشآت المعمارية، والسيولة المالية، كلها مجتمعة تعجز أن تشيّـد وطناً قوياً حين يُغيّـب دور المرأة، وتتحول إلى كتلة خوف متحركة تهاب ظلها... فيا ترى إلى متى سنظل نخادع أنفسنا؟ ونستمر في تهميش المرأة السعودية، ونتركها خانعة في الظلمة، تجتر وتلوك خوفها وتردد "أنا أخشى...أنا أخشى..."



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى ستنتظرن يا سعوديات؟؟
- لا سلام دائم بدون عدالة حقيقية
- حذاء حُسين
- وماذا عن سجينات -غوانتانامو العرب-؟؟
- اكتبي نصا مستخدمة لغتك الخاصة...
- حكايتي مع -عراقي في باريس-
- قمقمي أحلى بدونك
- بغايا العرب
- لو قُدِرَ لمَن أحببت!
- أريد
- عجائب سبع من بلدان العرب
- -حُرمة-
- ذكور برخص القمامة والتراب
- آنذاك لم يعد ثمة شيء يستحق سوى الموت!
- حين يتحول الوَهم الى حقيقة مطلقة
- شــــــوق
- ربما تعود زهرة!
- أين الخمسة في المائة في مجتمعاتنا العربية؟
- الحياة لغز مؤلم جدا
- لماذا نحن شعوب لا تقرأ؟


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - انا اخشى...