أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وجيهة الحويدر - آنذاك لم يعد ثمة شيء يستحق سوى الموت!














المزيد.....

آنذاك لم يعد ثمة شيء يستحق سوى الموت!


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1366 - 2005 / 11 / 2 - 13:04
المحور: حقوق الانسان
    


1-

كانت لي حبيبة..وكان لدي أحلام تنتظر ..وأوراق ملقاة على الطاولة..تحدق بي كل يوم ببياضها الناصع.. تترجى لمسات قلمي على وجناتها بشغف..وشبق وأشواق غضة تحتدم بين حيطان غرفتي بين الفينة والفينة.. هناك بيتي وذاك وجه أمي منقوش في كل الزوايا بأتربة النوافذ...عند الظهر غسيلها الرث يرفرف على حبل في هواء طلق.. ومع إطلالة كل صباح أمي دائما كانت موعودة بفجر مضيء مثل جميع أمهات الشرق...لذلك لا تغيب عن بلداننا الشمس.. هاهي تخبز في ظلمة الغسق لتطعم أخوتي الصغار..ووالدي الذي لم يجف عرقه قط..كان يدعو في صلواته ليل نهار أن تشطبه السلطة من أية قائمة..وبالفعل تحقق لوالدي مطلبه.. فأخذوني عوضا عنه إلى جبهات القتال.. وأرغموني على المبارزة...لم أجرؤ على قتل أحد ..ولم ارغب في قتل احد.. لذلك حاربت وحاربت من اجل الفرار.. فاعتقلوني .. وجففوا شراييني..حتى مات في فؤادي بقايا إله صامت.. بعدها لم يبقَ في حياتي حياة ... آنذاك لم يعد ثمة شيء في هذه الدنيا يستحق سوى الموت!



محارب عراقي في زمن البعث

2-

لم أرزق بعضو ذكر لكي يمتد شرفي بصلابته وحسن سيرته... شرفي التصق بجسدي المُطارد..والدي كان يمقت تضاريسي الأنثوية ووالدتي تتهجد الليل من أجل أن يسدل الرب علي لباس الستر..أخي الأكبر كان رادار تصنت.. يفوق طائرات "الاواكس" في مسحه لما يدور بيني وبين نفسي...يحوم دائما حولي بريبة.. شغله الشاغل جسدي وكأنه قطعة منه.. وذات يوم شكوكه أجهضت إنسانيته فتحول إلى وحش كاسر... صارت حقيبتي المدرسية.. وشرائط شعري.. وغطاء الرأس .. حتى حاجاتي الصغيرة وشؤوني الخاصة جدا..معرضة للانتهاك اليومي...حتى وصل إلى مرحلة الجنون فأجبرني ان اُثبت عذريتي بالرغم انه لم يمسسني احد..لكن لم يكن حظي كحظ مريم العذراء ولم أكن ببراعة شهرزاد حين شُهر في وجهها السيف.. فشلت في أن اثُبت اني اشرف من أخي بمئات المرات.. لكني خُلقت بلا غشاء صلب.. بعدها تحول ضوء نهاري إلى سواد حالك.. فتخلت عني امي..وأصبحت دمائي الطاهرة منذورة للسفك من اجل استرداد شرف زائف... بات جسدي كشاة العيد الكل ينتظر أنفاسي الأخيرة لتتم الوليمة وتُطلق اهازيج الفرح.. آنذاك لم يعد ثمة شيء في هذه الدنيا يستحق سوى الموت...

فتاة أردنية اتُهمت بالزنى



3-

كان لدي مزرعة زيتون ..وكلب حراسة..وزوجة تحبني بالرغم من كل عيوبي وصبي صغير مازال يحبو ..كلما استيقظ صغيري من نومه..هبَّ مسرعا يتحسس العالم من حوله بقدميه الطريتين ويديه الناعمتين..لكن حظي العاثر وضع في طريق صخرة صلبة..اخ لا يطيق السلطة... ويكره زبانية البعث..ولديه شتى السُبل للفرار من قبضتهم..شيء لم يسعفني الزمن ان اتعلمه منه..ذات يوم اتوا لبيتي زوار الفجر.. وحملوني الى معتقلات الموت..لأن اخي سبب لهم صداعا كبيرا حين ظهر له صوت في إعلام الغرب... ومثل اي سجين في ارض العرب.. خطفوا من عينيّ بريقها.. ومن ذهني احلامه..من نفسي كيانها..وذات يوم اخترت ان اضرب عن الأكل كي تفارق روحي جسدها..لكن قلة حيلتي اغضبت المحقق مني.. فأمر حراس السجن أن يطعموني بعنف ..فأدخلوا في فمي فأرأ ميتا..واجبروني على بلعه.. آنذاك لم يعد ثمة شيء في هذه الدنيا يستحق سوى الموت...



سجين سوري في احدى المعتقلات



4-

هذا لم يكن بيتي..وهذا الرجل المُسن ليس والدي ..فأنا لا اعرفه.. ولم اسعَ قط الى معاشرته..قبل شهرين كنت فتاة جميلة..منتشية...للتو انهيت دراستي الثانوية..ومثل كل صبايا الحي..كنت أحلم برفيق الدرب..شاب انيق..تفوح منه رائحة الحيوية والنشاط.. يحبني واحبه..يخاف علي ويحترمني..ويترك لي مساحة للتحرك والنضج..لكن على ارضي، الغدر من شيمة الذكور المتسلطين على النساء..تلك هي الرجولة في عرفهم...ذات يوم باعني والدي لشيخ دفع آلاف الريالات..كانت امي تبكي حسرة..دموعها اغرقت البيت..اكاد اسمع نواحها كل ليلة في اذنيّ دون توقف..كم امقت زوجي..ها هو المقرف قادم.. أوه سيخلع ثوبه مرة اخرى .. وسيحاول اغتصابي..يا إلهي ما أبشع رائحته...وما أقبح نواياه...قال لي بحنق: لقد طفحَ الكيل..سافضك الليلة ان شئتِ ذلك ام ابيتِ ..فأنا مسلح بدواء سحري ..سيدفعني لإختراقك..والتلذذ بك..لم افهم..شيئ..لكنه هاجَ علي كالوعل البري..هاجمني .. مزّق ثيابي..ولوّث عتباتي المقدسة...صال وجال بروعنة بين سهولي وهضابي..ضاجعني بالإكراه..انتهكني..قتل ذاتي.. صادر ممتلكاتي.. واغتصب ارضي كمستعمر سافر... قاومته بشدة وفجأة تحول الى جثة هامدة تحسسّته..لا علامات حياة..آه.. فارقته الروح وهو متمدد على جسدي.. ماذا بقي لي مني؟؟ لا شيء..لا شيء..آنذاك لم يعد ثمة شيء في هذه الدنيا يستحق سوى الموت...



شابة سعودية زٌجت في صفقة زواج

والبقية في زمن آخر



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يتحول الوَهم الى حقيقة مطلقة
- شــــــوق
- ربما تعود زهرة!
- أين الخمسة في المائة في مجتمعاتنا العربية؟
- الحياة لغز مؤلم جدا
- لماذا نحن شعوب لا تقرأ؟
- فضّوها سيرة!
- يا علي...
- استمطار السماء بدون صلاة استسقاء
- ماتت ليلى العراق...فهنيئا لكم ياعرب بإنسانيتكم
- لقاء بين سؤال واجابة
- سيدتان ثائرتان وبراكين تنتظر!
- خصوصية أم إرهاب مرضي عنه؟؟؟
- كفوا عن هذا الردح المبتذل..فقضايا النساء العربيات حقوقية
- متى بدأت الدائرة؟
- من أين تبدأ الدائرة؟
- ليلى في العراق مريضة ..فأين المداوي؟
- ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟
- مَن سيكن بشجاعة هذا الرجل يا ترى؟
- مدننا -الآمنة-


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وجيهة الحويدر - آنذاك لم يعد ثمة شيء يستحق سوى الموت!