أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟














المزيد.....

ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 11:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تلقفت الصحف العربية خلال الأسبوع المنصرم خبرا مهما، وتناقلته وكالات الأنباء بصورة عجيبة وشغف غريب، حتى كاد ذاك الخبر يناطح نبأ زلزال جنوب آسيا في الصدارة وإثارة الشفقة. كان الخبر عن دراسة أُجريت في مصر حول عنف المرأة المصرية تجاه قرينها الرجل، وقهرها له، حيث وصل عنف الزوجات المصريات لأزواجهن إلى حد الإيذاء الجسدي في بعض الحالات. النسبة كانت مذهلة من حيث ارتفاعها، فبينَت الإحصائية ان من بين كل 100 رجل مصري يوجد تقريبا ثلاثين شخصا منهم يتعرضون للاعتداء والعنف بأصنافه المختلفة النفسية واللغوية والجسدية. الملفت للنظر بعد انتشار الخبر بأيام، فاجأتنا وسائل الإعلام بنبأ عن مجموعة من الرجال المصريين "الغيورين" على جنسهم، قاموا بتأسيس جمعية أهلية "لحماية حقوق الرجل في مواجهة المرأة" وأُطلق عليها اسم "(جمعية الحرية لأصدقاء الرجل وتنمية الأسرة)، وتأسست بجهود من مجموعة من الفنانين والمبدعين" كما ذُكر في الإعلان.



مما لا شك فيه إن العنف بكل ألوانه مرفوض جملة وتفصيلا، سواءً كان موجها ناحية المرأة أو ناحية الرجل، وان انشاء اي جمعية لرفع الظلم عن اي فئة في المجتمع هو مؤشر خير. لكن مؤسسي هذه الجمعية الذين ينشدون حماية الرجل من قهر المرأة، غفلوا عن قاعدة أساسية وثابتة ولا تحتمل الشواذ أبدا، وهي أن أي إنسان مسالم يسكن في عالم يسوده قانون الغاب، ويتعامل مع أناس متعجرفين ولا يحسنون لغة الحوار، فأنه لا محالة سيكون عرضة للبطش، وضحية سهلة للافتراس. وهذا ما حدث ويحدث لغالبية ضحايا العالم من نساء ورجال. إن ماهية العنف الموجّه ضد الرجل اليوم، والذي بالفعل اشد إيلاما وأكثر إيذاءً له، هو العنف المُسلط عليه من قبل رجل مثله. الإقصاء، والتنكيل، والتعذيب، والتصفية الجسدية، وسحق الذات، وتهشيم المعنويات، وقتل الأحلام، وتبديد الآمال والطموحات للرجال، وكل مصادر الشرور، لا يواجهها الذكور من إناث، بل من ذكور مثلهم لأن الذكور مازالوا يقبضون على زمام أمور العالم ويسيّرون دفته. ما نراه اليوم من طواحين الغدر والقهر والفتك والاستبداد الذكوري خاصة في بلداننا العربية، ما هي سوى شواهد حية تُشير بالبنان للعيان وتُثبت ذلك. القانون العربي لا يحمي ولم يحمي قط المسالمين من النساء والرجال، لذلك اصبح الكل يرى ان القوة هي السبيل الوحيد لتحقيق المطالب، فانتشرت ثقافة السلاح بين الناس كما حدث في الصومال والسودان ومصر والجزائر ولبنان، حيث حصدت المجازر عشرات الآلاف غالبيتهم من الرجال، والآن العراق واليمن والسعودية تصارع المرارة عينها بكبَد. الزنزانات المتواجدة في عدة أقطار عربية، مازالت مكتظة بالسجناء السياسيين المعذبين والذين في مجملهم ذكور، وحتى على الصعيد المدني تعج الشركات والدوائر الحكومية بالموظفين الرجال المصادرة إنسانيتهم أو المهضومة حقوقهم ، سواء كانوا مواطنين أو عمالة الوافدة. باتت كل مؤسسة في ديارنا تبدو وكأنها حكومة عربية مصغّرة، تحتضن الدكتاتور الذكر وتمجده وتبجله وتهلل وتكبر له، فيطول فساده من هُم تحت إمرته من العباد، ويبث سمومه في أرجاء البلاد.



على المستوى الأسري حتى المساكن صار لا سكون فيها ولا سكينة، تمتلئ كثير منها بالفتية المسحوقين بحذاء الأب "السي السيد" والمدهوسين تحت نعاله، كما صورّه لنا محمد شكري في سيرته الذاتية "الخبز الحافي". يظل الابناء طوال مدة مكوثهم تحت سقف "الأب المستبد" مكسورين بأوامره ومذلولين بنواهيه. فينشأ الواحد منهم وهو يقتات على الخضوع والخنوع لدرجة أن كلمة "لا" لا يستدل عليها لسانه ولا هي تَقَرَبه. أما دُور التعليب والتلقين الخاصة بتعليم الصبية فحدّث عنها ولا حرج، مفهوم "من علمني حرفا صرتُ له عبدا" "والعصا لمن عصا" نهج مازال قائما حتى الساعة في كثير من المدارس وفي الجامعات بأنماط مختلفة، حيث يرتدي الطالب فيها كساء العبد المطيع، والمعلم يقوم بدور السيد المُطاع ذو السلطة المطلقة التي لا يقوى ان ينازعه عليها احد.



الظلم الواقع على الذكور من الذكور له أوجه متعددة ومختلفة، فهو أقسى وأبشع بكثير من ظلم الأنثى للذكر، لأن آثاره مدمرة وذات أبعاد نفسية وخيمة. فلو اُجريت دراسة ميدانية بين الذكور العرب لعرف العالم ان في داخل معظمهم بقايا قهر من ذكر. الرجل حين يواجه أي عنف من امرأة متعجرفة ومستبدة، خاصة حين تكون زوجة له، كما ذُكر في الدراسة المصرية، فبإمكانه أن يخلّص نفسه منها، ويسّرحها في الشارع بكلمة واحدة والقانون سيكون في صفه. بينما حين يكون الذكر تحت سلطة ذكر مستبد كأب أو أخ اكبر أو عم أو خال أو رئيسه في العمل، فإنه ليس من السهل عليه أن يجد له منفذا أو مخرجا للخلاص، ففي حالات كثيرة يختار الذكر أن يتجرع الألم، ويهضم الضيم، ويجتر معاناته اليومية باستسلام، لأنه لا حيلة له ولا قوة، فيعيش ضحية قهر السنين، ومرات عدة يتحول مع الأيام إلى أنموذجا دكتاتوريا قاهر لمن هم اضعف منه.



انه كان من الأجدى للفنان حسين الشربيني، والموسيقار مجدي الحسيني، والصحافي إبراهيم قاعود والدكتور أحمد المعصراني، مؤسسي جمعية حماية الرجل تلك، التي هي بمثابة محاولة عطار لترميم ما تسبب في افساده الدهر، أن يقوموا بمشروع حقيقي يكسر أولا دوائر العنف التي تحوم حول الذكر ويقتلعها من الجذور. فإذا أردنا أن نحمي أفراد الأسرة بكاملها من القهر، لابد من إيقاف عنف الذكور ضد الذكور وتفتيته في جميع مواطنه، بدءا بالبيت ثم الشارع والمدرسة والجامعة ومن ثم العمل، لأن تلك الأماكن هي التي تُشكّل شخصية الذكر، وتُؤثر بشكل مباشر على تركيبته النفسية تأثيرا بالغا، وبالتالي تنعكس تجاربه فيها على أدواره كفرد اجتماعي وموظف وأب وزوج ورفيق.



وجيهة الحويدر



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن سيكن بشجاعة هذا الرجل يا ترى؟
- مدننا -الآمنة-
- انا سوسنك يا والدي
- مناجاة بين طهران والظهران
- سُخف واستخفاف حتى الثمالة
- من اجل ذاك القنديل
- العالم يقطر انسانية
- رغد وعائشة ورانيا..حالات عَرَضية أم عاهات مستديمة؟
- إن كيدهم أعظم
- الى متى سيظل تاريخ الحضارة الإنسانية يُلقن مبتورا؟
- هل توجد هناك علاقة بين تناسق الجوارب وإزهاق الروح؟
- قذارة امرأة وازدواجية عالم ذكوري
- لاستاذ حيّان نيّوف.. الاحتضار هو حين تسكن روحك جسد انثى عربي ...
- خرافة سندريلا المسكينة تمتهن الأنثى ومادونا تعيد إليها الروح
- وجيهة الحويدر تتلقى تهديداً بالإعتداء - إن يدنا تطول امثالك ...
- العنوسة خير ألف مرة من الزواج من رجل في هذا الشرق البائس
- لا يكفي أن يسترد النساء العربيات حقوقهن! أيها الفحول: دماء ا ...


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟