أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجيهة الحويدر - لو قُدِرَ لمَن أحببت!














المزيد.....

لو قُدِرَ لمَن أحببت!


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى...لأفهمته أن الحب ليس كقطف الزهور أو كتسلق الشجر في نهار ربيعي بارد...أو كلعق المثلجات في يوم قيظ حارق...أو كصلوات العباد في ليلة القدر...جميعها لحظات حاجة تمر بانتشاء وتنتهي بانتهاء الحدث...الحب حالة شبق أبدية..ليس لها صلة بحاجة الجسد...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى...لعلّمته أنه لا حرج بين الحين والحين أن يخوض تجارب محفوفة بالمخاطر، وأن يعيش حياة المعتوهين، ويبيت كداعر مشرد على ناصية الدرب..وينزع عنه كساء القديسين...كي يحس بالطهر...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى... لجعلته يُدرك أن الجاه والمال والسلطة والشهرة ... جميعها زخات ثلج تتراكم في النفس... فتُشيّد جبالا جليدية قاسية في القلب...تحجب عنه تطعم الحياة والتلذذ بها...ومن ثم تذوّبه وتذوب...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى...لدفعته أن يتسلق الجبال كل خريف...ويعوم الأنهار الباردة كل صيف...ويستلقي على الحشائش الربيعية عاريا دون أن يكترث...وحين يأتي الشتاء بصقيعه وأمطاره لا يعرف مخبأ غير أحضاني كي ينال الدفء...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى... لذكّـرته أن يجعل الابتسامة حليفته الدائمة... ولأضحكته بعدد الساعات التي تمر...ليعمر قلبه بسعادة متجددة تكفي العالم بأسره وتزيد...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى... لعلّمته أني محمومة معرفة وأن الكتاب صديقي الحميم، وانه اصدق كتاب قرأته...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى...لجعلت منه أنسانا جسورا...مقداما...يعشق السفر حتى وإن كان مفلسا...يهوى الاستماع لأحلام فقراء الأرض..يعيش يومه ولا يحسب كثيرا للغد ..لا يتردد في ارتكاب أخطاء أكثر بدون أن يتوخى الحذر...ويتعود أن يفشل بشكل اكبر بدون الشعور بالذنب...أو أن يمس أحدا بأذى...ليصبح إنسانا بحق..

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى...لجعلته كل صباح يمشي حافيا بين السفوح الخضراء كالأطفال الصغار..ليتحسس لين الأرض ونعومتها... ومن ثم يشعر بنعومة روحي ولين قلبي...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى...لحمّلته هما واحدا فقط في حياته، وهو أن يحب جميع من أحبوه بقدر اكبر...لينعم بالراحة أكثر...لأن كل شيء يصبح ذو قيمة ومعنى حين نحس أن قلوب أحبائنا تنبض بحبنا...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى...لدرّسته معجمي بجدية أكثر...وأرشدته كيف يقرأ تقاسيمي ويفهمها...وحرضّته أن يلهو بين سهولي وهضابي كل ليلة ...من أجل أن يُدرك رقي الذات...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى...لأخبرته أن فنون الكون ليست للاستمتاع فقط بل هي من اجل أن نتعلم كيف نعيش أحرارا بنغمات مختلفة وألوان متعددة...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى...لقلت له أني لست مثل سائر النساء اللاتي حالما يُطفأ النور يصعب التعرف على الفروق بينهن...فأنا امرأة لن يعرفها تماما حتى لو قضى معها الدهر كله...

لو قُدِرَ لمن أحببت أن يحيا مرة أخرى... لذكّرته دائما بأن الأنانية آفة تندس بخبث في القلب فتشل فيه نبض الإنسانية...ولأفهمته أن الدين هو الحب...فلا قبله ولا بعده جدير أن يُخلد ...وان من مات على نقيضه مات ميتة الجاهلية...فحصد سُخط الرب ولن يترحم عليه احد...

وجيـهة الحـويـدر
_________________________________________________________________________________________________
لذكرى جميع أحبابي الموتى اللذين لم توفر لهم الدنيا ترف الحياة لفترة اطول للتعرف على ما يحمله العام المقبل 2006



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد
- عجائب سبع من بلدان العرب
- -حُرمة-
- ذكور برخص القمامة والتراب
- آنذاك لم يعد ثمة شيء يستحق سوى الموت!
- حين يتحول الوَهم الى حقيقة مطلقة
- شــــــوق
- ربما تعود زهرة!
- أين الخمسة في المائة في مجتمعاتنا العربية؟
- الحياة لغز مؤلم جدا
- لماذا نحن شعوب لا تقرأ؟
- فضّوها سيرة!
- يا علي...
- استمطار السماء بدون صلاة استسقاء
- ماتت ليلى العراق...فهنيئا لكم ياعرب بإنسانيتكم
- لقاء بين سؤال واجابة
- سيدتان ثائرتان وبراكين تنتظر!
- خصوصية أم إرهاب مرضي عنه؟؟؟
- كفوا عن هذا الردح المبتذل..فقضايا النساء العربيات حقوقية
- متى بدأت الدائرة؟


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجيهة الحويدر - لو قُدِرَ لمَن أحببت!