أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - الفرق بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار














المزيد.....

الفرق بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار


جميلة شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 7081 - 2021 / 11 / 19 - 20:57
المحور: الادب والفن
    


الكتابة هي نوع من أنواع التعبير عن المشاعر الإنسانيّة التي تجول في خاطر الكاتب، وهي أداة يعبّر بها عن أفكاره وآرائه وخبرته الإنسانيّة في الحياة. وعندما تكون هذه الكتابة جميلة وبليغة الصياغة والتعبير وتؤثر في نفوس القرّاء سواء كان ذلك شعراً أو نثراً؛ فإننا ندعوها أدبا. وجدير بالذكر؛ أنه ومنذ القرن العشرين بدأت كلمة أدب تدل على معنييْن: عام، ويطلق على كل ما يُكتب في اللغة مهما يكن موضوعه وأسلوبه، وكل ما ينتجه العقل البشري من علم وفلسفة وأدب، ومعنى خاص يُراد به التعبير الجميل المؤثر في المشاعر (ضيف، 1983).
على أي حال مهما كان المعنى الذي تدل عليه كلمة أدب، المهم انه للإنسان ومن الإنسان، وهذا بالطبع يشمل الطفل بجميع مراحل الطفولة؛ المبكرة (من 3 - 5 سنوات)، والمتوسطة (من 6 - 8 سنوات)، والطفولة المتأخرة (من 9 - 12 سنة تقريبا)، ومرحلة اليقظة الجنسية (من 13 - 18 سنة) (عبد الفتاح،200). غير ان الكتابة للأطفال تختلف عن الكتابة للكبار، ولها مميزاتها التي يتوجب على الكاتب للأطفال أن يعرفها، وأن يأخذها بعين الاعتبار عند الكتابة، حيث غفل عنها الكثيرون من الكُتّاب المحليين في أدب الأطفال. فعندما نقرا أدب الطفل العربي، نجده غالبا يعبّر عن كاتبه وليس عن جمهوره (الأطفال)، ويعكس مشاكل وإشكاليات البالغين لا الأطفال، بل ويعبّر عن وجهة نظر البالغين. سواء من حيث الأفكار المتضمنة في العمل، أو من حيث حجم النص، أو المفردات اللغوية المستخدمة. ولمّا كان إدراك الطفل يتفاوت مع إدراك البالغ، فإنه لا يتوقع من الطفل استيعاب المعاني التي قصدها البالغ عند كتابة النص الأدبي. فإذا كان أدب الكبار تبدعه القرائح، وتتم عملية الإبداع في ظل مطالب الحياة دون شروط سابقة وتوجيهات خاصة، فإن أدب الأطفال على العكس من ذلك؛ حيث يجب ان يُكتب في ظل شروط سابقة وينطوي على توجيهات. فأول ما يجب أن يأخذه الكاتب في أدب الأطفال بالحسبان هو الناحية التربوية في كتاباته، حيث تتضمن كتاباته رسائل تربوية او قيم انسانية واجتماعية وغير ذلك من القيم، على ان لا يغفَل الكاتب عن الناحية الجمالية والفنية في صياغة كتاباته. فلا يجب أن يُنظر للاعتبارات التربوية على أنها معوِّقات تحدُّ من انطلاق الكاتب وتُفقد النص عنصر التشويق، هذا بشرط ان لا يعتمد الكاتب أسلوب الوعظ ولا اسلوب التلقين والأسلوب التقريري؛ بل عليه ان يصيغ كتاباته بأسلوب تشويقي، ويفتح أبواب التفكير والإبداع والابتكار عند الطفل، وهذا برأيي من أهم أسس الكتابة للأطفال.
عنصر آخر على الكاتب في أدب الأطفال ان يأخذه بعين الاعتبار، هو ان ادب الأطفال أدب خيالي، في الوقت الذي ينطوي فيه ادب الكبار على الكثير من المواقف، وانه عمل لغوي يمثل تجربة انسانية تجاه الكون والحياة والمصير، ومبدعه لا يملك خلال عملية الابداع الا ان يكون صادقا وحساسا ومنفعلا. لذا على الكاتب في ادب الأطفال ان يهتم في كتاباته بأن يحرك خيال الأطفال وينميه، ولا سيما ان الخيال هو نافذة للتطلع على المستقبل. وبما ان طفل اليوم ليس ذلك الطفل الذي عرفناه قبل أربعة عقود وأكثر في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي؛ لذا على الكاتب في ادب الأطفال ان تثير كتاباته في الطفل عنصر التشويق، وتوقظ موهبته، وتقوّي ميوله، وتحثه على التفكير والتخيل، وان يُكتب له عن الخيال العلمي لا بهدف نقل المعارف فقط؛ وإنما لكي يُخرج ادب الأطفال من ميادينه التقليدية، وليحفز الطفل على البحث، وارضاء فضوله إزاء العلم، وإزاء استكشاف الفضاء والعوالم المجهولة.
فرق آخر وجب التطرق له في أدب الأطفال، هو ان هذا النوع من الأدب (ادب الاطفال) هو مشاهدة بصرية، أي قراءة ومشاهدة للرسوم، أيضا بإمكان الطفل أن يتلقاه عن طريق الأذن حين يُقرأ على مسامعه. بينما ادب الكبار في معظمه أدب على ورق(مكتوب)، يقرأ كثيرًا ويسمع قليلا. كذلك فإن ادب الأطفال له خصوصيته، في الوقت الذي يميز ادب الكبار حريته واستمراريته. وعليه، يجب ان يكون الكاتب في ادب الأطفال على وعي كامل بالاعتبارات الفنية بل ودارسا لأسلوب الكتابة غير معتمد على موهبته في الكتابة فقط.
إن الكتابة للأطفال تفوق صعوبتها الكتابة للكبار؛ وإن لم يستطع الكاتب في ادب الأطفال ان يكتب بلغة تكون بمستوى جميع الاطفال الموجه لهم عمَله، ولا يستطيع ان يثير فيهم شغف القراءة والمثابرة عليها، ولا يثريهم بثروة لغوية، ولا ويفتح أبواب التفكير والإبداع والابتكار لديهم، ولا يساهم بتنمية قدرة التخيل لديهم؛ فالأفضل ان يوفر جهده ووقته لأمور أخرى.

* كُتبت المقالة بتأريخ: 8.2.2021



#جميلة_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر
- قبل المحطةِ الأخيرة
- مَن أنا؟
- يا خسارة يا بو خالد
- تُجّار الكلام
- في الخريفِ تبعثرتْ أوراقي
- حكماء تعساء
- غُربة
- سأنزل في هذه المحطة
- ارحمونا من التعقيد والتركيب
- هذا البحر لنا؛ فأنصفوه
- ورود أمير
- صوت ذاك الآخر
- في القدس
- مقدسيون كرام أنتم
- رمضان
- نفاق
- هي خمس دقائق فقط
- أمي؛ تعالي الليلةَ نسهر
- الصوص*


المزيد.....




- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك
- مسلسل قيامة عثمان 158 فيديو لاروزا باللغة العربية ومترجمة عل ...
- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميلة شحادة - الفرق بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار