أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد هادف - المؤرخ الجزائري: على من تقرأ زابورك يا...؟














المزيد.....

المؤرخ الجزائري: على من تقرأ زابورك يا...؟


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7079 - 2021 / 11 / 16 - 14:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


رحل مؤخراالمؤرخ الجزائري خليفة بن عمارة، رحل في صمت مخلفا وراءه أسئلة حارقة حول الخلل الذي يطبع وضعنا السياسي في علاقته بالعقول المنتجة للمعرفة، وبمنتوجها المعرفي الذي يطاله النسيان واللامبالاة.يتساءل صديقه وابن بلدته الكاتب بوداود عمير: "لو سألت، من يعرف المؤرخ والروائي الجزائري خليفة بن عمارة؟ربما لا يعرفه أحد، ما عدا بعض المثقفين من سكان مدينته العين الصفراء؛ لذلك عندما يتحدّث الناس بمرارة عن المركز والهامش، عن ظلم الجغرافيا، واللاعدالة في إتاحة الفرص؛ فإنهم يتحدثون عن دراية ومعرفة، وأمثلة واقعية". وخليفة بن عمارة بالمناسبة هو من ذات الجهة التي ينحدر منها رئيس الجمهورية الحالي السيد عبد المجيد تبون.

قبله رحل المؤرخ الجزائري/الفرنسي عمر كارلي، ووضعه في الجزائر لم يكن أفضل من الراحل خليفة بن عمارة، وإذا كان هذا الأخير ضحية بعده عن المركز حيث عاش في الجنوب بمدينته عين الصفراء عاكفا على البحث والتقصي فيتاريخ منطقة الجنوب الغربي الجزائري التي ألّف حولها مجموعةً من الدراسات التاريخية؛ من بينها "السيرة البوبكرية" (2002)، و"لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي الجزائري منذ الأصول الأولى إلى غاية الفتوحات الإسلامية" (2002)، و"إيزابيل إيبرهارت والجزائر" (2008)، و"لمحة حول التنوّع الثقافي والبيولوجي لمنطقة عين الصفراء" (2008). لم تحظ أعماله بالانتشار وبقيت طي الصمت واللامبالاة بسبب سياسة التمركز التي انتهجتها الدولة/القارة منذ أن استقلت وبقي استقلالها مصادرا فيالعاصمة التي احتكرت كل شيء، وحرمت الجهات من الحد الأدنى من الأوتونوميا. وإذا كان خليفة بن عمارة ضحية التدبير السياسي المركزي والممركز، فإن عمر كارلي كان ضحية هجرته إلى فرنسا بعد أن اضطر في بداية العشرية السوداء إلى مغادرة الجزائر مرغما واستقر بفرنسا حيث عكف على إنجاز اطروحته المكونة من خمس مجلدات تحت عنوان "التنشئة الاجتماعية السياسية والتثاقف حول الحداثة: حالة الوطنية الجزائرية من نجم شمال افريقيا إلى حزب جبهة التحرير الوطني , 1926 -1954"، وقد جمع فيها حوصلة المئات من الحوارات مع مناضلين من حزب الشعب الجزائري وجبهة التحرير الوطني، معتمدا على التحقيق الميداني والتنقل بين مختلف مناطق الوطن والتركيز على مفهوم "أماكن التنشئة الاجتماعية" في بلورة الوعي السياسي على غرار العائلة والحي والمقهى الشعبي والنوادي الرياضية وأفواج الكشافة.

ليس هذين المؤرخين سوى عينة، وما ينطبق عليهما ينسحب على أغلب المثقفين ولاسيما على أولئك الذين خانهم الحظ أو خانهم وسطهم الاجتماعي فضحوا بالمناصب وبما يملكون من جهد، ونذروا أنفسهم للبحث والتفكير والكتابة في غياب أدنى اهتمام لا على المستوى المحلي ولا الوطني. فالدولة التي لم تتأسس على "عقل" يتغذى من كل منتوج معرفي محلي أو عالمي فهذا يعني أنها "دولة بلهاء"، فالدولة الناجحة والذكية هي التي توفر الإمكانات المادية والمعنوية للعقول المنتجة، وإلا ذهب مجهود هذه العقول لمن يستحقه من البلدان التي تحترم نفسها.

يبدو الوضع مختلا حتى لدى فئة من المثقفين الذين يتحينون الفرص ليجهزوا على زملائهم، كلما نبغ أحدهم استنفروا كل ما لديهم من "وطنية" بهدف تبخيسه أو شيطنته والحط من قدره، مثلما حدث مؤخرا مع الأستاذ عبد المالك مرتاض الذي فاز بجائزة العويس والأستاذ الزاوي أمين الذي فاز بوسام الاستحقاق.

إن حقوق الشعوب والأفراد لا تكتمل إلا بتفعيل المفاهيم والمرجعيات الكونية المؤسسة للدولة، وبالحقوق المحلية للجهات في تدبيرها الذاتي لشؤونها بعيدا عن وصاية العاصمة كما هو حال عدد لا يحصى من البلدان حتى تلك التي تتوفر على مساحة صغيرة. فالجزائر تتربع على مساحة من المستحيل أن تدير مجالها الترابي سياسة ضيقة لا تفكر أبعد من أنفها. لكن أين نخب هذه الجهات؟ هنا يكمن الخلل.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدينة في يومها العالمي: متى تصبح الأيام العالمية من صميم ا ...
- على بعد شهرين من عام 2022
- قمة مونبيلييه: هل العلاقة الأفريقية الفرنسية نحو التطور أم ن ...
- الفساد في -الكون- المغاربي
- الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها
- اليوم العالمي للسلام
- أيام سبتمبر لو يتداولها الناس. .!
- لغز حالة الجفاء في العلاقة الجزائرية المغربية
- المغرب والجزائر: إلى أين سيتجه البلدان بعد القطيعة؟
- البلدان المغاربية في مفترق الطرق
- خطاب الكراهية: العنف والعدوانية
- التواصل حق وإبداع إنساني
- المغرب والجزائر: أسبوع على الخطاب الملكي
- تونس: أسبوع على قرارات 25 يوليو
- العقل المغاربي
- جدارية من أجل المستقبل
- المستقبل المغاربي في ضوء نظرية حدوة الحصان
- حول الموقف الجزائري من قرار البرلمان العربي في تضامنه مع الم ...
- الجزائر: حرب ذاكرات أم أزمة مشاعر؟
- تركيا والمغرب الكبير في أفق 2024


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوض ...
- لماذا يعد تغيير النظام في إيران أمرًا صعبًا؟ أستاذ في جامعة ...
- لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها ل ...
- المستشار الألماني: -الوقت حان- لوقف إطلاق النار في غزة
- مقتل 4 أشخاص بصواريخ إيرانية أصابت مبنى سكنيا في بئر السبع ج ...
- إيران: هل من بديل سياسي؟
- دوي انفجارات في إيران رغم أمر ترامب بوقف الهجمات الإسرائيلية ...
- غزة: مقتل أكثر من 50 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي معظمهم ...
- إسرائيل: لن نهاجم إيران مجددا بعد مكالمة ترامب ونتنياهو
- ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد هادف - المؤرخ الجزائري: على من تقرأ زابورك يا...؟