أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد هادف - أيام سبتمبر لو يتداولها الناس. .!














المزيد.....

أيام سبتمبر لو يتداولها الناس. .!


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7019 - 2021 / 9 / 14 - 20:49
المحور: حقوق الانسان
    


في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول استعاد العالم ذكرى الهجمات التي استهدفت أمريكا بشكل استعراضي، منظر أبراج منهاتن وهي تشتعل مازال ماثلا في الأذهان، ومازال البعض يتساءل عن الجهة الإرهابية التي كانت وراء ذلك..
ويبقى هذا الشهر يحظى بنصيب كبير من الأيام الأممية. ولا أدري إلى أي حد تعتني الأمم بمضامين وشعارات تلك الأيام، أما الأقطار الناطقة باللسان العربي فلا أظن أنها تبالي، ولاسيما أنها لم تفلح حتى في الإجماع على أيامها المحلية، وقد تجد في القطر الواحد اختلاف عميق حول الاهتمام ببعض أيامه التي دسترها كمحطات قومية/وطنية، بل قد ينسحب عدم الاهتمام حتى على الجهات الرسمية نفسها.

لا علينا، لشهر سبتمبر أيام تعنى بشؤون أممية وتحديات عالمية لو التفّتْ حولها الأمم لكانت وفّرتْ على البشرية أطنانا من الأزمات الغامضة والمشاكل المغلوطة. لكن للغباء البشري ولجبابرة الجهل المقدس رأي آخر.
يحفل هذا الشهر بأيام تؤسس لثقافة كونية غايتها تفعيل القيم الإنسانية وتحويلها إلى ممارسات وسلوكات للأفراد والمجتمعات والدول، فمن يومٍ للعمل الخيري إلى يوم لنقاوة الهواء وآخر لحفظ طبقة الأوزون وآخر لسلامة المرضى، ومن يوم لمحو الأمية إلى آخر للديمقراطيا وآخر للمساواة في الأجر، ومن يوم للتعليم إلى آخر للغة الإشارة وآخر لحق الولوج إلى المعلومة وآخر للترجمة. ولعل أبرز الأيام الأممية في هذا الشهر هو اليوم العالمي للسلام المصادف للواحد والعشرين منه، واليوم العالمي لنزع السلاح النووي الذي يصادف السادس والعشرين منه، بالإضافة إلى اليوم الأممي للقانون.

وما هو مثير للاستغراب أن دولا عديدة لا تلقي بالا إلى الغايات النبيلة لهذه الأيام، ولا تكلف نفسها أي عناء لإدماجها في مشاريعها السياسية وبرامجها التربوية والتنموية والثقافية والاجتماعية. بل نجد دولا تسير على النقيض من مضامين هذه الأيام وتبذل كل ما لديها من مال وإعلام لإبقاء شعوبها ترزح تحت ثقافة متحجرة لا تنتج سوى الفقر والبؤس والكراهية والعنصرية.
ومن الغريب أيضا أن نجد دولا مؤسِّسة لمنظمة الأمم المتحدة ترفض المشاركة في مؤتمر مناهض للعنصرية، وأعني بذلك مؤتمر ديربان لمناهضة العنصرية، والذي تعقده الأمم المتحدة في 22 سبتمبر/أيلول، وحجة هذه الدول هي "مخاوف تتعلق بمعاداة السامية" والخطابات "المعادية لإسرائيل".
وهي حجة واهية، لا يمكن استساغتها حتى من طرف إسرائيل ذاتها، من منطلق أن المؤتمر الذي يرفع شعارا مناهضا للعنصرية، فمن المنطق أن تكون الدعوة إلى حضور أشغاله واجبا تحرص عليه كل الدول. فأي خطر يهدد إسرائيل أو غيرها من مؤتمر يناهض العنصرية؟ وإذا كانت إسرائيل تؤمن بالقيم المناهضة للعنصرية فليس من حقها الدعوة إلى المقاطعة، بل واجبها أن تحضر وتدافع عن نفسها إذا كانت فعلا تؤمن بقيم الانفتاح واحترام الثقافات الأخرى.
ومهما كانت مؤاخذات إسرائيل والبلدان الغربية على توجهات المؤتمر الذي تأسس منذ عشرين عاما، فإن حملة هذه الدول الداعية إلى المقاطعة تترجم نفوذ متعصبيها وسلطتهم المطلقة في اتخاذ القرار، مع العلم أن هذه الحكومات الغربية التي تقاطع لم تمانع في تنظيم هذا المؤتمر في بلدانها.

يكاد هذا الشهر يحيط بكل التحديات التي تعيشها الشعوب، وبكل المقاصد التي يتوجب على كل الدول أن تعمل في سبيل تحقيقها، أقول قولي هذا وعقلي منشغل بما تمر به منطقتنا المغاربية: مساع وجهود تبشر بما هو أفضل وبالموازاة توترات وخلافات تنذر بالأسوأ. كل قطر يعاني من ذات التحديات ولكن بطريقة مختلفة. ومهما كانت الطرق مختلفة فإن الحل يبقى في حيازة "المهارة" في التدبير السياسي بالأسلوب العلمي بعيدا عن وحل الأيديولجيات. هل سينجح قيس سعيد في إعادة بناء طبقة سياسية تعرف كيف تعالج الأزمة التي تمر بها تونس؟ وتعرف كيف تبني مشاريع صلبة في التنمية والأمن؟ وهل ستعبر ليبيا بنجاح إلى استحقاقات ديسمبر؟ وهل سيلتئم شمل الليبيين بالطريقة التي ستسمح للدولة الليبية بالنهوض والازدهار؟ وهل ستنبثق في الجزائر طبقة سياسية تؤسس لعهد جديد وتصنع القطيعة مع السياسات الفاشلة التي أفضت إلى أزمة متعددة الأبعاد؟ وهل سينجح المغرب في بلورة وضع سياسي وتنموي ينطوي على حلول عقلانية لمجمل التحديات السياسية والتنموية؟ وهل ستعرف موريتانيا كيف تعالج قضايا التنمية والاقتصاد؟ وهل سيحيط كل قطر وعيا بما يجب عليه فعله داخليا قبل الاهتمام بما هو خارجي؟ وهل سيعرف كيف يهتم بالشؤون الخارجية في حدود ما يعزز شرعيته السياسية وقوته التنموية؟



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغز حالة الجفاء في العلاقة الجزائرية المغربية
- المغرب والجزائر: إلى أين سيتجه البلدان بعد القطيعة؟
- البلدان المغاربية في مفترق الطرق
- خطاب الكراهية: العنف والعدوانية
- التواصل حق وإبداع إنساني
- المغرب والجزائر: أسبوع على الخطاب الملكي
- تونس: أسبوع على قرارات 25 يوليو
- العقل المغاربي
- جدارية من أجل المستقبل
- المستقبل المغاربي في ضوء نظرية حدوة الحصان
- حول الموقف الجزائري من قرار البرلمان العربي في تضامنه مع الم ...
- الجزائر: حرب ذاكرات أم أزمة مشاعر؟
- تركيا والمغرب الكبير في أفق 2024
- على هامش ذكرى النكبة: في الحاجة إلى تغيير البراديغما
- جبهة البوليساريو ما بعد الأزمةالمغربية -الإسبانية
- المغرب الكبير، هل سيكون كبيرا؟
- فكرة التحرر الفلسطيني: من حافز إلى حاجز
- الإمارات، هابرماس والمثقف المغاربي
- القضية الفلسطينية في المتخيل المغاربي
- كمال القصير: كراهية الغرب هدْمٌ -للحاضر- بينما كراهية التراث ...


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد هادف - أيام سبتمبر لو يتداولها الناس. .!