حول الموقف الجزائري من قرار البرلمان العربي في تضامنه مع المغرب

سعيد هادف
(Said Hadef)

الحوار المتمدن-العدد: 6943 - 2021 / 6 / 29 - 20:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

أكد البرلمان العربي رفضه القاطع للقرار الذي أصدره البرلمان الأوروبي بخصوص سياسات المغرب تجاه قضية الهجرة، مؤكدا أن هذا القرار وما تضمنه من انتقادات واهية واتهامات لا أساس لها من الصحة، يمثل ابتزازا، وتسييسا مرفوضا، لجهود المملكة المغربية في مواجهة مشكلة الهجرة غير المشروعة.
وكان البرلمان العربي، في قرار أصدره عقب جلسة طارئة، بالقاهرة يوم السبت 26 يونيو 2021، للرد على قرار البرلمان الأوروبي، قد استنكر تدخل البرلمان الأوروبي وإصراره على إقحام نفسه في أزمة ثنائية بين المملكة المغربية ومملكة إسبانيا، يمكن حلها بالطرق الدبلوماسية والتفاوض الثنائي المباشر بين الدولتين. كما أشاد بالجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة المغربية في مكافحة الهجرة غير المشروعة، والتي تنطلق من إرادة سياسية قوية، وتوجيهات مباشرة من الملك محمد السادس، بوصفه رائدا لحلاشكالياتالهجرة في إفريقيا.
وتناقلت مجموعة من وسائل الإعلام خبر رفض ثلاث دول التصويت على قرار البرلمان العربي، وفي مقدمتها الجزائر ثم لبنان وسوريا، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول حقيقة ما تم تداوله في هذا الإطار.

الأطروحة الأولى: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تقول الأطروحة الأكثر تداولا في الميديا أن الجزائر رفعت من شدة الانتقادات تجاه المغرب بعدما رفضت المصادقة على بيان البرلمان العربي الذي عبّر عن تأييده للمغرب في نزاعه مع اسبانيا والاتحاد الأوروبي. ولم تتردد هذه الأطروحة في استعادة تصريحات وخطابات ومواقف حدثت في السابق للتدليل على الموقف البنيوي الجزائري المعادي للمغرب. وتم تداول فيديو يعاتب فيه ممثل الأردن نظيره الجزائري متهما إياه بمعارضة ما اتفق عليه البرلمانيون العرب.وأدْلت أسماء عربية بارزة بدلوها، من خلال تصريحات أو تدوينات، مروجة للموقف الجزائري الذي وصفته بالمنعزل تارة وبالمخزي تارة أخرى. وسارت كل المنابر على ذات الوتيرة التي رأت أن ممثل الجزائر عبد الكريم قريشي اتخذ موقفا مؤيدا للاتحاد الأوروبي وإسبانيا على حساب جاره المغرب.
ورأت هذه الأطروحة أن ممثل الجزائر لم يجد حرجا من أن يكون استثناء ويرفض المصادقة على بيان للبرلمان العربي يؤيد المغرب في نزاعه مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي.

الأطروحة الثانية: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفاعلا مع ذلك، ووفق الموقع المغربي آش كاين (achkayen.com)، كشف المستشار البرلماني وعضو البرلمان العربي؛ نبيل الأندلسي، أنه عكس ما نشرته بعض المواقع والمنابر الإعلامية بخصوص مواقف كل من الجزائر ولبنان وسوريا، فالقرار الصادر عن البرلمان العربي بخصوص رفض وإدانة قرار البرلمان الأوروبي المتعلق بالمغرب، صُوت عليه بالإجماع.
وأوضح الأندلسي، أن ممثل الجزائر رغم التحفظ الذي أعلن عنه في مداخلته بالجلسة، فقد صَوت مع القرار، أما فيما يتعلق بلبنان وسوريا فهما غير ممثلان بالبرلمان العربي، بحيث أن لبنان جَمدت عضويتها منذ سنوات، وسوريا جُمدت عضويتها بعد إندلاع أحداث الثورة السورية، وفق تدوينة عضو البرلمان العربي.
ومن خلال الفيديو الذي تم تداوله والذي تضمن الرد الأردني، هناك رد الممثل الجزائري الذي عبّر عن استغرابه ودهشته من عتاب نظيره الأردني، الذي بدا أنه، وفق تعبيره، لم يستوعب كلامه الذي عبر فيه عن تضامنه مع كل بلد عربي قد يتعرض إلى مماثل لتدخل البرلمان الأوروبي في شأن أي دولة عربية بما فيها المغرب الشقيق/
ممثل الجزائر برر موقف بلاده، كون أوروبا تعد جارة للوطن العربي، وتستقبل الملايين من الجالية العربية، و أن هذه الجاليات تحتاج إلى علاقات متينة تحفظ مصالحها،مشيرا إلى ضرورة النأي بمؤسسات العمل العربي المشترك عما يمكن حله في إطار ثنائي محض والعمل من أجل ترقية دور البرلمان العربي في المرافعة في قضايا الشعوب العربية وآمالها.

#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل