أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - العقل المغاربي














المزيد.....

العقل المغاربي


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 21:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


العقل هو قدرة الإنسان على الوصول إلى المعرفة، وإصدار الأحكام، والتصرف وفقًا لمبادئه، وتنظيم علاقاته مع الواقع. إنه يتعارض مع الغريزة، وخاصة غريزة الحيوان.
يُعتبر العقل عمومًا مَلَكَةَ خاصًة بالروح البشرية، حيث يمكن للكائن البشري، باستخدامه للعقل، أن يبتكر مقاييس للحقيقة والخطأ وأن يصل إلى مقاصده. يعتمد العقل على المقدرة التي يتخذ الكائن البشري من خلالها اختيارات بناءً على ذكائه ونظرته إلى المستقبل وذاكرته مع تجريد وتحييد تحيزاته أو مشاعره أو دوافعه. ولهذه المَلَكَة (faculté) استخدامات عديدة: معرفيا، أخلاقيا وتقنيا. والحديث عن العقل يفضي إلى الحديث عن الفكر، الروح، الفهم، الذهن، المنطق، الدماغ وعن الذكاء.
فما الذي يمنع العقل المغاربي من الاشتغال بشكل خلاق؟ ومتى يشتغل بشكل براغماتي وإنساني؟ أطرح هذا السؤال، في ضوء تجربتي الشخصية: ما عشته في وسطي الاجتماعي، في الأسرة، والوسط المهني، والجمعوي والثقافي، على المستوى الوجداني، النفسي والمعرفي، وكيف تغيرت نظرتي إلى نفسي وإلى العالم، التحولات التي طرأت على تمثلاتي وعلى هويتي.
وأنا أحاول أن أفهم ما يحدث في العالم أعود إلى نفسي وأطرح عليها جملة من الأسئلة، من منطلق: هل من حقي أن أناقش هذا الحدث وأن أبدي رأيي فيه؟ وهل من الضرورة أن يكون لي موقف منه؟ وهل لدي المعطيات الكافية حوله؟ وهل أنا ملزم أم غير ملزم؟ وما الذي يلزمني؟ وهل رأيي سيساهم إيجابيا أم سيترك أثرا سلبيا على هذا الطرف أو ذاك؟ وهل ما أقوله يشكل قيمة مضافة؟ وما هو الأسلوب المناسب في هذا المقام؟ أن يكون استفزازيا وصادما؟ أم أن يكون لبقا ومعتدلا؟ أن يكتسي مظهرا جديا أم هزليا؟
ويحدث أن أضطلع على عدد من الآراء والمواقف حتى أشكل صورة متكاملة عما يحدث، ولا أعبّر عن رأيي إلا في حدود ما أراه ضرورة، أو ما يفرضه علي موقعي كمثقف أو كإعلامي أو كفاعل حقوقي.
أتساءل في كثير من الأحيان إن كان الكم الهائل من التحاليل التي تصل المتلقي ينطوي على أفكار مهمة وصادقة وعميقة، أم مجرد سفاسف ومغالطات؟ وهل يجب الرد عليها بطريقة مباشرة؟ أم بطريقة غير مباشرة؟
العقل المغاربي، فهل هناك ما يمكن تسميته بالعقل المغاربي؟ وهل هذا العقل الجمعي يتسم بالنضج؟ وهل هناك سياسة رشيدة في كل بلد مغاربي تفكر في إنضاج مواطنيها عبر تطوير نسقها التربوي والإعلامي وخطابها السياسي؟ أم هذه السياسات ذاتها تفتقر إلى النضج وإلى الكفاءة؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى مقاربات عميقة، كما نحتاج إلى صياغة أسئلة جديدة، من زوايا مختلفة ربما ساهمنا في إنضاج عقل مغاربي متطابق مع مبادئ عصره.
العقل النائم يلد الوحوش، وفق تعبير فرانسيسكو دي غويا، وبلا شك فإن العقل المغاربي الجمعي يغط في نومه، فتكاثرت الوحوش في كل مجال: وحوش في الوسط السياسي لا يحسنون سوى التسلط والقمع، وفي الوسط الإعلامي لا يحسنون سوى الكذب والتضليل، وفي الوسط الصحي، والمالي والتربوي وعالم المال والأعمال.
هذا السبات الذي يغرق فيه العقل المغاربي لم ينجب الوحوش فقط، بل أنجب نوعا من الكائنات المشوهة تتحدث في الغالب من مواقع ليست مواقعها، كأن تجد مواطنا عاديا يعاني من كل المشاكل ويتبنى خطاب وزير الخارجية مثلا أو وزير الدفاع أو مدرب كرة القدم...، وهو يقحم نفسه في أمور لا تعنيه وقد يدخل في شجار مع أقرب الناس إليه دفاعا عن شيء لا ناقة له فيه ولا جمل.
صحيح أن المواطن من حقه ومن واجبه أن يكون قوة اقتراحية؛ سواء كان مواطنا بسيطا بلا مؤهلات علمية أو كان مثقفا أو إعلاميا أو فاعلا جمعويا أو مناضلا حزبيا أو أكاديميا، سواء كان شابا في مقتبل العمر أو مسنا راكم ما يكفي من التجارب والخبرات؛ لكن في غياب معايير حرية التعبير تنفلت الأمور ويصبح كل من هب ودب يحشر أنفه في كل شيء.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدارية من أجل المستقبل
- المستقبل المغاربي في ضوء نظرية حدوة الحصان
- حول الموقف الجزائري من قرار البرلمان العربي في تضامنه مع الم ...
- الجزائر: حرب ذاكرات أم أزمة مشاعر؟
- تركيا والمغرب الكبير في أفق 2024
- على هامش ذكرى النكبة: في الحاجة إلى تغيير البراديغما
- جبهة البوليساريو ما بعد الأزمةالمغربية -الإسبانية
- المغرب الكبير، هل سيكون كبيرا؟
- فكرة التحرر الفلسطيني: من حافز إلى حاجز
- الإمارات، هابرماس والمثقف المغاربي
- القضية الفلسطينية في المتخيل المغاربي
- كمال القصير: كراهية الغرب هدْمٌ -للحاضر- بينما كراهية التراث ...
- كأس شاي: في صحة المغرب الكبير
- من كان وراء مجازر 8 مايو 1945 في الجزائر؟
- ابن باديس في ذكراه: قراءة من زاوية أخرى
- قضية سعيد ناشيد: غياب الحكمة وطغيان الأهواء
- الأسبوع المغاربي يحييكم
- الأسبوع المغاربي بعد عام
- اليأس مدخلا إلى الأمل
- اليوم العالمي للثورة السلمية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - العقل المغاربي