الورقة البيضاء... رسالة لأحبتي...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 7075 - 2021 / 11 / 12 - 11:55
المحور: سيرة ذاتية
    

الورقة البيضاء...
رسالة لأحبتي...
أنا مدان لكم يا أحبتي.. عن صمتي الكامل من ثمانية أيام.. حيث لا كتابة.. ولا نشرة.. ولا رد على أية دعوة أو رسالة.. فهذه قصتي.. بهذه الأيام الثمانية السريعة الكركبات.. الحياتية والوجودية المختلفة السريعة...
في اليوم الأول منها.. أجريت لعيني اليمنى.. والتي أكاد لا أرى خلالها أي شيء.. عملية Cataracte لدى صديق سوري (الدكتور إياد) والذي يبقى من أشهر أطباء العيون بهذه المدينة.. وتمت العملية بكل نجاح.. وفي صباح اليوم الثاني.. عدت لديه بزيارة شخصية.. طمأنني بها ـ بعد أن فحص عيني.. بأن كل شيء ناجح.. والشفاء الكامل يحتاج لوقاية وحماية.. لبضعة ايام معدودة وعدة قطرات لبضعة أسابيع قليلة.. وخرجت من عيادة صديقي.. بإمكانية القراءة بعيني المعالجة... وبعدها.. أعادتني زوجتي بسيارتها للبيت...
وفي بعد ظهر هذا اليوم نفسه.. وحوالي الساعة الخامسة عشرة والنصف... وخلال دقائق.. أصبت بنوبة ألم شديدة صاعقة.. بمنتصف الصدر.. أضطرت زوجتي للاتصال بأطباء الإسعاف الذين نقلوني بواسطة نساء ورجال الاطفائية لمدينة ليون.. لمستشفى الأمراض القلبية.. وبعد الفحوص السريعة والتحاليل والصور المختلفة.. تبين أنها نوبة Pancréatite aigüe .. ونقلوني بنهاية اليوم الثاني.. لأكبر مستشفيات ليون والذي يسمى Hôpital Edouard Herriot باسم رجل سياسي معروف.. شارك بعدة وزارات هامة فرنسية.. وبقي عمدة لمدينة ليون أكثر من أربعين سنة... وتمت بهذه المستشفى عدة فحوص.. مع صيام كامل.. مع عدة فحوص تصويرية وتحليلية.. وفي نهاية اليوم الخامس.. وبعد التأكد من اختفاء الألم والتأكد من أسبابه.. أطلقوا سراحي.. راصدين لي عدة عناوين خلال شهر ديسمبر ـ كانون الأول من هذه السنة لإجراء IRM وعدة فحوص دم جديدة... للاهتمام والتأكد من عدم ظهور بحصات صغيرة جديدة.. من التي أثارت الآلام السابقة...
بعد هذه الكلمة الاستعراضية عن حالة أسباب غيابي عن الحوار.. ومئات هواتفكم واستفساراتكم على وسائل التواصل (الاجتماعي)... أشكركم صديقاتي وأصدقائي.. بفرنسا وأوروبا... وقارئاتي وقرائي.. ببلدان الاغتراب المختلفة... واللواتي والذين لا يمكن أن تتصوروا "ســعــة حــبــي" لكن ولكم.. وأن علاقتي معكن ومعكم أكثر من علاقة حب وصداقة كهربائية.. نعم شيء كالطاقة الكهربائية.. هي التي تبلور وتصيغ كلماتي وتحليلاتي الوجودية والإنسانية والسياسية.. طبعا.. وعلاقتي اليومية معكم تعطيني أوكسيجين الحياة والمثابرة.. والتي دفعتني لمقاومة الألم.. وضرورة العودة لبيتي ومكتبي وكومبيوتري العتيق.. والعودة للكتابة.. والعودة للحوار.. يعني العودة اليكن وإليكم... صديقاتي وأصدقائي...
أهديكن.. أهديكم هذه الكلمات القليلة المختصرة... مجددا ديمومة حبي.. ومشاعري ووفائي وولائي...
وحتى نلتقي...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل