الجيش الأمريكي يُعاني من إنهاك فوق العادة في العراق وأفغانستان *

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1653 - 2006 / 8 / 25 - 11:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

أصبح الجيش الأمريكي في حالة شديدة من الإرهاق بسبب حرب العراق وأفغانستان. وهذه الحالة فرضت على المارينز تطبيق إجراءات استثنائية للتعويض عن خسارته في جنوده ومعداته، حسب مقالة في ميركوري نيوز.
مَنح بوش يوم الثلاثاء لفيلق المارينز سلطة استدعاء 2500 من جنود الاحتياط غير الفعالين لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية في العراق وأفغانستان، بغية مواجهة حاجات الجيش من القوى البشرية. وهذا الأمر هو الأول من نوعه منذ عام 2003 عندما تم استدعاء 2700 من الاحتياط قبل الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق.
يصف المارينز هذا التحرك كإجراء احترازي، لكن النقاد يرون أنه يكشف عن أن الجيش الأمريكي بلغ درجة عالية من الإجهاد في كل من العراق وأفغانستان.
يترافق هذا الاستدعاء مع تقرير تم إعداده من قبل أثنين من الخبراء العسكريين، تضمن أن على المارينز الحصول على المعدات التي يحتاجها من الوحدات العسكرية الأخرى غير العاملة للتعويض عن دباباته وآلياته التي دُمِّرَتْ و/ أو اندثرت نتيجة الحرب في العرق.
يذكر النقاد أن التطورات الأخيرة تبين أن الجيش الأمريكي يواجه صعوبات في الحفاظ على استعداده القتالي في حربه في العراق والتي دخلت عامها الرابع.
وحسب بي بي سي فقد مُنح المارينز تخويل الاستدعاء لغاية 2500 جندي احتياط. لكن هذا التخويل مفتوح ولا ينتهي فعاليته إلا بانتهاء ما يسمى "الحرب العالمية على الإرهاب"- والتي تتصف بغياب معايير تحديد مفهومها- وعند ذاك يمكن للآلاف من هؤلاء الجنود الحصول على تسريح من الجيش!
+ عبء ثقيل
يقول مراسل صحفي أن الجيش الأمريكي سبق واستدعى عشرة آلاف من الجنود الاحتياط. بينما يرى الديمقراطيون أن هذا الاستدعاء يبين كيف أن الحرب في العراق وأفغانستان تطحن القوات الأمريكية.
"بعد خدمتهم للوطن جولات عديدة ، يُطلب من هؤلاء الرجال مرة أخرى تحمل عبءٍ ثقيل." قالها السيناتور الديمقراطي جاك ريد عضو لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس الأمريكي والناقد المستمر لسياسة إدارة بوش في العراق.
ويضيف قائلاً "إن النزيف الذي يواجهه جنودنا وعائلاتهم والموارد العسكرية نتيجة الحرب المستمرة في العراق وأفغانستان، يتطلب الكشف والمعالجة حالاً وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة يتحملها الشعب الأمريكي وجيشنا."
قُتل أكثر من 2500 جندي أمريكي في العراق منذ بداية الحرب. كما تسببت هذه الحرب في حالة غير مسبوقة من الإعياء وتدمير معدات المارينز من دبابات وشاحنات وغيرها، وذلك حسب تقرير مشترك للمركز الأمريكي للتقدم ومعهد ليكسينغتون أعدته مجموعتان من الباحثين السياسيين في مجال دراسات الأمن الوطني.
تعمل طائرات الهليوكوبتر ساعات أكثر من طاقاتها، بينما تعمل الدبابات والمدرعات أربعة أضعاف طاقاتها. وفي حين يبلغ العمر المتوقع لعربات الهمفي في الخدمة 14 عاماً، فإنها تتطلب الإحلال بعد أربع سنوات من خدمتها، حسب التقرير.
فرضت الحرب في العراق تكاليف ثقيلة جداً على المعدات الحربية، عدا البشرية، وسوف يتطلب تسديد فاتورة هذه التكاليف سنوات عديدة قادمة، حسب لاري كورب الموظف السابق في البنتاغون والمشارك في إعداد التقرير.
وبسبب هذه التكاليف الباهظة في المعدات، أصبح المارينز مُجبراً على استعارتها من الوحدات العسكرية الأخرى غير العاملة وأوربا بهدف المحافظة على قدرة قتالية مناسبة للوحدات الأمريكية في العراق. وهذه التحديات تُعرقل قدرة الجيش الأمريكي على مواجهة تحديات جديدة قد تظهر في مناطق أخرى من العالم. حسب كورب الذي أضاف: إذا اندلعت الحرب في كوريا أو مكان آخر مماثل، لن يكون الجيش الأمريكي قادراً على أداء دوره بالمستوى المطلوب.
كورب (و) لورين توماس المتخصصان بتحليل قضايا الدفاع العسكري، يُقدران أن على المارينز أن ينفق أكثر من 12 بليون دولار لتعويض معداته الأرضية والجوية المعدومة في هذه الحرب. وهذا الرقم سيزداد بمقدار خمسة بلايين دولار عن كل سنة إضافية يستمر فيها المارينز في العراق.
مممممممممممممممممممممممممممـ
* U.S. Army overstretched in Iraq, Afghanistan, Aljazeera.com- 23 August, 2006.

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات