أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - كيف يرى العراقيون العلم الأمريكي؟ *














المزيد.....

كيف يرى العراقيون العلم الأمريكي؟ *


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتفل الأمريكيون سنوياً في الرابع من تموز/ يوليو بيوم الاستقلال- عيد الاستقلال الوطني. هذا الاستقلال الذي تحقق قبل حوالي 230 عاماً إثر ثورة الاستقلال الأمريكية ضد الاحتلال البريطاني. لكن الأمريكيون، وهم يحتفلون بعيد استقلال بلادهم ونشوء دولتهم، غير قادرين على التعبير عن المبادئ التي جسّدتها ثورتهم والدستور الذي تولد عن استقلال بلادهم.
تقود الولايات المتحدة حالياً حربين ظالمتين في كل من أفغانستان والعراق، وهي متورطة على نحو غير مباشر في حرب ثالثة: الاعتداء الإسرائيلي على الفلسطينيين واللبنانيين، والتي أصبحت نقطة تركيز رئيسة في وسائل الإعلام العالمية.
وفي هذا العام، حيث احتفلت أمريكا بمرور 230 عاماً على ولادتها، فمن المؤكد أن مواطنيها يحفظون في عقولهم تجربة الأحداث العراقية المؤلمة بعد الاحتلال، حسب افتتاحية لصحيفة الزمان.
إن المستنقع الذي حفرته الإدارة الأمريكية في العراق والفضائح المتكررة التي قادت فعلاً إلى تدمير صورة أمريكا الثورة والدستور على مستوى كل فرد رسمي أمريكي سواء في الجيش أو الحكومة.. هذه الصورة المقيتة سوف تبقى تلازم الولايات المتحدة لعقود عديدة قادمة.
اقترن العلم الأمريكي بالتحرير والحرية، وعبّر عن مجتمع متحضر ساهم في تقدم البشرية، ولكن ليس في العراق. فبالنسبة للعراقيين أصبح هذا العلم يجسّد مضموناً مغايراً تماماً.
عُرفت الولايات المتحدة عند مؤسسيها مدافعة عن حقوق الإنسان، داعية للتحضر- التنمية، ومكافحة للأنظمة الدكتاتورية.. بينما هي حالياً أكثر دولة على وجه الكرة الأرضية لا تُعير أي قدر من الاحترام للديمقراطية، الرفاهية، وحقوق الإنسان.
كانت الولايات المتحدة في الماضي حلماً جميلاً للشباب من كل أنحاء العالم.. كانوا يلجئون إلى كل الوسائل للهجرة إليها هرباً من اضطهاد أنظمتهم الدكتاتورية والحصول على الحماية والدعم. أما حالياً فقد انعكست هذه الصورة واختفت تلك الأحلام الوردية.
لقد أصبحت السياسات الأمريكية كابوساً لكل العالم، وللعراقيين بخاصة. ومن السخرية ملاحظة هذه القوة الكبرى وهي تهاجم وتدمر القيم الإنسانية في العراق وفي عموم منطقة الشرق الأوسط.. هذه القيم التي كافحت وقاتلت أمريكا من أجلها أثناء ثورتها وبعد استقلالها والتي جسّدتها في دستورها.
أن الدولة الأكثر قوة في العالم ترغب وتعمل على أن تخلق أعدائها بنفسها، والحصيلة هي خلق رأي عام معادٍ للولايات المتحدة على مستوى العالمين العربي والإسلامي، نتيجة سياساتها القائمة على الدعم غير المشروط لإسرائيل واعتداءاتها البربرية سواء في فلسطين أو حالياً في لبنان أيضاً. وبذلك تم دفع المنطقة كلها نحو حالة من الاضطراب والهيجان غير مسبوقة.
لقد حان الوقت لأن تدرك إدارة البيت الأبيض أن أعداء أمريكا سواء في العراق أو أي مكان في الشرق الأوسط هم نتيجة للسياسات الأمريكية.
وهكذا، بدلاً من أن يجسّد علم الولايات المتحدة رمزاً للتحرير، الحرية، والدفاع عن حقوق الإنسان، حسب دستورها، أصبح هذا العلم حالياً رمزاً للقتل، الاغتصاب، الاعتداء على حقوق الإنسان، وانتهاك القانون الدولي بأي ثمن ومهما كلف الأمر.
وبقدر ما يتعلق الأمر بالعراق، بصفة خاصة، صار العلم الأمريكي رمزاً لاستخدام القوة العنيفة، والقصف المميت والمدمر للمناطق الآهلة بالسكان في العديد من مدن العراق، مثل: الفلوجة، تلعفر، الرمادي، القائم، بعقوبة.. علاوة على "الممارسات المهينة، كما في إجبار طالبات جامعيات في حرم الجامعة بالموصل خلع ملابسهن"، كما ذكرت الافتتاحية المذكورة.
أنه أيضاً العلم الذي يذكر العراقيين بالجرائم الجنسية التي اقترفها الأمريكان بحق أهلهم في سجن أبو غريب، مركز التعذيب والممارسات العديمة الأخلاق للقوات الأمريكية، عندما تم الكشف عنها في نيسان/ إبريل 2004، بل، وبعد فترة وجيزة من دخول قوات الاحتلال للبلاد بقيادة الولايات المتحدة بزعم نصب راية التحرير و "إنقاذ شعب العراق" من "حاكمه الدكتاتور". كما وأصبح هذا العلم أيضاً رمزاً لاغتصاب الفتيات والنساء العراقيات.
من الصعوبة بمكان أن تجد أي علم أمريكي في العراق، عدا- بالطبع- المنطقة الخضراء والمجمع الضخم قيد الإنشاء للسفارة الأمريكية.. هذه السفارة التي ترمز إلى احتلال دائم للبلاد.
وفي حين يحتفل الأمريكيون بيوم الاستقلال وإصدار الدستور الأمريكي الذي يدافع عن سيادة الشعب، وعن سيادة القانون.. كيف يرى الأمريكيون أنفسهم سياسات بوش التي خرقت وداست على حقوق شعوب أخرى، وحرمتها من تقرير مصيرها ونيل استقلالها!؟
مممممممممممممـ
* How do Iraqis see the U.S. flag?, Aljazeera.com- 29 July, 2006.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب المنسية في غزة *
- إسرائيل تستخدم القنابل العنقودية، والأسلحة الكيمياوية في لبن ...
- ماذا وراء خطة بوش- مالكي 1
- لا مزيد من تعزيز -الديمقراطية- في العراق ! 1
- العراق: الضحايا المدنيون يتحدون الخيال الأمريكي المتفائل 1
- الولايات المتحدة تتآمر لإحداث تغيير واسع في الشرق الأوسط 1
- مَنْ وراء القتل اليومي في العراق؟ 1
- اغتصاب بريئة 1
- العراقيون يتحولون نحو استخدام البطاقات الشخصية المزيفة هرباً ...
- تجارة الدم مقابل النفط 1
- إرهابي في البيت الأبيض !؟ 1
- ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى (الجزء الثا ...
- 1ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى
- حقوق المرأة العراقية في ظل الاحتلال البربري *
- العراقيون يكافحون حرب التجويع والفقر
- الحرب، المديونية والتمويل الخارجي- العالم يتحد ضد إمبراطورية ...
- الإصلاح الاقتصادي في العراق
- ندوة -دولة الرفاهية الاجتماعية-: 28-30 تشرين الثاني/ نوفمبر2 ...
- برنامج لمستقبل العراق بعد إنتهاء الاحتلال
- نقد مشروع الدستور العراقي


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - كيف يرى العراقيون العلم الأمريكي؟ *