أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالوهاب حميد رشيد - 1ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى















المزيد.....

1ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 09:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد 2
"إذا كانت انتهاكات معينة ضد المعاهدات، تشكل جرائم، عندئذ فهي جرائم سواء ارتكبتها الولايات المتحدة أو ألمانيا، ولسنا مستعدين للتنازل عن تطبيق القواعد التي تحكم مثل هذه التصرفات الإجرامية ضد الآخرين، طالما لا نقبل من الآخرين بمثل هذه التصرفات ضدنا"- رئيس قضاة الولايات المتحدة- روبرت جاكسون- المؤتمر الدولي للمحاكمات العسكرية، لندن، 23 تموز/ يوليو 1945.
للغزو الأمريكي واحتلالها للعراق هدفين، يتولد عنهما هدف ثالث: النفط والقواعد وإقامة حكومة تمنح "الشرعية" للمحتل تحقيق الهدفين المذكورين. وبعيداً عن الأعراف الدولية، أصبحت هذه الأهداف محل متابعة الولايات المتحدة على نحو مستمر وثابت منذ صياغة سياستها الجديدة خلال الفترة 2001- 2002 بممارسة المزيد من الأعمال العدوانية المستمرة لغاية الوقت الحاضر.
وهذه الأهداف تشكل جزءاً متكاملاً من الستراتيجية الطويلة الأمد للولايات المتحدة بقصد تحقيق سيطرتها الاقتصادية وتعزيز موقعها الستراتيجي في القرن الواحد والعشرين. ورغم وجود أهداف أخرى ثانوية للاحتلال مثل خصخصة الاقتصاد العراقي، تبقى الأهداف الرئيسة هي المحور والتي تدفع هذه السياسة نحو غاياتها باعتبارها معيار نجاح أو فشل حكومة الولايات المتحدة.
* النفط
كانت الشركات النفطية الغربية منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية تسيطر على قطاع النفط في الدول المنتجة، بخاصة في الشرق الأوسط. لكن هذه الدول قطعت أشواطاً بعيدة لغاية استعادة السيطرة على قطاعها النفطي وإنشاء شركاتها النفطية الوطنية. ومع ذلك بقيت الشركات الغربية تحصل على معظم حاجاتها النفطية من هذه الدول وتمارس التصفية والتوزيع وتحقق أرباحاً عالية. لكن هذه الإرباح يمكن أن تتضاعف مرات عديدة إذا ما أقدمت أي من الدول المنتجة على إعادة فتح الباب مجدداً للشركات الغربية استغلال قطاعها النفطي.
في نيسان/ إبريل 2001، قدم مجلس العلاقات الخارجية للولايات المتحدة تقريراً إلى الحكومة الأمريكية محذراً من نقص عرض النفط على المستوى العالمي. متضمناً الحاجة الملحّة إلى "أن تتجنب العوامل السياسية عرقلة تطوير حقول نفط جديدة في الخليج". داعياً إلى "تطوير خطة ستراتيجية تعمل على إعادة فتح الطريق أمام الاستثمارات الأجنبية في الدول النفطية الرئيسة في الشرق الأوسط."
أن الفرضية التي تدعي بأن، الخصخصة تقترن بتحسين الكفاءة ومن ثم زيادة الاحتياطات العالمية من النفط، تجد القليل من القبول. ذلك أن قطاعات النفط في الدول الرئيسة المنتجة للنفط لا تعاني من نقص الخبرة أو رأس المال أو عجز شركاتها النفطية الوطنية، بل تكمن مشكلة تدني عرض النفط إلى فشل الشركات الغربية تطوير مصادر نفطية جديدة مهمة في السنوات الأخيرة. كما أن أكثر المعوقات التي واجهت زيادة الإنتاج تجسدت في المقاطعة التي فرضت على العراق، وذلك من قبل الولايات المتحدة أو بدفع منها. لقد طالبت الشركات النفطية الغربية رفع الحصار بطريقة أو بأخرى في ظروف استمرار نقص عرض النفط، وفرضت ضغوطاً متزايدة على الولايات المتحدة حتى ولو فعلت الأسوأ لفتح الطريق أمامها. وهنا وفّرت فكرة تغيير النظام فرصة عظيمة محتملة إذا ما تم تحقيقها بنجاح.
أن خصخصة إنتاج نفط الشرق الأوسط ستولد احتمالات كبيرة لتحقيق أرباح ضخمة للشركات النفطية الغربية. ويرتبط بذلك أن تكلفة إنتاج البرميل من النفط الخام حالياً في منطقة الخليج تساوي ثلاثة دولارات أمريكية. وحسب مؤلف كتاب: المدمن على النفط (2005)- إيان روتلدج- اتفق بعض العراقيين في المنفى مع الرئيس السابق لشركة إيكسون موبيل عام 2001 بقولهم "تستطيعون الحصول على نفطنا إذا مكنتمونا العودة إلى العراق." وحسب بعض التقديرات يمكن للشركات الغربية في ظل هذا الاتفاق تحقيق أرباح من نفط العراق تتجاوز الأرباح التي تحققها من كافة عملياتها النفطية على نطاق العالم.
وعلى أي حال، خلق الغزو (الاحتلال) التفاؤل لدى الشركات الغربية. وفي هذا الاتجاه أعلن مسؤول لشركة نفط استرالية عن تفاؤله بعودة مستوى إنتاج النفط العراقي إلى 2.5 مليون برميل يومياً وزيادته بسرعة إلى 4.5 م ب/ ي. لكن الحرب ولّد ت السيناريو الأسوأ في سياق آثار عكسية قادت إلى إرباك صادرات نفط العراق، إذ بقيت صادرات الجنوب تتقلب حول 1.4 م ب/ ي، بينما بقيت أنابيب نفط الشمال عرضة لفترات متقطعة من الإقفال الفعلي نتيجة أعمال التخريب التي ولّدتها الحرب (الاحتلال).
أن الحد الأدنى للنجاح في الأمد المتوسط هو الحفاظ على استمرار تدفق النفط، وأن أحداً في المنطقة الخضراء يوفر "الشرعية" لصالح دخول الشركات الغربية لقطاع النفط العراقي. لقد مررت الحكومة المؤقتة قانوناً ينص على تطوير أي حقل نفطي جديد من خلال اتفاقية المشاركة في الإنتاج مع الشركات الغربية. لكن الاستجابة بقيت ضعيفة واقتصرت على بعض الشركات الصغيرة، ومنها شركة نرويجية خاطرت بالدخول إلى بلد مزقته الحرب.
أما في الأمد الطويل فإن المخاطرة التي ستواجه شركات النفط الغربية تتمثل في أن الحكومة العراقية المستقبلية سوف تلغي القوانين التي تسمح للشركات الغربية (الأجنبية) الاستثمار في الحقول النفطية العراقية وتعيد تطبيق مبدأ الملكية الوطنية لقطاعها النفطي.
حسب تقرير لوكالة رويتر في نيسان/ إبريل تهيأ أحمد الجلبي- الذي أصبح وزيراً للنفط لبضعة شهور في الحكومة المؤقتة – لمقابلة عناصر تنفيذية في شركة إيسكون موبيل خلال انعقاد المنتدى العالمي للطاقة في قطر وعرض عليهم عقود تطوير الحقول النفطية، متضمنة مواداً (قانونية) للحماية المستقبلية من إعادة التأميم. لكن حصيلة هذه الاجتماعات بقيت غير معلنة. وبالإضافة إلى الأرباح المحتملة الضخمة، فإن هذه العقود ستمنح كذلك الشركات النفطية المعنية وعناصرها الحميمة في واشنطن الجزء الأعظم من (كيكة) الحرب.
* القواعد العسكرية
أن السؤال الستراتيجي الذي تطرحه السياسة الخارجية العدوانية وغير الشرعية للولايات المتحدة على المستوى الدولي والتاريخي، هو "هل باستطاعة الولايات المتحدة تفعيل تفوقها العسكري لتوسيع سيطرتها الاقتصادية والستراتيجية في القرن الواحد والعشرين؟".. ترى أغلبية دول العالم في هذا سلوكاً عبثياً، علاوة على خطورته، لأن التاريخ، عموماً، سبق وأجاب على هذا السؤال على نحو ثابت وحاسم.
أن دراسة متأنية للتاريخ كما في كتاب: نهوض وسقوط الإمبراطوريات العظيمة (1987)- بول كندي- تبين بوضوح أن العوامل الاقتصادية هي التي تدفع الشؤون الدولية نحو التحرك صعوداً وهبوطاً. وأن الاقتصاد العالمي والتوازن الاقتصادي هما كلياً دالة للموقع الاقتصادي النسبي، وليس للقوة العسكرية. من هنا فإن زيادة طاقات البلد توفر إمكان الحصول على المزيد من المنافع الهيكلية. ومع تحسن القدرة على توليد واستخدام التكنولوجيا الحديثة وتطوير الهياكل الاجتماعية والمادية الأكثر حداثة، عندئذ تزداد إمكانية اقتناص الفرص الجديدة وتحقيق منافع متزايدة.
أن الممارسات التاريخية الماضية باتجاه توسيع السيطرة الاقتصادية إقليمياً أو دولياً وباستخدام القوة العسكرية في سياق تبني الأفكار الشوفينية، جاءت بنتائج كارثية لشعوب تلك الدول ذاتها وللعالم ككل، بما ولّدتها من المذابح البشرية واستنزاف الموارد المادية والتي شكلت الحروب الكونية المدمرة أسوأ محصلاتها.
وهكذا، فإن التطلعات الشوفينية عجلت في تشكيل توجهات التخطيط الدفاعي (1992)، مشروع القرن الأمريكي الجديد، ولاحقاً ستراتيجية الأمن الوطني الأمريكي، وستراتيجية الدفاع الوطني. هذه الوثائق تعبر عن توقعات كئيبة وسلوكية متكاملة نحو تدمير الذات لقوة عظمى في هذه الحقبة التاريخية. أن هذه السلوكية بالتحديد خطيرة في هذه المرحلة، لأن الأسلحة المتاحة حالياً تهدد جذرياً وجود الجنس البشري. وحتى لو لم تتهور الولايات في إشعال محرقة نووية، فإن استنزاف الموارد العالمية بسبب العسكرة والحروب في مثل هذا الوقت الحرج يمكن أن يقود تماماً إلى تدمير الحياة على الأرض.
أن الحقيقة الواضحة تتجسد في اتجاه النفط نحو ارتفاع قيمته بسبب تصاعد ندرته، ومن ثم تعاظم أهميته الستراتيجية، على الأقل على مدى الثلاثين سنة القادمة. وهنا تنشط الولايات المتحدة لفعل ما لم يسبق فعله وبكل الوسائل، بما فيها القوة المدمرة لأكثر الأسلحة فتكاً لتوسيع سيطرتها الاقتصادية.
أن الولايات المتحدة بغزوها واحتلالها للعراق قد أطلقت إشارة تصميمها على استخدام القوة العسكرية للسيطرة على عرض النفط في العالم في محاولاتها احتكار المنافع الاقتصادية والستراتيجية، بعيداً عن اعتبارات السيادة المعمول بها دولياً وحقوق الملكية والقانون الدولي.
تعبر لفظة lily pad عن جيل جديد من القواعد العسكرية التي تم تصميمها وتوطينها على نحو ستراتيجي، لتلعب دوراً متكاملاً في هذا المشروع الضخم. وتقوم الولايات المتحدة حالياً ببناء أربع قواعد كبيرة من هذا الطراز في العراق، صُنِّفت باعتبارها قواعد للعمليات الطارئة، وتضم تسهيلات شاملة لقوة الطيران الحربي، علاوة على بناء ثماني إلى عشر قواعد أصغر حجماً، سميت بالقواعد الثابتة. ولكن ما هو الجديد في هذه القواعد؟ هناك حالياً حوالي تسعمائة قاعدة عسكرية للولايات المتحدة منتشرة في دول أخرى على نطاق العالم، وأغلبها قائمة منذ عقود عديدة. الاختلاف الأول في هذه القواعد الجديدة هي مواقعها. ففي كوسوفو مثلاً تقع القاعدة العسكرية الأمريكية قرب خطوط أنابيب النفط الجديدة.
ويلاحظ أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) طورت هذه النوعية من القواعد الجديدة، خاصة بالعلاقة مع الشرق الأوسط وبقية المناطق الغنية بالنفط. كما أن أكثر الاختلافات وضوحاً يقبع في تباين علاقة قاطني القاعدة من العسكر الأمريكي بالسكان المحليين المحيطين بالقاعدة. ففي حين هناك شيء من العلاقات المتبادلة في القواعد القديمة، فإن القواعد الجديدة تتميز بغياب هذه العلاقات تماماً.
وكما يظهر من لفظة lily pad التي تعني: جزيرة، فهي (القاعدة الجديدة) تتواجد على نحول مستقل بمن يحيط بها. قام توماس ركس مراسل واشنطن بوست بزيارة لواحدة من أكبر هذه القواعد في العراق- القاعدة الجوية في بلد- وكتب بخصوص انطباعاته "القاعدة الأكبر في العراق تعطي الانطباع بأنها مدينة صغيرة (2 حزيران/ يونيو 2006). ووصف مكان القاعدة في وسط العراق حيث تضم عشرين ألفاً من القوات الأمريكية. ولكن لا يوجد أي عراقي في القاعدة، في حين تتواجد في القاعدة كافة التسهيلات الخدمية من كافيتريا ومطاعم ومحلات بيع.. أما العاملون في هذه الخدمات فهم من الهند، بنغلادش، نيبال، وسريلانكة. وأيضا ترد للقاعدة كافة متطلباتها الحياتية من خارج العراق سواء عن طريق الجو أو الشاحنات من تركيا والكويت، ترافقها قوات حماية.
هناك دوافع عسكرية لكل هذا.. تعتبر مدرجة هبوط وإقلاع الطائرات من قاعدة بلد أكبر ثاني مدرجة نشطة في العالم بعد مطار هيثرو (لندن). لكنها ليست للأغراض المدنية.. أنها قاعدة هجومية في بلد معاد، تنطلق منها طائرات حربية محملة بالقنابل والعتاد لمهاجمة أهداف في كل أنحاء العراق. وهذا الدور يتوسع مع تقليل الولايات المتحدة اعتمادها على القوات البرية، مقابل زيادة اعتمادها على الهجمات الجوية وعلى نحو مكثف. وهذه الحالة سوف تستمر ما دامت هذه السياسة قائمة. وحسب بعض التقارير فإن ما بين 50 (و) 60 طلعة/ هجمة جوية تنطلق يومياً في العراق لضرب أهداف داخل البلاد.
ومع استمرار قصور عرض النفط الاستجابة المتزايدة للطلب العالمي، تبقى هذه القواعد العسكرية وما يماثلها محتفظة بأهدافها العسكرية الخاصة، وهي القيام بعمليات عدائية مع تزايد فرص فرض أنظمة سياسية وتجارية تحت مزاعم تحقيق الاستقرار والحاجة المتزايدة للنفط. لقد صممت هذه القواعد لتبقى مكتفية ذاتياً في سياق تحقيق الأهداف المنوطة بها، "حتى وإن قلبوا العالم إلى حقل من الخراب والموتى."
أن محدودية قدرة الطائرات العسكرية بالعلاقة مع طول المسافات عموماً، تعمق أهمية هذه القواعد العسكرية ودورها الحاسم في إطار الستراتيجية الأمريكية باستخدام القوات العسكرية للسيطرة على نفط الشرق الأوسط.
وبالعلاقة مع الحقول النفطية، حيث صممت هذه القواعد في العراق لضمان السيطرة عليها، فإن نقطة الضعف الرئيسة التي يمكن أن تواجهها، هي سياسية. ذلك أن حكومة العراق المستقبلية سوف تطلب من الولايات المتحدة سحب قواتها، واضعة الولايات المتحدة بين خيارين صلبين: الانسحاب أو تغيير نظام الحكم/ الاحتلال الأمريكي الثاني للعراق.
* الحكومات الدمية
وهذا يقود إلى الهدف الثالث للولايات المتحدة من احتلال العراق "العملية السياسية" التي تبرز بأجلى صورتها في المنطقة الخضراء. وهنا يمكن مشاهدة القاعدة الأمريكية الأضخم- جوهرة تاج الاحتلال- السفارة الأمريكية- ذات كلفة ألـ 600 مليون دولار في طور البناء.
في عام 1990 نصح مستشار الأمن الوطني للولايات المتحدة- برنيت سكوكروفت- عدم غزو العراق، لأن العراقيين عاجلاً أم آجلاً سيطالبون بتطبيق الانتخابات، و "سيخسر رجالنا." لكن الهدف الذي كمن خلف تطورات السياسة الأمريكية في العراق لم تكن تهتم من قريب أو بعيد بإقامة حكومة مستقلة ذات سيادة، كما تصوّر سكوكروفت، بغية منع قيامها ، تلك الحكومة التي ستعمل على تقويض السياسة الأمريكية بالطلب منها سحب قواتها أو تأكيد حق ملكية العراق لنفطه.
إذن كيف ستحقق الولايات المتحدة أهدافها هذه؟ حسب كاتب المقالة، فقد ناقش صديقاً له قبل سنتين- مؤرخ عسكري ومن مؤيدي الحرب- بقوله: أن الولايات المتحدة ببساطة تتبع ستراتيجية كلاسيكية "التقسيم والانتصار"، كان رد فعل المؤرخ العسكري: كيف تريد بلوغ هذا الهدف بطريقة أخرى؟.. أجاب كاتب المقالة: يجب أن لا تفعل، فجاءه جواب الصديق: "لكننا نفعله".
من هنا كان ضرورياً للولايات المتحدة منذ البداية، بقصد تطبيق سياساتها، أن تجد بعض الأسس التي تتمكن من خلالها خلق التفرقة بين سكان العراق لضمان جمهور من الناخبين لعراقيي الخارج من الموالين ممن ينفذون السياسة الأمريكية. ومع أن الأكراد حلفاء طبيعيين للولايات المتحدة، لكنهم يشكلون فقط 20% من السكان، ومتواجدون في زاوية واحدة من البلاد. بينما أصحاب المذهبين الإسلاميين الرئيسين موجودون في العراق ككل ومنذ فترات قديمة. ولدى الأغلبية الإسلامية المذهبية في الجنوب جمهور انتخابي يمكن تحويلهم من قبل الإسلاميين الموالين من نفس الطائفة ممن عاشوا في المنفى، يضاف إلى ذلك تقديم الوعود الأمريكية بحصولهم على قوة سياسية.
رغم أن الأغلبية الإسلامية المذهبية في الجنوب لعبت دوراً هاماً في الخطط الأمريكية، فإن الأحزاب الإسلامية لهذه الطائفة لم يكونوا الخيار الأول لصانعي السياسة الأمريكية لقيادة حكومة العراق الدمية. ففي عام 1998 صاغ 40 أمريكيا ًرسالة- أصبحت فيما بعدئذ سياسة أمريكية- إلى الرئيس الأمريكي كلنتون طالبوا الحكومة الأمريكية "الاعتراف بحكومة عراقية مؤقتة يكون رئيسها مسؤول "المؤتمر الوطني العراقي"- أحمد الجلبي. وكان من بين الموقعين: رامسفيلد، وولفتز، كارلوسي، بيرلي، ارمتج، فيث، ابرامز، بولتون (و) خليل زادة. ومع اقتراب عام 2004 أصبح الجلبي مرتبكاً أمام مؤيديه الأمريكيين، وربما فضل أن يضعوه في منصب دون رئيس الوزراء. وهكذا تم نصب أياد علاوي عميل المخابرات المركزية الأمريكية الذي كانت له أيضاً مجموعته من المنفيين الموالين في الخارج- الوفاق الوطني العراقي- رئيساً مؤقتاً للوزراء، رغم معارضة لاخضر الإبراهيمي الذي كان-اسمياً- مسؤولاً عن عملية الاختيار.
وكما قاله الإبراهيمي: "بريمر هو دكتاتور العراق... أنه يمتلك المال... يمتلك التوقيع (السلطة)... لن أقول من كان اختياري الأول، ومن لم يكن اختياري الأول... سوف أذكركم أن الأمريكان يسوسون هذه البلاد."
مممممممممممـ
(1) Nicolas J S Davies, “What they are dying for: Oil, lily pads and puppets”, aljazeera.com- 3rd July, 2006.
(2) ترجمة بتصرف موجزة



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة العراقية في ظل الاحتلال البربري *
- العراقيون يكافحون حرب التجويع والفقر
- الحرب، المديونية والتمويل الخارجي- العالم يتحد ضد إمبراطورية ...
- الإصلاح الاقتصادي في العراق
- ندوة -دولة الرفاهية الاجتماعية-: 28-30 تشرين الثاني/ نوفمبر2 ...
- برنامج لمستقبل العراق بعد إنتهاء الاحتلال
- نقد مشروع الدستور العراقي
- التجربة الدستورية والمسيرة السياسية في العراق المعاصر
- حقيقة هذا الهجوم البربري
- مهمة اعمار وإدارة قطاع النفط العراقي
- مسألة معارضة الخصخصة -التخصيص
- صندوق النقد الدولي ومستقبل العراق
- الدستور والانتخابات في العراق المحتل
- المقاومة والأحزاب السياسية في العراق المحتل
- حضارة وادي الرافدين** -العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. ...
- التحول الديمقراطي والمجتمع المدني** -مناقشة فكرية وامثلة لتج ...
- مأزق المرأة العراقية وقانون الاحوال الشخصية
- جذور ازمة العنف السياسي في العراق - قراءة في المواريث التاري ...
- مقومات التحول الديمقراطي
- العراق المعاصر انظمة الحكم والاحزاب السياسية


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالوهاب حميد رشيد - 1ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى