الولايات المتحدة تتآمر لإحداث تغيير واسع في الشرق الأوسط 1

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 08:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

"كل شخص يمقت قتل الأبرياء"، قالها بوش، "من جهة أخرى، ما نلاحظه هو أن السبب الجذري للمشكلة يكمن في حزب الله. ويجب حل هذه المشكلة من قبل المجتمع الدولي وجعل الأمور واضحة لسوريا أن عليها وقف دعمها لحزب الله."
في محاولتها لإحداث المزيد من التغييرات المتطرفة/ العنيفة في منطقة الشرق الأوسط- وهي مسألة محل الجهود الأمريكية منذ فترة ليست قصيرة- بإسقاط أو عزل أنظمة حكم معينة، فإن إدارة بوش رفضت قبول إجراء مفاوضات سلام مباشرة بين إسرائيل وحزب الله. وبدلاً من ذلك أرسلت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في جولة رسمية للمنطقة العربية من أجل وضع "أساس/ قاعدة" لتلك التغييرات.
كتب محرر في موقع بي. بي. سي. يقول أن زيارة رايس الحالية لن تفرز حلاً آنياً للنزاع الدائر في الشرق الأوسط، وأن وقف إطلاق النار بين الحكومة اليهودية وبين حزب الله قد تم ربطه برغبة أمريكية لممارسة دبلوماسية طويلة الأمد بغية فرض التغيير وكسر شوكة حزب الله وتحجيم قوة سوريا وإيران.
لقد جعل الرئيس الأمريكي من إضعاف حزب الله أولوية أمريكية في هذا السياق، بدلاً من وقف القتال المستمر على الأرض اللبنانية منذ حوالي أسبوعين. وستحاول رايس أثناء جولتها فصل سوريا عن إيران كوسيلة للضغط على حركة المقاومة اللبنانية- حزب الله.
لكن المقالة ترى أن طبيعة ساحة المعركة، وحصول إصابات مدنية متزايدة من جراء القصف الإسرائيلي الوحشي على مدن وقرى لبنانية، سيجعل من الصعب تحقيق هذه الرغبة الأمريكية.
ربما تنجح إسرائيل في احتلال الجنوب اللبناني، وأن تعطشها للوصول إلى نهر الليطاني مسألة واضحة، منذ تجربتها عام 1978، حسب المقالة. ورغم أن إسرائيل نجحت إبقاء قواتها في لبنان 18 عاماً، ومع أنها تعلمت أن باستطاعتها إلحاق الهزيمة بالآخر، لكنها لن تستطيع احتلال لبنان.
إن سكوت إدارة بوش على جرائم إسرائيل في لبنان، ورفض إجراء مفاوضات بين الطرفين المتحاربين- حزب الله وإسرائيل- يُعبر عن موقف متطابق مع عقيدة هذه الإدارة بأن هدف سياستها في الشرق الأوسط يجب أن لا يتوجه نحو حفظ السلام، بل على العكس- تحويل/ تغيير المنطقة بخلق عوامل عدم استقرارها، إلحاق الهزيمة أو إسقاط المنظمات والأنظمة التي تحكم عليها بـ "الإرهابية" وتلك التي تعادي إسرائيل- حليفتها الكبرى في الشرق الأوسط.
"تلك هي الفكرة الرئيسة التي قبعت وراء غزو/ احتلال العراق، وهي الدافع لرفض إجراء اتصالات مع سوريا أو إيران أو حماس. وحالياً السبب نفسه الذي يدفع الإدارة الأمريكية منح إسرائيل الوقت والمجال لتجرب تدمير حزب الله"، قالها دبلوماسي أميركي من المحاربين القدماء، مع طلبه عدم ذكر اسمه.. "إذا ذكرتم اسمي فهذا يعني نهاية مستقبلي المهني."
من هنا فإن هدف زيارة رايس للمنطقة ليس وقف إطلاق النار، بل كما اعترفت بنفسها: أن الهدف يتمثل في وضع "أساس" لاتفاقية.. بكلمات أخرى وضع "أساس" للتغيير، متضمناً إزالة حزب الله كقوة مقاتلة، وتنفيذ بقايا بنود قرار مجلس الأمن 1559 الصادر في أيلول/ سبتمبر 2004. كما ويتضمن هدف التغيير أيضاً توسيع سلطة الحكومة اللبنانية (ذات الأغلبية المعارضة لسوريا) في الجنوب لغاية الحدود مع إسرائيل من خلال نشر القوات اللبنانية في المنطقة.
وطالما تم تقليص نفوذ سوريا في لبنان بانسحاب الجيش السوري من الأراضي اللبنانية العام الماضي، تبقى إيران القوة الوحيدة المساندة لحزب الله. وإذا فشلت إيران مواصلة دعمها لحزب الله والجهات الحامية والمؤيدة لها، فمن غير المحتمل أن تحتفظ (إيران) بموقعها الحالي ونفوذها في المنطقة. وهذا الهدف من وجهة نظر الحكومة الأمريكية يستحق المواصلة والتنفيذ.
والخلاصة، أن جولة رأس الدبلوماسية الأمريكية للشرق الأوسط هدفها ضرب قوة حزب الله ومؤيديه- سوريا وإيران.
مممممممممممممممـ
1. U.S. plot for a wide ME change, Aljazeera.com- 24 July,2006.
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل