أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الدبلوماسية المحفوفة بالمخاطر 1















المزيد.....

الدبلوماسية المحفوفة بالمخاطر 1


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الانحياز والتخبط مصدر تخريب السلام العالمي."
يتعرض الشعب الأمريكي، وعلى مدى عقود، لعملية غسل الدماغ والتضليل بخصوص لفظة "إرهاب/ إرهابي"، في حين كان يتوجب، ليس حصر تعليمهم وثقافتهم بثقافة وقيم الشرق الأوسط فقط، بل أيضاً بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
لا خلاف على أن لفظة "إرهابيون" مرعبة، أفعالهم وحشية، وتثير الفزع والهلع في نفوسنا. لكن التكرار المستمر لها هو أيضاً طريقة مختصرة استخدمت لخداع الناس وتجاهل الحقائق التاريخية، وفي ظروف إنكار وتخبط قادة الغرب في هذا السياق. وببساطة تصنيف الناس وفق صفات مضلّلة عندما يدافعون عن حقوقهم.
الكل يعلم أنْ لا وجود لإنسانٍ إرهابي أو مجرم بالولادة.. فالمشكلة تتولد عندما تُهمل الصرخات المطالبة بالحق والعدل. وهنا تتحول هذه الصرخات إلى ردود أفعال كارثية، بل وحتى إلى تدمير الذات.
ربما أزف الوقت للأمريكيين أن يتساءلوا: "إلى متى نستطيع الاستمرار في ظل هذه السياسة المنحازة الخطيرة.. سياسة التخبط والارتباك والغطرسة وتجاهل الحقائق.. وكم تتطلب من تضحيات إضافية متصاعدة ليتحملها الأمريكيون وغيرهم حتى نتعلم أنها سياسة غير متوازنة في الشرق الأوسط، وتماثل حالة من ينتظر لغاية انفجار القنبلة؟
تمتعت إسرائيل على مدى عقود بزواجها من الولايات المتحدة. وهذا التحالف والولاء أعلنها، بفخر، معظم رؤساء الولايات المتحدة، وحديثاً الرئيس بوش. أن أي نقد يوجه ضد إسرائيل يُعتبر خطيئة، وعلى الشخص المعني الاعتذار حالاً أو يُصنف باعتباره ضد السامية.
لسوء الحظ أن حصيلة هذا الزواج ولّدت عقوداً من الحقد وإراقة الدماء في المنطقة. أصبحت إسرائيل خلالها محل دعم وتمويل لا مشروط من قبل الولايات المتحدة ودون مبالاة لما يمكن أن يحدث لاحقاً.
من جهة أخرى، فإنها دمَّرت دول الشرق الأوسط الواحدة بعد الأخرى، وتمت شرذمتها لتنشأ فيها حكومات دُميّة تابعة للولايات المتحدة، أو عوملت (تلك التي لم ترض بالإذعان) باحتقار وتم عزلها باسم "إرهابيون" دون اعتبار لعواقب هذه السياسة على مواطني تلك الدول.
يلاحظ أن رد الفعل الوحيد لإسرائيل على الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين في لبنان: مجزرة قانا وغيرها من المجازر الوحشية، هو فقط "نأسف، أنها وقعت خطئاً، سنحقق في الأمر." إنها الضوء الأخضر للتصرف على هذا النحو البربري، وأيضا لديها حلمها في أن تصبح القوة الوحيدة في الشرق الأوسط.. َلِمَ لا؟ طالما أن هذه الممارسات الإسرائيلية اقترنت بمصادقة الولايات المتحدة. هذه الممارسات التي لم تنتهك وتُسيء للمجتمع الدولي، حسب، بل وأساءت أيضاً لصورة الولايات المتحدة التي هبطت إلى الحضيض.
كم من الضحايا الأمريكيين سيكونون حصيلة هذا الزواج؟ وإلى متى؟
على الأمريكيين أن يختاروا موقفهم في عالم الدبلوماسية.. أما أن يعودوا إلى ايديولوجية الانعزال ويهتموا فقط بشؤونهم، ولديهم أمور كثيرة تتطلب انشغالهم بها، أو إذا كانوا يريدون فعلاً تأكيد ادعائهم بقيادة العالم الحر، عندئذ عليهم التعامل بالعدل مع هذا العالم، ويمنعوا الصراعات والمجازر الوحشية.
ولسوء الطالع أنهم لم يأخذوا بأي من هذين الاختيارين، وفي ظل الإدارة الحالية، بخاصة.
أن بلايين الدولارات التي تذهب سنويا لبناء وتعزيز مخزون السلاح الإسرائيلي، يمكن استخدامها بحكمة لصالح تحقيق السلام والرفاهية في المنطقة.
هذا هو طريق الأمريكيين المساهمة في بناء الديمقراطية في المنطقة
إذا كانت نيتهم شريفة وديمقراطية.
لا يجوز الادعاء بأن منطقة الشرق الأوسط تفتقد القدرة على التحول الديمقراطي.. فعندما يفتقر الإنسان إلى السكن، الطعام، الحماية والأمن.. عندئذ لا يستطيع التفكر بطريقة ديمقراطية.. يتملكه الغضب، ويميل إلى التمرد والتدمير.. وهذه هي الطريقة التي تعمل بها الولايات المتحدة تحويل الناس الطيبين إلى من يسمونهم "انتحاري" و/ أو "إرهابي."
لا يمكن للمجتمع المتحضر أن يصفح أو يتغاضى عن أي فعل يقوم به أي "متطرف" أياً كان انتمائه.. ولكن ألا تُجسِّد هذه الأفعال، في الواقع، ردود فعل لعقود طويلة من اليأس والحرمان؟
كان بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية- باعتبارها القائدة والقوة العظمى في هذا العالم- استخدام موقعها على نحو أكثر تأثيراً وإيجابية لحل مشكلة الشرق الأوسط ومنذ زمن بعيد. كل ما كانت تحتاجه دبلوماسية تتصف بالحكمة والعدل. ولكن مع الأسف الشديد، فإنها فعلت العكس وهي مستمرة في هذا الاتجاه.
أُولئك الناس- ونحن منهم- ممن يرفعون أصواتهم، ويكرسون جهودهم لسلام حقيقي، ليسوا ضد السامية. الأصح نحن نناصر دبلوماسية منصفة، غير متحيزة، وسلاماً دائماً. أما أُولئك الذين يهربون من المواقف السياسية الصحيحة، فهم أول أعداء الولايات المتحدة والسلام العالمي.
لقد تمتعت الولايات المتحدة لعقود طويلة، ولا زالت، بالرفاهية الاقتصادية على حساب نفط شعوب الشرق الأوسط.. هذه الشعوب التي هي في الأصل أغنى بثقافتها، مواردها، وأفكارها من الأمريكيين، وفوق ذلك لديهم الجرأة والشجاعة.. لكننا لا زلنا ندعوهم بلفظة متدنية "العالم الثالث" و/ أو بلفظة متعصبة "إرهابيون!"
أعلن صانعوا السياسة الأمريكية الحرب على العراق وقاموا باحتلاله- متجاهلين الرأي العام العالمي-دمروا بنيته الأساسية، دفعوا الناس إلى المقاومة، وأيضاً إلى محاولة نشوء حرب أهلية.. وبعد ذلك لديهم الجرأة ليعلنوا بكل قباحة: هذه بلادهم وعليهم إعادة بنائها!
ما هي مصلحة الأمريكيين في المقام الأول من تدمير هذا البلد (العراق)، ولماذا على جنود الولايات المتحدة أن يموتوا من أجل تحقيق أحلام المتنمرين/ المستأسدين؟
أنه لمهانة للمثقفين والمفكرين الأمريكيين الزعم بأن كل هذه الفضائح هي لمصلحة الأمن الوطني أو من أجل تحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط.. هل تخلى الأمريكيون عن التفكير حقاً؟ عليهم أن يعلنوا ذاك التصور العظيم (للآباء المؤسسين) والذي تمتعوا به في وقت ما..
لا يختلف العالم ومواطنيه عن بنية العائلة.. فكما تحتاج العائلة إلى أبوين يتصرفان بالحكمة والعدل لتعليم أولادهم وتوجيههم نحو الانضباط.. كذلك هو حال العالم.
أن العالم في حالة شديدة من عدم الاستقرار المحفوف بالمخاطر.. ولكن كل ما يحتاجه هو قادة يتصفون بالرشد والقدرة ممن يرغبون حقاً تحقيق السلام والعدل في هذا العالم بتطبيق دبلوماسية حكيمة وفعالة.
ممممممممممممممممممممممممـ
1. Zoe Rastega, “The Dangerous Diplomacy”, Aljazeera.com- 11 August, 2006.
2. ترجمة بتصرف موجزة.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف في العراق من سيء إلى أسوأ 1
- وصف مُرعِب لجريمة مُرًوعة *
- التحول الديقراطي في العراق: المواريث التاريخية والأسس الثقاف ...
- أنهوا -الصمت الجبان- تجاه الممارسات الإسرائيلية الشنيعة 1
- بغداد، مدينة -الأشباح-
- شرق أوسط جديد !؟ 1
- الولايات المتحدة الأمريكية تُدمَِّر الكنوز العراقية *
- كيف يرى العراقيون العلم الأمريكي؟ *
- الحرب المنسية في غزة *
- إسرائيل تستخدم القنابل العنقودية، والأسلحة الكيمياوية في لبن ...
- ماذا وراء خطة بوش- مالكي 1
- لا مزيد من تعزيز -الديمقراطية- في العراق ! 1
- العراق: الضحايا المدنيون يتحدون الخيال الأمريكي المتفائل 1
- الولايات المتحدة تتآمر لإحداث تغيير واسع في الشرق الأوسط 1
- مَنْ وراء القتل اليومي في العراق؟ 1
- اغتصاب بريئة 1
- العراقيون يتحولون نحو استخدام البطاقات الشخصية المزيفة هرباً ...
- تجارة الدم مقابل النفط 1
- إرهابي في البيت الأبيض !؟ 1
- ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى (الجزء الثا ...


المزيد.....




- قضية التآمر على أمن الدولة في تونس: -اجتثاث للمعارضة- أم -تط ...
- حمزة يوسف يستقيل من رئاسة وزراء اسكتلندا
- ما هو -الدارك ويب- السبب وراء جريمة طفل شبرا؟
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين بالبحر الأحمر ...
- أكاديمي يدعو واشنطن لتعلم قيم جديدة من طلاب جامعاتها
- وزير خارجية نيوزيلندا: لا سلام في فلسطين دون إنهاء الاحتلال ...
- جماعة الحوثي تعلن استهداف مدمرتين أميركيتين وسفينتين
- لماذا اختلف الاحتفال بشهر التراث العربي الأميركي هذا العام؟ ...
- إسرائيل قلقة من قرارات محتملة للجنائية الدولية.. والبيت الأب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - الدبلوماسية المحفوفة بالمخاطر 1