أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # من أرشيفي القديم # 8














المزيد.....

# من أرشيفي القديم # 8


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 19:37
المحور: الادب والفن
    


هذا مقال باذخ آخر للقاص والروائي الكبير (أحمد خلف) وهو يحتفي بكائناتي
# الكشف عن المخفي والمستور في كائنات صغيرة #

تنشـغـل قـصـص (صـلاح زنكنه) بالمعـضلة الأخلاقية والاجتماعية المؤثرة التي يتوجه إليها الراوي, أكثر ما تنغمس في الإنشـاء أو الدخـول بـتـفـاصيل طويلة تلهي القارئ عن الهم المطروح فيها, ويـعـود ذلك الى محاولة القاص زنكنة خلق صوت خاص أو حضور قصصي يتسم بالخصوصية الذاتية التي تعينه على تحديد سمات ذلك الأسلوب.
إن وجـود الاستعارات والكنايات أو التشبيهات نادراً ما تتواجد بين نصوص القاص، ويبدو أن الانشغال بها يأتي في مرحلة لاحقة أي أن تراتبية الاهتمام والانشغال تكون أسبقيتها للإخبار المتعجل عن الحـالة أو المعـضلة، والقـاص يروي لنا كل شيء يدور من حـوله وبعين بـصـيـرة أقـرب إلى عين الكاميرا التي ترى بوضوح قد يثقل علينا بجرأة وشراسة تفضح تلك الخـفـايا والأسرار التي حرصنا على اخفائها زمناً، ونحن ندرك أن لحظة الكشف أتية لا مـحـال وأن عين القاص لنا بالمرصاد, وهي عين بصيرة ولديها القدرة على ايهامنا وتوريطنا، والذي ظل القـاص ـ منشـغـلاً زمناً طويلاً في مـحـاولة جـادة وتصميم بارع على مزاوجة الخيالي بالواقعي.
إن المكامن وبيوت الأسرار تصبح مع الزمن جزءا من الخيالي بما يحيط بها من أساطير واشاعات وما يكتنفه من سرية وتخوف على أن يصبح معلنا ومكشوفا للآخر, والقاص هنا يجعل من لحظة دخوله بيت الأسرار طريقة عمل, بل سمة مميزة عن أقرانه في موجهات القص, فلا غرابة أذن حين نجده يتسم بالجرأة وعدم التردد في اختصار المسافة نحو جوهر القص, بل لا تسلم الموجودات والأشياء كلها من قدرته في التناول الصريح والواضح وإن أخذ طابع التصادم مع الآخر والذي قد يجر على القاص بعضا من الاشكالات التي لا تتصل بالنص المكتوب بقدر ما تتصل بأخلاقية القارئ وإمكانية تأويل أبعاد النص ومضامينه.
وبما أن عين القاص قادرة على النفاذ في جـسـد الأشياء، تراها وتشخص هـويتـهـا وحقيقتها، لذا فقد أدرك القاص زنكنه أن أفضل الأساليب الموحـيـة أو القـادرة على خلق حالة من انسجام بين هذه التراتبية في اللعبة السردية، هـو أسلوب البرقية (القصيرة جدا) بما تعتمده من عبارة واضحة صريحة, وصفاء في المعنى, واللجوء الى طريقة الضربة الموجعة في التعبير عن المكامن الخفية, وهو يسلط الضوء الشديد على دهاليز أرواحنا دون تردد, ذلك هو الطابع العام في قصص زنكنه الذي يحـمـل قسطاً وافرا من المخفي والمستور, تلـك أحدى الـهـمـوم التي تشغل ذهن القاص زنكنه, الذي نقرأ له بشغف، فإننا في كل الحالات ومعظم الأحـوال نفرد مكاناً له بيننا وإن اختلفنا معه.
وحين أقول عن قصصه في (كائنات صغيرة) إنها تـعـتـمـد الأسلوب البـرقي فـلا يعني انشغالها بهذا الأسلوب فقط ، بل هناك عدد من القصص اعتمدت المزاوجة بين أساليب عدة، بحيث تداخلت بعضها مع بعض بمهارة ملموسة وقصدية عالية في استثمار الخيال، فالخيالي السريالي لديه يمتزج مع الواقعي امتزاجاً يوشك أن يكون عضوياً, بحيث يجـري كل شيء على مـسـتـوى احـتـمـال الوقـوع, غيـر أنـهـا أقرب الى الخـيـال، لنقـرأ له :
« دخلت الحمام على عجلة من أمري, وخلعت ثيابي وفـتـحت صنبور الماء, فـراح الدش ينث الماء على جسدي. شيئاً ، فشيئاً بدأ جسدي ينكمش, وبعد هنيهة راح ينبجع بفعل الماء, ثم يتشقق ويتمزق, ووجدتني أرى أحشائي الداخلية، الأمعاء والقلب والرئتين والكليتين، وهذه بدورها أصابها البلل وبدأت تتضاءل وتتلاشى، ولو لم أسعف نفسي بالخـروج مـسـرعـاً من الحـمـام، وتنشيف جـسدي وتجفيفه بالحـرارة، لأنني نسيت تماماً حقيقة انني من كارتون وورق»
ليس هذا مجتزأ من قصة, بل هو قصة قصيرة كاملة بعنوان (صورة طبق الأصل) تعلن بوضوح عن أسلوب القاص في الميل الى اعتماد نهج القصة القصيرة جداً، الذي هو في جـوهره نهج البرقية أصلاً، حيث تتلاشى فيه سطوة الانشاء الأدبي الخـالص، الى قـوة المرسل حتى تصبح القصة ضربة خاطفة حاسمة، تتوارى خلفها فاعلية الاستعارات والكنايات لترك المجال واسعاً أمـام فـاعليـة الحدث أو الخـبـر على أقل تقدير .
...
أحمد خلف
جريدة العرب العالمية / لندن 17 / 12 / 1997
جريدة الثورة / بغداد 13 / 7 / 1998



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- # من أرشيفي القديم # 7
- # من أرشيفي القديم # 6
- # من أرشيفي القديم # 4
- # من أرشيفي القديم # 5
- في الشأن الثقافي 2
- # من أرشيقي القديم # 3
- # من أرشيفي القديم # 2
- # من أرشيفي القديم # 1
- تغريدات ساخنة 5
- هؤلاء علموني
- أسماء وعلامات
- في استذكار أحمد يعقوب
- الوقوف على ساق واحدة / رواية عراقية جديدة
- في هجاء الثقافة والمثقف
- الإسلام .. بين الخرافة والخداع والأوهام
- الخليل ابراهيم .. رحلة في جوهر الديانات الثلاث
- سماحيات 23
- مغالطات النقد الترقيعي
- # تشابه العبرية والعربية #
- سماحيات 22


المزيد.....




- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # من أرشيفي القديم # 8