أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح 8














المزيد.....

الظاهرة السارترية ح 8


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7055 - 2021 / 10 / 23 - 10:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فـإرادة القـوة الـتي دعـا إليهـا نيتشـه تمخـض عنهـا إنسـياق المـذهب الوجـودي صـوبها، حيـث يلاحـظ أن القـيم الــتي ســادت في ذلــك المجتمــع بــدأت تأخــذ هــذا المنحــنى المســمى بــإرادة القــوة لكــن عــن طريــق فكـــر الوجوديـــة، أي تحقيـــق وجـــود الإنســـان لا بد أن يكون بقـــوة، وكأننـــا هنـــا أمـــام إعـــادة صـــياغة ومنهجـــه الفكر النيتشوي من حيث القوة والوجود حيث أوجــدت نفســها، وعلــى هــذا الأســاس يمكــن القــول كنتيجــة تاريخيــة منطقيــة أن فلســفة نيتشــه وهـي في الحقيقـة مظهـر لتجليـات فلسـفة "هيـدجر وسـارتر" الفلسـفة الوجوديـة، خاصـة ذلك الوعد في أنـه سـيأتي جيل بعده يفهم فلسفته ويطبقهـا علـى أرض الواقـع، فالعلاقـة بـين فلسـفة القـوة والفلسـفة الوجوديـة لا تعتبر إلا ظاهرة ترابط قوية بين نيتشه وسارتر على وجه الخصوص.
فإن كان نيتشــــه قــــام بهـدم القــــيم القديمــــة والنزعــــة الإنســــانية، وقــــال بأنها تتأســــس علــــى فكــــرة من أنها فكرة ميتافيزيقية، وإن الميتافيزيقيا بـدورها عبـارة عـن أخـلاق تصـطنع قيمـا مزيفـة للواقـع ومتعاليـة عليـه، أي قيما مثالية تهدف إلى إخفاء وطمس ظاهر حقيقة الوجود القاسية، الـتي تـذهل الإنسـان وتفزعـه وتـتحطم عنـدها أحلامــه وأوهامــه، ويمكــن القــول عــن هــذا النقــد أنــه يســير في الاتجــاه المعــاكس تمامــا للتقليــد الفلســفي "الكـــانطي"، فبينمـــا دعـــا كانط إلى ضرورة تحقيق المقولات الميتافيزيقية على أنها مجرد قيم لتأسيس الأخـلاق، و مسـلمات الفكـر العلمـي، يـرى نيتشـه أن النقـد الجـذري للفكـر الميتـافيزيقي برمتـه لا يتحقق إلا بفضح حقيقته من أنها مجرد أخلاق تقليدية.
الوجـود في ذاتـه يتجـاوز نفسـه إلى غـير حـد صـوب الوجـود في ذاتـه لكـي يمنحـه قيمــــة، لكــــن هــــذا الإمكــــان ســــينتهي إلى الفشــــل، لأن الوجــــود لذاتــــه يبقــــى هــــو الأســــاس بــــدون أساس، أي لا يمكن تأسيسه لأنه هو أساس الأساس، والقيمة هـي مـا يترتـب علـى هـذا الأسـاس، وبالتـالي يصادر لصالحه، لأن الوجود الذي نحـوه (الإله مثلا) لأن الوجود الذي يتجه لواقع إنساني في تجاوزه هو في ذات نفسه، فهو ليس إلا نفسه بأعتباره كلا، أي وجودا لذاته لا قيمة متعالية عليه ولا أساس قبلي يفرض سؤال الواجب من فوق، لأنه هنا دوما كما هو وجودا لذاته نعرفه على أنه قيمة، بيد أن هذه القيمة لها وجود لا تعرف إلا بدونه.
إن وجود القيمة عند سارتر يقوم دائما وراء الوجود، ومـن ثم لا يكـون لـه مـن أسـاس متجـرد داخـل القيمــة إلى معيــار الوجـود لذاتــه الهـدف الــذي أخطـأه التصــور المسـيحي للقيمــة، لأن هـذا التصــور أحـال القيمــة إلى معيار بالقياس إليه يمكن وضع الأفعال الإنسانية أو الأشياء الحسية عنـدها يكون "الله" القيمـة العليـا، مـن حيـث أننا نتصوره باعتباره الهدف الذي تنزع نحوه القيم الممكنة جميعا، علـــى هـــذا الأســـاس حسب سارتر يكمن العنصـــر النـــاقص في كـــل مـــا يخـــص الإنسان، هذا بالضبط لأن القيمة تطارد الوجود لا من حيث أنه يتأسس بها، أي باعتباره حرية.
ينطلق سارتر في نظرته للأخلاق من مقولة مركزيه في فكره وهي أن لا قيم عالمية متجمدة علينا أحترامها، بل لدينا وجود متجدد علينا تبريره وفهمه فحريتي هي الأساس الفريد لوجود القيم فلست مسئولا ولا ملزما بأعتناق هذه القيم أو الأخلاقيات، فأنا الموجود الذي يبرز ويبرر القيم، فلا عذر ولا تبرير لي طالما أنا موجود ومسئول عن خلق قيمي وأخلاقياتي أنها متعلقة بي ومن خلال حريتي والوعي بها، فأنا أساس القيم التي لا أساس لها هنا الأنا التي يقصدها تعني الوجود لذاته، لذا أنا أعاني من القلق كونه إدراك منعكس للحرية من خلال نفسها، وقلقـي يشـتد حيـث أدرك أن القيم لا يمكن أن توجد إلا من خلال التساؤل لأني أعرف نفسي أني حر أي قادر على تجاوز وقلب سلم القيم التقليدية (النفس بذاتها).

.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاهرة السارترية ح 6
- الظاهرة السارترية ح5
- الظاهرة السارترية ح3
- الظاهرة السارتية ح4
- الظاهرة السارترية ح2
- الظاهرة السارترية ح1
- مسك الختام
- وجودية أم طبيعية
- عبد الله
- خريف وربيع... الله والإنسان
- نظرية الشيطان ج2
- نظرية الشيطان
- أصطناع العدو .... نظريات وتأريخ
- العنف والإيمان
- في نظريات الكوسمولوجيا
- من الدين إلى الألحاد
- كيف نتعامل مع الموروث الديني؟ ولماذا الدين أصلا؟
- مفهم الديمقراطية بين حاجة السلطة وحق الشعب
- تكوين وتأسيس الحضارة ج2
- تكوين وتاسيس الحضارة ج1


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الظاهرة السارترية ح 8