أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 9














المزيد.....

جسر اللَّوْز 9


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7048 - 2021 / 10 / 15 - 01:18
المحور: الادب والفن
    


صباح الخير سيدنا أحمد المزواج،
أرأيت لم أرسل لك شيئاً في الأيام الاخيرة ولم أتمكّن أن أرسل لك بالأمس، عدتُ متأخّرة قليلاً، وكنت تعبتُ إلى حدّ الرغبة في النوم العاجل.
رغم برودة الطقس ذهبت البارحة بعد يوم عمل طويل مع أصدقاء لي إلى ضفاف نهر الراين لالتقاط الأنفاس. كان النهر هادئاً ، صامتاً ، متلألئاً تحت الأضواء التي انتشرت على امتداد الكورنيش. مشينا مسافة طويلة جدّاً ولم يكن حذائي مريحاً كفاية لأمشي تلك الكيلومترات لكنّي لم أشعر بأيّ تعب، كان يوماً مميّزاً، استرحنا في أحد المطاعم، شربنا البيرة الباردة، وأكلنا المعكرونة المقلية مع الدجاج وتحدثنا طويلاً.
ما زلت أحاول إنقاص وزني وبالمجّان! في الصباح الباكر أذهب إلى الرياضة بين الحين والآخر برفقة امرأة لطيفة لكنها مملة للغاية فهي لا تتكلم إلا عن الأزياء وأحدث الماركات. بعد عودتي اليوم من درس الرياضة نمت وبعمق مدّة ساعة، وصحوت لأجدني وحدي في البيت، شربت قهوتي مع عبد الحليم /جانا الهوى/، ثمّ أنهيت بعض الأعمال المنزليّة من تنظيف الأواني وترتيب غرفتي، درست قليلاً، وها أنا أكمل صباحي بالكتابة إليك.
بالمناسبة أعيش في شقة من ثلاث غرف وصالون مع طالبتين، الأولى قادمة من البرازيل ولديها منحة من الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي "داد" لدراسة الأدب الأمريكي والثانية من ستوكهولم تكتب رسالة الدكتوراه بالرياضيات.
لدي تسريحة شعر جديدة، أخفيتها لأنها بشعة، لا أرغب أن يراها أحد. وقتي الضيق لم يسمح لي بالذهاب إلى الكوافير. سمعت من صديقة أن هناك شابة سورية تمتهن الحلاقة. اتصلت بها وأخذت منها موعداً لتقص لي شعري في البيت. حين بدأت عملها في شعر رأسي أخذت تحكي لي عن خبرتها الطويلة في هذه المهنة. فهمت منها أنها تعيش في ألمانيا مع زوجها وبناتها منذ حوالي ثلاث سنوات، وقبل ذلك كانت تملك صالون حلاقة "محترم" في دبي لأكثر من عشر سنوات، لكنها تركت كل شيء خلفها وهربت إلى فرنسا ومنها إلى ألمانيا بعد أن اختلقت للسلطات قصة مثيرة عن تهديدات ومضايقات لها بسبب دينها. وقالت بأن أصحاب المحلات في ألمانيا يرجونها أن توافق على توقيع عقد عمل معهم لكنها لا ترغب حالياً وهكذا. حكت كثيراً وحكت أيضاً بأنها مثل أمها تخاف أن تفتح فمها عند طبيب الأسنان كما أنها مثلها أيضاً لا تجرؤ على تنظيف أسنانها بالفرشاة والمعجون لأنها تشعر برغبة في التقيؤ. مع كل كلمة منها كنت أشعر بكذبها وبمزيد من النفور من صوتها وشخصها الرخيص. أحسست بأنها تكذب حتى في انتمائها الطائفي. في النهاية انتهت من قص شعري بعدتها السيئة. لم يعجبني ما فعلته بشعري إطلاقاً ولم أطلب منها أية تحسينات أو تعديلات، كان همي الوحيد هو أن تغادرني بأسرع وقت. أخذت أجرتها ـ التي لا تستحقها ـ مضاعفة وأدبرت. وبدلاً من أن أودعها تمتمت: لعن الله من ربط الحمار وفلتك يا فلانة.
عطلة نهاية الأسبوع هذه ستكون مشمسة! خطّطت خلالها لقراءة قصة "رسالة قصيرة للوداع الطويل" للكاتب النمساوي بيتر هاندكه. أعتقد أنني سأشاهد فيلماً ألمانياً أيضاً! هل تنصحني بفلم جيد؟
هناك أخبار سارة عني، قريباً ستُنشر مجموعة قصصية قصيرة لي (المجموعة الأولى) في بيروت، يتضمن الكتاب الكثير من النصوص العاطفية والاجتماعية، عندما أحصل على نسخي، سأهديك واحدة! ألا تريد؟ بالتأكيد سترغب، كل من قرأ لي نصاً استمتع به، ولا سيما الرجال، مجرد مزحة!
قصصي ليست سخيفة كما تدّعي ولا أحتاج إلى أفكارك كي أبدع قصصاً، عليك أن تتوقف عن قذفي بهذه الكلمات الشريرة، فهي لا تليق بك. لم آخذ كلماتك اللئيمة دائماً على محمل الجد. لا يوجد في داخلي امرأتان فقط كما قلت لي مرة بل غابة من نساء، ولست متأكدة من منهن يتفهمك ويكتب لك الآن، وأكاد أجزم أني أحتاجن جميعاً لأفهم وأتعامل مع شخص مثلك.
عزيزي أحمد، زواجك الورقي أحزنني جداً وأيقظ عندي بعض الذكريات والمواجع. بالتأكيد أرغب أن أعرف شيئاً عن تفاصيل هذه القصة الموحشة ـ هذا إذا كنت صادقاً بكلامك ـ وأعدك حتماً باحترام خصوصيتك حين يحس قلبك بالإطمئنان للبوح بهمومك، لا أحد خال من الهموم والندوب والآلام ولا قيمة للحياة دون صعوبات ومتاعب وأخطاء، لكن في الغربة تتضاعف الهموم وتبلغ حِدَّة الألم أشُدَّها.
إلهي قل لي من خلا من خطيئة ... وكيف تُرى عاش البريء من الذنب
إذا كنت تَجزي الذنب مني بمثله ... فما الفرق ما بيني وبينك يا ربيّ
شاركتك بهذه الأبيات الشعرية للفيلسوف الفارسي عمر الخيّام، لأن شعوري الغريزي أرسل لي إشارة روحانية بأنها قد تكون شافية ومناسبة في كل حالة وزمان ومكان.
مع أطيب التحيات والتمنيات من إيمان التي تنتظر بوحك.
عطلة نهاية أسبوع سعيدة
إيمان



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 8
- جسر اللَّوْز 7
- جسر اللَّوْز 6
- جسر اللَّوْز 5
- جسر اللَّوْز 4
- جسر اللَّوْز 3
- جسر اللَّوْز 2
- جسر اللَّوْز ـ 1
- جاري الوزير
- رسالة إلى أم إسحاق
- إيميل إلى مارتا 3
- إيميل إلى مارتا 2
- إيميل إلى مارتا 1
- الأزرق
- أنشودة محمد
- عن الدولة وشوربة العدس
- نوابض ضجر
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 3
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 2
- بريد أنثوي من بلد البطاطا 1


المزيد.....




- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 9