أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ظل آخر للمدينة39














المزيد.....

ظل آخر للمدينة39


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 7032 - 2021 / 9 / 28 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


سكنت في بيت مستأجر في قرية "بدو" وسط حي مكتظ بالبيوت. وكنت أمضي بعد الدوام إلى الصحيفة. أذرع شارع صلاح الدين بخطوات واسعة، أداوم في مكاتب الصحيفة الواقعة في شارع علي بن أبي طالب المتفرع من شارع صلاح الدين، ساعة أو ساعتين. أسلم سكرتير التحرير المواد التي قمت بتحريرها تمهيداً لنشرها، ثم أغادر مبنى الصحيفة إما عائداً إلى بيتي في جبل المكبر أو إلى بيتي المستأجر. وكنت أشعر أنني أرهق نفسي بهذا العمل المتصل، وهو لا يتم إلا على حساب تفرغي للقراءة، إذ كانت فسحة الوقت المتبقية لدي للقراءة محدودة، وقد جعلني هذا الأمر قلقاً على الدوام.
غير أن عملي في الصحيفة جعلني على صلة شبه يومية بالقدس. وكنت ألاحظ ظهور نقلة في الأزياء وفي بعض مظاهر السلوك فيها وفي غيرها من مدن البلاد. فثمة شباب يطيلون شعورهم، متبعين موضة "الخنافس" التي كانت رائجة في الغرب، وكنا نستقبح هذه الموضة، وننفر من مؤيديها. ثم أخذ هذا التزمت يتراجع، حتى أصبح بعض زملائنا من المدرسين يطيلون شعورهم، فلا ننفر منهم ولا نوجه لهم أية اتهامات. وأصبح آخرون يلبسون بنطلونات ضيقة من ذوات "الخصر الساحل"، ويضعون على خصورهم أحزمة رفيعة لامعة سوداء أو بيضاء، ثم أخذوا يرتدون جاكيتات قصيرة غير فضفاضة، وأصبحت البنطلونات بلا ثنيات، فأبدينا رفضنا لتلك الموضة في البداية، ثم فرضت نفسها وأصبحت ذات انتشار.
أما أزياء النساء في جبل المكبر، فقد قفزت خطوة أخرى حينما راحت بعض العائلات، التي ظهر فيها شبان مستنيرون، تشجع نساءها على ارتداء الفساتين، تماماً مثل نساء المدن، فارتدينها، وزدن عليها أحذية لها كعوب عالية.
غير أن هذا الزي الجديد لم يجد رواجاً وقابلية للبقاء، إلا لدى النشء الجديد من الطالبات، أما النساء اللواتي لم يدخلن المدرسة، أو لم يلبثن فيها إلا بضع سنين، ثم غادرنها للزواج، وللبقاء داخل البيوت، فقد بقين محجمات عن ارتداء الأزياء الحديثة، ومنهن من أرغمن على عدم ارتدائها، فاستعضن عن ثوب "الحَبَر" الذي يبلغ طوله في العادة مترين أو أكثر قليلًا، بأثواب بسيطة يسمى الواحد منها "مِدْرَكَة"، وظهرت فيما بعد أنواع محسنة منها، هي فساتين "الماكسي" الطويلة التي تغطي جسد المرأة من رقبتها حتى كعبيها، فارتدينها، ولم تعد ترتدي الثوب التقليدي سوى قلة من العجائز الطاعنات في السن.
كنت معنياً بمتابعة الظواهر الجديدة في المدينة وفي القرية سواء بسواء، وقد شجعتني على ذلك دراستي لعلم الاجتماع إلى جانب دراستي للفلسفة في جامعة دمشق، وكنت أغتبط وأنا أراقب تلك الظواهر، بل إنني كتبت بعض مقالات لصحيفة الجهاد لها علاقة بذلك.
وكنت أراقب المدينة وهي تزدحم في أيام الجمع، بالمصلين الذين يأتون إلى المسجد الأقصى، من مختلف مدن البلاد وقراها، وتزدحم كذلك بالسياح، وبالحجاج القادمين إلى كنيسة القيامة من كل بقاع الدنيا. فتبدو المدينة كأنها في موسم أو مهرجان، لكن ذلك لم يمنع عنها العدوان.
يتبع..



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظل آخر للمدينة38
- ظل آخر للمدينة37
- ظل آخر للمدينة36
- ظل آخر للمدينة35
- ظل آخر للمدينة 34
- ظل آخر للمدينة33
- ظل آخر للمدينة32
- ظل آخر للمدينة31
- ظل آخر للمدينة30
- ظل آخر للمدينة29
- ظل آخر للمدينة28
- ظل آخر للمدينة27
- ظل آخر للمدينة26
- ظل آخر للمدينة25
- ظل آخر للمدينة24
- عن المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة
- عن القدس في كتاب نسب أديب حسين
- ظل آخر للمدينة23
- ظل آخر للمدينة22
- ظل آخر للمدينة21


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ظل آخر للمدينة39