أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ظل آخر للمدينة27














المزيد.....

ظل آخر للمدينة27


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 6813 - 2021 / 2 / 13 - 14:44
المحور: الادب والفن
    


نزلة باب العامود لها رونق خاص، فهي مبتدأ البلدة القديمة، وهي التي تفضي إلى تفاصيلها البديعة.
لم يأت إلى القدس غازٍ أو زائر إلا دخلها من هذه الطريق، باستثناء قلة قليلة منهم، اختارت باب الخليل طريقاً للدخول الأول إلى المدينة. في زمن سابق كنت أختار الجلوس في مقهى زعترة، أو في مقهى صيام الذي لا يبعد عن المقهى الأول سوى بضعة أمتار.
مقابل مقهى صيام، ثمة مقهى جديد، اهتديت إليه أول مرة بعد عودتي إلى الوطن. جئت أنا وصديق آخر، وجلسنا داخل الحيز الضيق الذي لا يتسع لأكثر من طاولتين صغيرتين، محجوبتين عن أنظار المارة، بحيث أستطيع من موقعي أن أرى الذاهبين والآيبين دون أن يروني، لأن أنظارهم ستكتفي برصد الجالسين في فسحة المقهى الخارجية، المحاذية للسوق.
اعتدت بين الحين والآخر، أن أذهب للجلوس في هذا المقهى، أفكر في أمر هذه المدينة بعد كل هذا الغياب. وأراقب الناس من مسافة قريبة، فلا يندر أن يجتاز السوق أناس أعرفهم، فأقرأ من خلال ملامح وجوههم، مقدار المعاناة التي كابدوها، ثم أمضي مع ذكرياتي عن كل شخص أعرفه، ممن أراهم في فضاء السوق، فأقطع الوقت، وأنجح في مسعاي المستمر لاستعادة ما انقطع قسرياً بيني وبين الناس.
المقهى الآخر الذي اعتدت الذهاب إليه بعد عودتي إلى الوطن، يقع في أول طلعة عقبة الشيخ لولو، بالقرب من مدخل باب العامود. أكثر رواد هذا المقهى هم من السياح الذين يجلسون في فسحته المطلة على السوق، يحتسون القهوة التركية والشاي بالنعناع، أو عصير البرتقال الطازج. أذهب إلى هذا المقهى بين الحين والآخر، وأجلس هناك وحيداً، وأتذكر أصدقائي الذين اعتدت الجلوس معهم في مقاهي المدينة، فلم يعودوا من رواد المقاهي لهذا السبب أو ذاك، بعضهم تَخطّفه الموت أو أقعده المرض، وبعضهم شغلته هموم الرزق، فلم يعد لديه وقت للمقاهي وللأصدقاء.
ولم يكن لي موعد محدد للعودة إلى البيت. اشتريت من باسل، ابن شقيقتي آمنة سيارة قديمة بعد أن قرر السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال تخصصه في الطب. وصرت أقضي وقتي في المدينة مثلما أشاء. أحياناً، كنت أذهب إلى رام الله بسيارتي وأعود منها بعد المساء. كانت بعض الحواجز العسكرية تسد الشوارع بين الحين والآخر، غير أنها لم تكن بالكثافة التي أصبحت عليها في زمن لاحق.
يتبع 28..



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظل آخر للمدينة26
- ظل آخر للمدينة25
- ظل آخر للمدينة24
- عن المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة
- عن القدس في كتاب نسب أديب حسين
- ظل آخر للمدينة23
- ظل آخر للمدينة22
- ظل آخر للمدينة21
- ظل آخر للمدينة20
- ظل آخر للمدينة19
- ظل آخر للمدينة18
- ظل آخر للمدينة17
- ظل آخر للمدينة16
- ظل آخر للمدينة 15
- ظل آخر للمدينة14
- د. حنا ميخائيل.. مثقف ثوري لا يمكن نسيانه
- ظل آخر للمدينة13
- ظل آخر للمدينة12
- ظل آخر للمدينة11
- ظل آخر للمدينة10


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ظل آخر للمدينة27