أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - عرس انتخابي أم مأتم الانتخابي ؟














المزيد.....

عرس انتخابي أم مأتم الانتخابي ؟


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو كان للشعوب الأخرى عرسها الانتخابي فإننا على موعد قريب مع مأتم انتخابي في 10/10 القادم.

مأتميتها متأتية من إصرار قوى الإسلام السياسي الفاسدة والأطراف المتحاصصة معها على تمرير هذه الانتخابات رغم أنف الشعب.

فالذي يطبخ لنا هو عملية نحر شرعية للديمقراطية, عملية نحر لها قوانينها الملفقة مهيئة ومصاغة بشكل تضمن نجاح الجهات التي فصلت هذه القوانين على مقاسها, تحميها أسلحة الدولة والخارجة عليها بنفس الوقت, لاسيما وان الدورات البرلمانية السابقة واداء البرلمانيين, حازا على درجات عالية من الفشل في مجالات التشريع والرقابة البرلمانية على الأداء الحكومي ومؤسسات الدولة وأجهزتها.

وهذا بسبب أن الحركات الإسلامية بعيدة عن الإيمان بالديمقراطية وقيمها وقواعدها وقوانينها, وإنما يعتبرونها سلماً للتسلق إلى سدة الحكم وفرصة للإثراء والاستحواذ ليس إلا, ولم يكن في اعتبارهم لحرية الرأي والاعتقاد والمساواة في الحقوق مكان في كل تجاربهم في مختلف البلدان.
وكذلك الأمر مع أحزاب الإقطاع السياسي المتحاصصة معها, ولكن من منطلقات استبدادية أخرى.

وبعيدًا عن الخوض في الأمور النظرية من تعريفات مفهوم الديمقراطية التي طال البحث فيها, فالاهم منها الامور المتعلقة بمخرجات العملية الديمقراطية في ضمان حرية وأمان وظروف حياة كريمة للمواطنين ودولة مؤسسات, وهي التي تأملها العراقيون ولم يروها منذ استفتاء الدستور عام 2005 وما أعقبه من انتخابات تشريعية متعددة..

ولأنهم فاشلون بجذر تكعيبي وبمتوالية هندسية, عراة من الانجازات ولا حتى بتوفير أبسط متطلبات الحياة الكريمة للمواطن العراقي من ماء وكهرباء وعمل يؤمن له ولعائلته سد الرمق, تراجعت شعبيتهم الانتخابية.

بات منتجو ومعممو المآتم والمصائب والحرمانات من أكاسرة الفساد يشعرون بمستوى المقت الشعبي لهم ولما يمثلونه من قيم وأفكار وممارسات, ولخطر مقاطعة شعبية عامة للانتخابات كانوا يعولون على غياب وعيها لاستمرار استفرادهم بالسلطة وامتيازاتها والتهرب من استحقاقات المحاسبة الشعبية على سنوات فشلهم الطويلة, لذا أصبحوا لا يتحملون أي تبشير بمقاطعة هذه الانتخابات... وتنامى نزقهم وغيظهم حد قيام أجهزة أمنية حكومية باعتقال ناشطين يمارسون هذا الحق الدستوري المعارض الخالص.

وفي سعيهم لإعطاء زخم للمشاركة الشعبية في الانتخابات أصبحوا يتوسلون لذلك بمختلف الطرق ومنها اللجوء إلى القديمة منها باغداق نفس الوعود السابقة التي لم ينجزوها طوال فترة تحكمهم بالدولة, كما لم تعد كومة العقد التاريخية وكذلك القومية في شعاراتهم السابقة مؤثرة في وجدان المواطن العراقي بعد أن أسقطتها انتفاضة تشرين المجيدة, وكذلك الأمر بالنسبة للتحايل على المواطن بتقديم وجوه جديدة من الصف الثاني والثالث من منتسبيها, ظناً منهم بأنها ستعبر على نباهته.

المقاطعة الشعبية الواسعة التي بدأوا يدركون عواقبها, وتراجع المشاركات المعارضة الأخرى التي ستفقدهم الشرعية المعنوية التي أضفته, سابقاً, مشاركة قوى وأحزاب رافضة لنهجهم الطائفي والمكوناتي بالعموم, وبعد استخدام مختلف أساليب التهديد والاغتيال للناشطين الشباب ممن تجرأوا على ترشيح أنفسهم كبدائل, دفعهم أخيرا إلى بذل اقصى الجهود لعودة المفسوخة عقودهم من منتسبي الحشد الشعبي والذي يبلغ عددهم 30 ألف عنصر, لما قد يشكلوه من قوة انتخابية ضاغطة اضافة إلى افراد عوائلهم, تمكن أحزاب السلطة من رفع نسب المشاركة في الانتخابات واعطائها صفة الشرعية, مستخدمين كذلك الضغط على موظفي الدولة الذين يعدون بالملايين في المؤسسات المدنية والعسكرية في الدولة, وخصوصاً ممن عينوا بالواسطة والتوصية عن طريقهم ليكونوا قوتهم الانتخابية المؤثرة, رغم أن هذه الفئات تضررت, كما سائر المواطنين, من سياسات غياب برامج اقتصادية تضمن لهم حياة مستقرة.

الثغرة القانونية التي يعاني منها القانون الانتخابي العراقي الذي لم يحدد حداً معيناً لنسبة المشاركة الشعبية فيها للاعتراف بشرعيتها القانونية, أصبحت بمثابة حبل النجاة للفاسدين من فقدان السلطة بسبب احتمالات المقاطعة الشعبية الواسعة, ومفتاح استمرارهم في الحكم رغم الإرادة الشعبية.

ولان العثور على ميليشيا صديقة للبيئة الانتخابية, أمراً مستحيلاً, في الوقت الذي تمور به الساحة باشكال وارناك من الميليشيات التي لا تحتمل وجود منافس, والفشل في تهيئة البيئة المناسبة لإجراء انتخابات تتسم بالحيادية وتكافؤ الفرص, أصبحت المقاطعة موقفاً شعبياً.

ونحن نسمع صدى الانتصار الانتخابي المغربي, نستحضر قول الروائي أحمد المديني في روايته " وردة للوقت المغربي " : " سرعان ما أصبح الأنين هو النشيد اليومي " الذي أثمر, أخيراً رفضاً عارماً أطاح بعروش الأسلام السياسي... فأنى للذي احتل عقله وقلبه ودورته الدموية شعار " اريد وطن " أن يتنازل عن الحلم بثورة وسنبلة ؟!!



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من سبب مقنع لتغيير اسم - الحزب الشيوعي العراقي - ؟
- الأنتخابات العراقية المبكرة - حرية انتخاب قامعيكم !
- يكرهون الأمريكان… يعشقون محاصصتهم !
- من هم أبناء السفارات الحقيقيين ؟
- حرف الأنظار أمرٌ من المحال !
- غُراب احلامي الابيض
- فقاعة ستنفثيء في أي لحظة !
- اغتيال إيهاب الوزني شرارة تحرق بطاقات إنتخاباتهم المزورة !
- بين - صرخة الحقيقة - و- صرخة الحق -, حقوق لم تُسترد !
- ميضأتهم* المترعة بدماء العراقيين !
- ابتسامة في عيد الشيوعيين العراقيين
- كلمة حق يراد بها ألف باطل !
- زيارة البابا للعراق - أربعة أيام خرَس فيها السلاح وتوقف القت ...
- 150 عاماً على ولادتها - روزا لوكسمبورغ الأخرى !
- صناديق مواجع و - صندقچة - مباهج !
- عن هيبة الدولة المفقودة والسيادة الغائبة والانتخابات المؤجلة
- COVID-19 وجرائم النازيين
- أما آن الأوان لتوحيد الأجهزة الاستخبارية ؟!!
- غواتيمالا - العراق… مقاربة سياسية !
- يتعطّس كورونا ويُداوي بنقيع التميمة !


المزيد.....




- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...
- انعقاد قمة المؤسسة الإنمائية الدولية في نيروبي بحضور القادة ...
- واشنطن: خمس وحدات إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات- بالضفة الغربية ...
- السلطات الألمانية تدرس اتخاذ إجراءات عقب رفع شعار -الخلافة ه ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد أردوغان بسبب موقفه من الحرب ع ...
- الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن إنجاز حققته السعودية لأول مرة ...
- زاخاروفا تذكّر واشنطن بمنعها كييف من التفاوض مع روسيا
- الحوثيون: استهدفنا مدمرتين حربيتين أمريكيتين وسفينة بالبحر ا ...
- وفد من -حماس- يغادر القاهرة ليعود برد مكتوب على مقترح صفقة ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - عرس انتخابي أم مأتم الانتخابي ؟