أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - حرف الأنظار أمرٌ من المحال !














المزيد.....

حرف الأنظار أمرٌ من المحال !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6935 - 2021 / 6 / 21 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتابعت المحاولات المشبوهة الرامية إلى حرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد المتمثلة بأزمة الحكم والنظام, والانفصام المصيري بين عموم أبناء الشعب وطموحاتهم وأساطين المحاصصة الطائفية - العرقية ونهجها التدميري, وذلك بإعادة إحياء جدث الفرقة الطائفية والفئوية التي قبرتها انتفاضة تشرين المجيدة وإطلاق زومبي الطائفية, من جديد, بدعوات تفجير تمثال باني بغداد الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور او تهديم مرقد مؤسس " المذهب الحنفي " الإمام أبي حنيفة النعمان قرين وصديق امام الشيعة موسى بن جعفر, اللذين تعرضا كليهما لجور الخليفة العباسي.

هذه الشراذم ليست بلا آباء بل هي مدفوعة من جهات متنفذة في السلطة لا تجرأ اليوم التصريح, علناً, بحنينها إلى أيام الاقتتال الطائفي التي تؤمن لها بيئة مثلى لابتلاع صناديق الانتخاب والانفراد بالسلطة و الاستفراد بالشعب وابناءه المنتفضين.
يتفق متابعون لما يجري بأنه محاولة لوضع العصا في عجلات أي تغيير قادم.

يشير بعض المهمومين بقضايا التغيير بأننا لسنا بحاجة إلى " ثورة جياع " كما انتفاضات " الربيع العربي " بل إلى " ثورة فكر ", كما انتفاضة طلاب باريس عام 1968 والتي اكتسحت أوروبا وبلدان أخرى في العالم.
الحقيقة أن ظروف الواقع والصراع الدائر ومسار الأحداث هي التي تحدد طبيعة التوجه وهي ليست مسألة رغبوية وإنما تؤثر بها عوامل متعددة.
عموماً صعوبة الظروف المعيشية وارتفاع مستويات الفقر وشمولها شرائح لم تكن تندرج تحت خطوطها توفر ظروفاً ملائمة لثورة جياع.
انتفاضة تشرين جمعت بشكل او بآخر " ثورة الجياع " ب " ثورة الفكر " ولهذا كان شعار " نريد وطن " جامعاً متضمناً مطامح الجميع.

وبعد تجربة الانتفاضة وما أحاطها من قمع همجي, فاحتمالات اندلاع ثورة شعبية قائمة, حيث تتوفر ظروفها وتجد مقوماتها في مظاهر انقسامات في الطغمة الحاكمة وتعمق التمايز الطبقي بين فئات المجتمع العراقي واحتدام الصراع بين قلة مستذئبة تستأثر بثروات البلاد واكثرية شعبية غارقة في الأزمات والمشاكل من حيث انتشار البطالة وتردي الأوضاع المعيشية لعموم المواطنين من طبقات المجتمع وشرائحه المسحوقة وخريجي الجامعات, وتتوسع لتشمل نخب فكرية واقتصادية وفنية, تمنع من تقديم إبداعاتها لعامة الناس لرفع مستواهم المعيشي والثقافي وذائقتهم وتشذيب طبائعهم التي شوهتها حروب وقمع الدكتاتور السابق وكذلك ورثته الحاليين الذين أضافوا لها مما في جعبتهم من بهارات تفرقة طائفية وعرقية ومناطقية.
وهنا تبرز الحاجة إلى تثبيت المفاهيم !

" أعرف أن هناك من يصاب بالذعر عندما يُذكر اسم كارل ماركس ", بيد ان تصنيفه للثورات لازال راهناً وصائباً : " أن كل ثورة تلغي المجتمع القديم هي ثورة اجتماعية, وكل ثورة تلغي السلطة القديمة هي ثورة سياسية ".
وبينما تتجمع الشروط والظروف الموضوعية للثورة, كما أسلفت, وتتبلور وتتضافر وتنضج, فأن الظروف الذاتية لقيامها, المتمثلة بتراص الصفوف ووحدة الرؤى وتوفر قيادة قادرة على إدارة الصراع وتحظى باتفاق واسع, لازالت متعثرة.
لذا فإن محاولات العودة إلى ماضي الصراع الطائفي مستمرة لعرقلة الوصول إلى أيٍ من شكلي الثورة التي أشار لهما ماركس.

في حقيقة الأمر تمتلك الحكومة السلاح القانوني لمحاصرة هذه النزعات التخريبية, حيث منع الدستور إثارة النزاعات الطائفية وصنفها باعتبارها شكل من أشكال الإرهاب ( المادة 7 - أولاً وثانياً )* كما فصّل ( قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005 )* في بنوده ما يعتبره ارهاباً, ومنها الدعوة إلى التفرقة الطائفية... الذي يُعد شكلاً من أشكال الإرهاب .

السلطات الرسمية التي تداري خوفها وجزعها بالادعاء في أحيان كثيرة بأن قتلة شباب العراق جهات مجهولة, ربما هم نفر من الجن لأنها عجزت عن أن تجمع آثاراً لجرائمهم سوى أجساد أكثر من 700 شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمئات من المختطفين والمغيبين, سمتها واعلام القتلة بالطرف الثالث ( الذي حل المواطن لغزه منذ الأول لارتكابهم الجريمة ) .

تشرينيو 2019 أسقطوا قدسية الفاسدين وعرّوا حقيقتهم المرآئية و أطاحوا بالطائفية في ضربة نجلاء تضامنية, رغم فداحة تضحياتهم.
تشرينيو آيار 2021 جعلوا القتلة يكشفون عن وجوههم للعلن بمحض إرادتهم بعد اعتقال أحد منتسبيهم المتهم بقتل ثوار وناشطي كربلاء في استعراض تحدي لهيبة الدولة ولسلام المجتمع.
وكذلك الأمر بالنسبة للمشاغبين الطائفيين, فإن مجرد اعتقال فرد منهم حتى تسفر الجهة التي تقف ورائهم, بكل غباء, عن وجهها وهويتها برد فعل متهور, ويسهل التعامل بعدها معهم قضائياً.

أعلنتها قوى التغيير جلياً, بدون توفير أرضية مناسبة لإجراء انتخابات حرة وبدون الكشف عن قتلة ابناء العراق وإنهاء ملف السلاح السائب والمال السياسي المنهوب, لا يمر أمر !

والليالي من الزمانِ حُبالى….


*https://www.constituteproject.org/constitution/Iraq_2005.pdf?lang=ar دستور العراق الصادر عام 2005


*http://iraqld.hjc.iq/LoadLawBook.aspx?SC=290320067056983 قانون مكافحة الأرهاب رقم 13 لسنة 2005



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غُراب احلامي الابيض
- فقاعة ستنفثيء في أي لحظة !
- اغتيال إيهاب الوزني شرارة تحرق بطاقات إنتخاباتهم المزورة !
- بين - صرخة الحقيقة - و- صرخة الحق -, حقوق لم تُسترد !
- ميضأتهم* المترعة بدماء العراقيين !
- ابتسامة في عيد الشيوعيين العراقيين
- كلمة حق يراد بها ألف باطل !
- زيارة البابا للعراق - أربعة أيام خرَس فيها السلاح وتوقف القت ...
- 150 عاماً على ولادتها - روزا لوكسمبورغ الأخرى !
- صناديق مواجع و - صندقچة - مباهج !
- عن هيبة الدولة المفقودة والسيادة الغائبة والانتخابات المؤجلة
- COVID-19 وجرائم النازيين
- أما آن الأوان لتوحيد الأجهزة الاستخبارية ؟!!
- غواتيمالا - العراق… مقاربة سياسية !
- يتعطّس كورونا ويُداوي بنقيع التميمة !
- عن الحلول - القيصرية - لأزمتنا الاقتصادية !
- معاقبة شعب على انتفاضته !
- ورقة شرف أطلال البيت الشيعي!
- ذكريات بغدادية - بائع الفستق السوداني على ناصية جامع مرجان
- بولندا - انتفاضة النساء رافعة للتغيير الشامل !


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - حرف الأنظار أمرٌ من المحال !