أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - فقاعة ستنفثيء في أي لحظة !














المزيد.....

فقاعة ستنفثيء في أي لحظة !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6914 - 2021 / 5 / 31 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت احداث الايام الماضية منذ 25 آيار الجاري والامعان في قتل المتظاهرين السلميين الذين طالبوا بالقصاص من قتلة رفاقهم قبل اجراء اي انتخابات, مستوى الاختراق البنيوي لقوى الإرهاب الميليشياوي للأجهزة الأمنية الرسمية, وعدم امتثال بعض عناصرها لأوامر وتأكيدات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والقائد العام للقوات المسلحة وتشديداته بعدم استعمال السلاح الناري بأي حال من الأحوال ضد المتظاهرين.
كما تزامن ذلك مع اعتقال الاجهزة الامنية لاحد قادة الحشد المتهمين بقتل الناشطين السلميين وعمليات فساد, تحت طائلة القانون 4 ارهاب, واتهامات أخرى بقتل مدنيين في مناطق انتشار فصيله المسلح, وهو ما أثار حفيظة قادة ميليشيات الحشد الذين دفعوا بقوات مسلحة اخترقت مراكز تابعة للحكومة في المنطقة الخضراء مطالبين بإطلاق سراحه وانهاء التعقيبات القانونية ضده, بشكل غير مبرر, مع اطلاق التهديدات بتصفية رئيسهم وقادته الأمنيين, وكان هذا دليلاً واضحاً على سطوة هذه الميليشيات وسعيها لفرض إرادتها على الدولة والقانون.
وقد اعتبر محللون اقتحامهم لمراكز حكومية شروعاً بانقلاب عسكري ضد السلطات الشرعية المنتخبة للدولة وهو ما يجب أن تكون له عواقب قانونية لكون هذه القوات المهاجمة تابعة رسمياً لأمرة القائد العام ولا يفترض تحركها بدون أوامره.
أن سبب هذا السلوك غير المنضبط للحشد كقوة عسكرية كامنة في صيغة قانونه الخاص الذي شرعه مجلس النواب, المنافي لبنود الدستور التي تمنع إنشاء قوة عسكرية موازية للدولة وسلاحها الرسمي, والذي أقر في ظروف هيمنة أحزاب الإسلام السياسي الشيعي على السلطات التشريعية ّمجلس النواب " والتنفيذية " الحكومة " وتنمرها على السلطة القضائية, مباشرة بعد دحر الدولة الاسلامية داعش, والتي شارك الحشد الشعبي كداعم أساسي للقوات المسلحة القوة الضاربة في الحرب لتحرير البلاد من براثنها.
ولأن أغلب هذه الميليشيات تشكلت بعد فتوى المرجعية الدينية العليا للسيد السيستاني" الجهاد الكفائي " لمحاربة داعش, فقد أسبغت على نفسها قدسية خاصة, خصوصاً بعدما سقط شهداء في صفوفها ( وكأن لم يسقط شهداء آخرين من أفراد الجيش والشرطة والبيشمركه الكردية وابناء العشائر المقاتلة... ), واستغلال العطف الشعبي عليهم, رغم تجاهلها المسبق لمضمون الفتوى الداعي إلى الانخراط في صفوف القوات المسلحة وليس تشكيل ميليشيات موازية لجيش البلاد وشرطتها, والتي استغلت سلاحها المجهز من قبل الدولة وبأموال مواطنيها, لاحقًا لفرض أجندات سياسية واقتصادية على الواقع السياسي والاقتصادي, بشكل يخالف القانون العسكري العراقي الذي يمنع منتسبي مؤسسة القوات المسلحة بكافة صنوفها وتشكيلاتها من ممارسة السياسة او التجارة.

هشاشة الأساسات التكوينية القانونية والفقهية لمؤسسة الحشد وضعف الدولة وغياب الولاء الوطني لبعض تشكيلاتها وتضخم الأنا لدى أفرادها بوضع ذواتها فوق القانون, والدعم الخارجي المباشر المشبوه لاستمرارها وتورطها في المحاصصة وفسادها, وضلوع ميليشياتها الولائية في عمليات قتل واختطاف وتغييب شباب الانتفاضة والإساءة إلى تضحياتهم, أطاح بالكثير من مشاعر الاعتبار الشعبي لها, حتى أصبحت محط ازدراء ورفض عام, وهذا ما لاحظه الكثير من المراقبين على الأرض كما عكسته مواقع التواصل الاجتماعي, من خلال الترحيب الشعبي الكبير باعتقال متهم مهم من قادتها بجرائم قتل وفساد, واستنكار واسع لتحريك قوات ضاربة في شوارع العاصمة لكسر هيبة القانون والدولة وتهديد السلم العام.
لقد أصبح وجود تشكيلات ميليشياوية عائقا كبيرا أمام إرساء أسس دولة وطنية قوية, ولابد أن يبلغ الصراع بين قوى الدولة واللادولة وبين المنادين إلى قيام دولة مواطنة ديمقراطية وبين دعاة الدولة الثيوقراطية الدكتاتورية إلى نهاية.
بدون الركون إلى صوت العقل والرجوع إلى أحضان الوطن والاتفاق على أفضل السبل لخدمة شعبه, ستنفثيء فقاعة الثنائية المسلحة وفوضى السلاح السائب, يوماً لا محالة, ولات ساعة مندمٍ !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال إيهاب الوزني شرارة تحرق بطاقات إنتخاباتهم المزورة !
- بين - صرخة الحقيقة - و- صرخة الحق -, حقوق لم تُسترد !
- ميضأتهم* المترعة بدماء العراقيين !
- ابتسامة في عيد الشيوعيين العراقيين
- كلمة حق يراد بها ألف باطل !
- زيارة البابا للعراق - أربعة أيام خرَس فيها السلاح وتوقف القت ...
- 150 عاماً على ولادتها - روزا لوكسمبورغ الأخرى !
- صناديق مواجع و - صندقچة - مباهج !
- عن هيبة الدولة المفقودة والسيادة الغائبة والانتخابات المؤجلة
- COVID-19 وجرائم النازيين
- أما آن الأوان لتوحيد الأجهزة الاستخبارية ؟!!
- غواتيمالا - العراق… مقاربة سياسية !
- يتعطّس كورونا ويُداوي بنقيع التميمة !
- عن الحلول - القيصرية - لأزمتنا الاقتصادية !
- معاقبة شعب على انتفاضته !
- ورقة شرف أطلال البيت الشيعي!
- ذكريات بغدادية - بائع الفستق السوداني على ناصية جامع مرجان
- بولندا - انتفاضة النساء رافعة للتغيير الشامل !
- تزييفكم للحقائق لعبة مفضوحة !
- يسار الحزب الديمقراطي وانتخابات الرئاسة الأمريكية


المزيد.....




- لماذا لن يُعتقل بوتين في أمريكا رغم صدور مذكرة توقيف دولية ب ...
- ما أصل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا؟
- قتلى بنيران إسرائيلية بين منتظري المساعدات، وبيان عربي يدين ...
- مقتل 6 عسكريين لبنانيين بانفجار مخزن أسلحة في وادي زبقين جنو ...
- زيلينسكي غاضب من ترامب ويرفض التنازل عن أراض لروسيا
- القضاء بجنوب أفريقيا يأمر بإعادة جثمان الرئيس السابق لونغو ل ...
- مظاهرات حاشدة عبر العالم تنديدا بحرب الإبادة والتجويع على غز ...
- الإعلام الإسرائيلي يرصد ردود فعل دولية ضد خطة احتلال غزة
- دعوات لإنقاذه.. ما الذي يتهدد اتفاق السلام في جنوب السودان؟ ...
- سرايا القدس تبث مشاهد لقصف مقاتليها مستوطنة بغلاف غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - فقاعة ستنفثيء في أي لحظة !