أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - ابتسامة في عيد الشيوعيين العراقيين














المزيد.....

ابتسامة في عيد الشيوعيين العراقيين


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6855 - 2021 / 3 / 31 - 04:09
المحور: كتابات ساخرة
    


في ركن قصي من كهوة الساقية في حي الحرية البغدادي أواسط سبعينيات القرن الماضي, بعيداً عن سمع عسس البعث ولكن ليس عن بصرهم, على ناصية تقاطع شارع معمل الطحين وشارع العدل مع شارع الحرية الأولى المؤدي الى باتا, كنا ثلاثة شبان منهمكين في نقاشنا عن قوانين الديالكتيك الماركسية الثلاث " نفي النفي, وحدة وصراع الأضداد, تحول الكم إلى كيف " وضرب ما يتيسر من الأمثال التي توضحها.
رغم جلوس وجهان شيوعيان معروفان في المنطقة وهما أستاذ اللغة العربية طيب الذكر الفقيد منصور كاظم - ابو واثق - والصحفي اللامع والشخصية الوطنية الأستاذ عبد المنعم الأعسم على مبعدة أمتار عنا, كانا يمكن أن يجنبونا مشقة نقاش طويل, كما كانا يتحملان عنا تكاليف شاياتنا.
كانت جريدة " طريق الشعب " الشيوعية تفترش الطاولة أمامنا.
وأثناء تقليب صفحاتها ومطالعة المانشيتات والعناوين الثانوية, وقع نظري على مقالين في صفحة الشؤون الدولية, عنوانيهما أثارا انتباهي بغرابة تعلقهما بموضوع نقاشنا وطرافتهما بنفس الوقت, فلقد ( فسرا ) بشكل تبسيطي ما جهدنا لفهمه حول القانون الماركسي " وحدة وصراع الأضداد " بالجمع في متن صفحة واحدة وبعمودين متقابلين, يتناولان الأوضاع السياسية في بلدين متباعدين بشخصي قائديهما, تضمّن اسميّهما تناقضاً لفظياً يجسد الضدية من خلال عبارة " مو " السومرية الفارقة التي تفيد النفي.
إلتقطا صاحبّاي المفارقة !

العنوانان كانا عن بوتو الباكستاني* وموبوتو الكونغولي*.

قرأناهما حسب ما تمليه علينا أبجديات اللهجة العراقية بروحها الفكهة : بوتو - مو بوتو !

أسأل زميلي : بوتو ؟ فيجيبني نافياً : مو بوتو !
ثم نكررها ونغرق في ضحك طفولي في محضر استغراب مرتادي القهوة الآخرين, في البداية, حتى اصابتهم عدوى الضحك, بعدما عرفوا السبب, امام استياء البعثيين من تفاعل بعض رواد المقهى معنا.
تساءلنا بعدها هل كان الجمع بين الاسمين متقابلين في صفحة واحدة في جريدة جادة لحزب شيوعي عريق , مجرد صدفة أم هناك مقصد فكاهي من محرر شقندحي مجهول يقبع في مكاتبها ؟!
اليوم وقد وخط الشيب شعورنا, ما زلنا نضحك من اندفاعاتنا لسبر أغوار الماركسية ونقاشاتنا الجدية وبساطة تفكيرنا وتهريجاتنا البريئة.

*) ذو الفقار علي بوتو ( 1928 - 1979 ) - رئيس وزراء باكستان. مات معدوماً.

*) موبوتو سيسي سيكو ( 1930 - 1997 ) - ثاني رئيس لجمهورية الكونغو الديمقراطية ( زائير ) اطيح به ومات بالمنفى في المغرب.

*) ساقية الحرية جرى ردمها بعد تراجع الخدمات البلدية واندثرت كمتنفس جمالي إسوة بالمشتل الذي كانت تغذيه.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حق يراد بها ألف باطل !
- زيارة البابا للعراق - أربعة أيام خرَس فيها السلاح وتوقف القت ...
- 150 عاماً على ولادتها - روزا لوكسمبورغ الأخرى !
- صناديق مواجع و - صندقچة - مباهج !
- عن هيبة الدولة المفقودة والسيادة الغائبة والانتخابات المؤجلة
- COVID-19 وجرائم النازيين
- أما آن الأوان لتوحيد الأجهزة الاستخبارية ؟!!
- غواتيمالا - العراق… مقاربة سياسية !
- يتعطّس كورونا ويُداوي بنقيع التميمة !
- عن الحلول - القيصرية - لأزمتنا الاقتصادية !
- معاقبة شعب على انتفاضته !
- ورقة شرف أطلال البيت الشيعي!
- ذكريات بغدادية - بائع الفستق السوداني على ناصية جامع مرجان
- بولندا - انتفاضة النساء رافعة للتغيير الشامل !
- تزييفكم للحقائق لعبة مفضوحة !
- يسار الحزب الديمقراطي وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- اليونان :- حزب اليمين القومي - الفجر الذهبي Golden Dawn - كم ...
- الكشف عن قتلة شباب الإنتفاضة قبل أية انتخابات !
- - عليّ وعلى أعدائي - - شمشونيات معاصرة !
- الإستخذاء امام تهديد الخارج وقمع تطلعات الداخل


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احسان جواد كاظم - ابتسامة في عيد الشيوعيين العراقيين