أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - - عليّ وعلى أعدائي - - شمشونيات معاصرة !














المزيد.....

- عليّ وعلى أعدائي - - شمشونيات معاصرة !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6701 - 2020 / 10 / 12 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تزخر القصص التوراتية بالشخوص والأحداث, حتى لتشيب من تنوعها رؤوس الشباب, ومنها حكاية " شمشون الجبار " المعروفة, الذي هدّم المعبد على رأسه كما على رؤوس اعداءه, بصيحته التراجيدية الشهيرة : " عليّ وعلى اعدائي "!.

ونرى, اليوم, اعادة انتاج نفس المشهد, بعبثية فجة, لاتُسر المواطن العراقي البتة ! من خلال هجمات الكاتيوشا على البعثات الدبلوماسية والمصالح الوطنية الحيوية,بدعوى طرد المحتل, في إسقاط للحدث التاريخي على الواقع المعاصر, ومآلات ما يمكن ان يحدث من تداعيات وعواقب وخيمة, واستعادة لذات العقد التاريخية والسلوكيات العدمية المدمرة, ولكن بشكل اكثر تجريدية من سابقتها الشمشونية.

وبغض النظر عن تفصيلات الحكاية التوراتية وغاياتها او فلم " شمشون الجبار " ودوافع منتجيه, الذي شاهدته, سابقاً, مع شلّة من اولاد الحي بعد دفع عيدية العيد الشحيحة, في سينما ميامي في مركز بغداد التي هدمت لاحقاً لتتحول الى محطة نقل عام, فأن عموم الحدث يركب مناسباً " بالفت او بالنينية" بالضبط كما " كلاو " على كل ما يحدث اليوم في البلاد من سعي بعض الميليشيات التي ترى في نفسها سيماء شمشونية, لجرّ البلاد, تبعاً لمزاجها, الى أتون حرب مع الأمريكان تحت ذرائع, لايصدق أحداً بأنها تتعلق بسيادة البلاد وخير مواطنيها, بل لأهداف مصلحية أنانية وتنفيذاً لمطامح ايرانيةوهم يحملون سلاحاً مقوضاً لهيبة هذه الدولة وقامع لشعبها.

الفرق الأساسي بين الحدثين, التاريخي منه والمعاصر يكمن في : من هو العدو ؟
... فشمشون التاريخ كان عدوه مركب, ديني - قومي مُعرف, بينما عدو " شماشنة " اليوم من الميليشيات, هو ليس الأمريكي الذي جاء بهم, والذي يدّعون مناصبته العداء, بكاتيوشا اعلامية, وانما عدوهم الحقيقي هو الشعب الذي قمعوه بقسوة وحاولوا اخضاعه وتسييره كما يشاؤون, والذي عاندهم ورفضهم في انتفاضة عارمة, ورفض سلوكهم التسلطي وتبعيتهم.

" الشمشونيون " المحليون يسعون الى تحطيم اعمدة الدولة, لكن ليس على رؤوس الأمريكان الذين لا تطالهم الا لماماً, والمقتدرين عسكرياً والمتقدمين تكنولوجياً والذين لايقلون شراً مستطيراً عنهم, بل سيكون على رؤوس مواطنيهم...
فإستمرار الوجود الأمريكي في العراق, هو في حقيقة الأمر ضروري لهم, رغم كلوم قتل سليماني والمهندس, وهم في حاجة اليه... في تخادم مصالح غير معلن بينهما. فهو مبرر لدعواتهم لمقاومته وضمان لديمومة بقائهم... بإنسحاب افراد جيشهم, تنتفي اسباب وجودهم, خصوصاً بعد تراجع الحجة التقليدية - محاربة داعش.

انهم يدافعون عن مصالحهم التي هي ليست ذات مصالح المواطن العراقي الذي ملّ الحروب والذي ينزع للسلام والحياة الحرة الكريمة...
واذا ما رغبوا حقاً بالأنتحار فليبحثوا عن فنائهم الذاتي بعيداً عن العراقيين, الذين لا يرغبون في اعادة تجربة الحروب والحصار لأجل عيونهم.

ان انتزاع آلالاف من المواطنين من طوابير العاطلين عن العمل من ضحايا سياساتهم الخاطئة, لزجهم في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ليكونوا ضحايا اطماعهم الأنانية. وكالعادة مع اعفاء أبناء قياداتهم ومن تحميهم عشيقات عليّة القوم منهم, لن يمر, ولايمكن ان يُعد الا بكونه عملاً مجحفاً شنيعاً آخر بحق العراقيين.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستخذاء امام تهديد الخارج وقمع تطلعات الداخل
- أولها قضم الأظافر... آخرها عض الأصابع
- هذيان المهزومين !
- قراءة اولية لسياسات ومواقف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي !
- في عيد الصحافة الشيوعية في العراق / تجربة البيع المباشر لجري ...
- هل افتتحت ثورة 14 تموز 1958 حقاً عهد الأنقلابات العسكرية ؟
- الأول من تشرين الأول / اكتوبر عيداً وطنياً للعراق !
- صواريخ الكاتيوشا... إستجداء ميليشياوي للصدام المسلح !
- طيور السايلو وجلد الفاسدين فكاهياً
- الأهم من ادعاء الفضيلة, العمل بها !
- تدمير ابراج نقل الطاقة الكهربائية - المستفيدون كُثر والخاسر ...
- ما أحوجنا الى شخص كالأيطالي -جيوفاني فالكوني - !
- الأجماع على مصطفى الكاظمي... لغز !
- غرانيقنا العُلى*... لا تمرض !
- رئيس الجمهورية برهم صالح على المحك !
- في ذكرى 8 شباط الأسود - وميض النار تحت رماد انقلاب العار
- هوليودية حاكم الزاملي شيطنة للانتفاضة الشعبية
- شهداء القائم... دمائهم في رقابكم !
- هل من أحد يتمنى ان يكون بجلد عادل عبد المهدي ؟
- سلميتكم أفزعتهم !


المزيد.....




- السعودية: فيديو القبض على 3 أشخاص سرقوا مركبة في وضع التشغيل ...
- ترامب يشعل ضجة بتصريح جديد عن سد النهضة الإثيوبي وتمويل أمري ...
- دون مغادرة الأرض.. محاكاة المشي على القمر في مدينة ألمانية
- إسبانيا: توقيف عشرة أشخاص إثر اشتباكات بين متطرفين يمينيين و ...
- جيل الاتفاق النووي بإيران بين رحى الخيبة وضريبة العقوبات
- حركة الشباب تسيطر على بلدة وسط الصومال وتواصل تقدمها
- عشرات الشهداء والجرحى بغارات الاحتلال على غزة
- الصين تتحدى رسوم ترامب الجمركية وتسجل نموا أفضل من المتوقع ف ...
- محاكمة مراهق سوري في برلين على خلفية مخطط لاستهداف حفل تايلو ...
- إصابة أربعة أشخاص في آخر جولة لمهرجان سان فيرمين للركض مع ال ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - - عليّ وعلى أعدائي - - شمشونيات معاصرة !