أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يامي أحمد - لماذا نحب صدام حسين رغم كونه ديكتاتوري؟













المزيد.....

لماذا نحب صدام حسين رغم كونه ديكتاتوري؟


يامي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7020 - 2021 / 9 / 15 - 13:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا شك أن الزعماء العرب قاطبة لا يحكمون إلا بقبضة من حديد، ونعرف جيدًا أن تهمة تجارة المخدرات عند العرب أهون من العمل السياسي والمعارضة، ونعتبر كل من يعتقل لخلفيات سياسية مذنبًا وبإرادته وضع نفسه وراء الشمس، وأحيانًا تصل بنا البذاءة للومه على إنشغاله بالسياسية بدل من التفرغ لكسب لقمة العيش.
ونكاد نكون الأوفر حصة من الشعوب التي تحترم زعمائها وتمجدهم بدافع الخوف والحفاظ على لقمة العيش، وأعلم جيدًا أن هذا لم يكن حصرًا على الزعماء الحقبة الزمنية الحديثة، بل لنا باع تاريخي في ذلك، منذ الحجاج بن يوسف الثقفي ومرورًا بالخلفاء العثمانين وغيرهم.
لكن حتى لا نتشعب في موضعنا، سأتحدث عن شخصية الزعيم العربي صدام حسين، الشخص الذي اجتمعت على حبه النسبة الأكبر من العرب، على الرغم من كل المجازر التي ارتكبها وحماقة احتلال الكويت.
وأريد أن أنوه لشيء مهم، بالرغم من إلمامي بالمجازر والجرائم التي ارتكبها صدام حسين، إلا أنني كوني فلسطيني لم أستطع إرغام قلبي على كراهيته، بالنسبة لي هو أقرب لأبطال الحكايات الشعبية، كانت سيرته منذ نعومة أظافري تتناولها الناس بطريقة أشبه بالحديث عن بطل أسطوري أو أحد آلهة الفايكنج، أودين، ثور..
كان حسن المجيد والد صدام حسين رجلًا فقيرًا توفى وعاش بعده صدام يتيم الأبوين ، لم يكن صدام ثريًا ولا محظوظًا في طفولته مما يضيف لقصته شيئًا من العظمة، كان شاعرًا ومتحدثًا طلقًا، يعرف اختيار كلماته ويعرف كيف تخترق ابتسامته قلوب العرب والقوميين والمنادين بشعارات العروبة التي كانت جزء من ترسانة الإعلامية التي يمتلكها صدام حسين، شخصيته صلبه بسبب طبيعة حياته القاسية، قد عرفه العرب بحامي عرين الخليج من المد الشيوعي في إيران.
لكن يظل السؤال الأكبر لما ظل حب صدام حسين مشتعلًا حتى الآن، بل وفي تزايد مستمر حتى أصبح الحديث عنه أشبه بالحديث عن بطل خيالي؟
لتوضيح ذلك لا بد من تقسيم محبي صدام لمجموعات:
- المجموعة الأولى: العرب، دول الشام وبالأخص الفلسطينين:
كان أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية وكان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مقربًا منه حتى أنه أيد احتلال صدام للكويت، وكان هذا الموقف قد أضر بالقضية الفلسطينية وكبح جماح اندفاعها وأدى إلى هبوط أسهم ياسر عرفات لدى الدول العربية وخاصة الخليج.
وخرجت أيضًا مظاهرات فلسطينية في أنحاء متفرقة تؤيد موقف ياسر عرفات المساند للعراق، وكان هذا من أغبى المواقف الفلسطينية التي سجلها التاريخ.
لكن مساندة الفلسطينين لموقف صدام كان لكون صدام قد لا يخلو مؤتمر أو ندوة أو موقف إلا ويشدد صدام على دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، بل أقدم صدام حسين خلال حرب تحرير الكويت عام 1991 بقصف إسرائيل، وخرج متحديًا الدول العربية الأخرى بقصف اسرائيل بصاروخ واحد!، وكان لهذا رمزية كبيرة لدى الفلسطينين وعموم دول الشام الذين يحبون صدام لنفس الأسباب، فكما كان صدام يعوض عائلات الشهداء وضحايا البطش الإسرائيلي، كان الأردن يستفيد من العراق من حصوله على دفعات من النفط العراقي مجانًا، وكما كان هناك تسهيلات باذخة للطلاب الفلسطينين الراغبين في الدراسة في العراق وكان الأردنيين كذلك من نفس الفئة.
أما بالنسبة للخليجين كانت أسباب واضحة أكثر، فقد قاد صدام حربًا مع إيران من أجل الحفاظ على الخليج وكان يسمى نفسه آنذاك حارس البوابة الشرقية للوطن العربي، فما كان من أهل الخليج إلا أن يرونه فارسًا عربيًا إلى أن قرر احتلال الكويت!
وهناك أيضًا أهل مصر والسودان الذي كانت عروبة صدام مصدر إعجابهم، وخصوصًا خطاباته المهيبة وطريقة كلامه التى تأسرهم، وأيضًا لأن صدام حسين قام بفتح أبواب العراق للعمل الذي كان مريحًا بالنسبة لهم ماديًا وأيضًا لجمالية معاملة الشعب العراقي للمصريين مقارنة مع باقي دول الخليج.
- أما المجموعة الثانية: المسلمون غير العرب:
وكان سبب وقوفهم وحبهم لصدام حسين مماثلًا للعرب، وقوفه بوجه إسرائيل وقصفها كان يدفعهم لأن يروا فيه قائدًا مسلمًا على غرار صلاح الدين وما إلى ذلك، فخطابات صدام لا تخلو من الطابع الديني. أغلب هؤلاء كانوا من البنغال وباكستان والأفغان والإندونيسين وبعض الأفارقة المسلمين.
- المجموعة الثالثة والآخيرة: العراقيون أنفسهم!
معظمهم من أولئك الذين يقارنون ما آلت له العراق الآن مع الوقت الذي كان فيه صدام حسين قائدًا مجيدًا للعراق. إلا أن هناك فئة كبيرة أيضًا من الذين يشاركون صدام فكره البعثي في أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.
وهناك أيضًا من يحبون صدام كونه كان واقفًا بصرامة في وجه الأكراد الذين يطالبون بدولة منفصلة ذات قومية خاصة، والذي إلى اللحظة يرون في هذه الخطوة تفتيت للعراق.
لكن تظل هذه المجموعة الأكثر تعقيدًا من سابقيها، ذلك لأن كل عراقي حتى الآن باختلاف انتمائه، له أسبابه الخاصة لحب أو كراهية صدام.
في النهاية، لا يمكن لأي أحد مهما طغت عاطفته إنكار المجازر التي ارتكبها صدام حسين بحق العراق وبحق الكويت، وهذا لا يعني رفض ما يحدث في العراق ورفض الطريقة المؤلمة التي أعدم فيها صدام حسين في يوم العيد.
لكن إلى متى سأظل ونظل نكيل بمكيالين؟
الأخلاق لا تتجزأ.
15/9/2021



#يامي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراما التسول “الدراما الخليجية” عالة على التلفزيون!
- مداخل نظام الحكم السرية بوصفها سلطة الأم -الشبيحة في سوريا ن ...
- خطوة في عالم اللجوء
- فاطمة فتاةٌ قتلها الانتماءُ
- المرأة الكردية آلهة وبطلة التمرد
- الشخصية الكردية بين النقد والإتهام
- سيرة امرأة كردية
- إلى أوميد في ميلاده الأوّل
- الجيش السوري الحرّ أجهز على الثورة
- ترجمة الرسالة الأولى ل شاهين سوركلي لأبيه
- البيت الشرقي الخيري في مدينة فايلة بالدنمارك لمساعدة ودعم ال ...
- المنطقة الكردية بين التحرير والتسليم
- وماذا بعد يا أحزاب الكرد ?
- كلمة جمعية سبا الثقافية بكوباني في ذكرى أربعينية نصر الدين ب ...
- عملاء الأمس، شبيحة اليوم
- حزب الطليعة الحلقة المفرغة
- بالعربي الفصيح !
- بشار الاسد: التصريح الأحمق !!
- يوم العار !!
- معزوفة المعارضة السورية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يامي أحمد - لماذا نحب صدام حسين رغم كونه ديكتاتوري؟