أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ازهر عبدالله طوالبه - -الفساد والإفساد الدّيني -














المزيد.....

-الفساد والإفساد الدّيني -


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7010 - 2021 / 9 / 5 - 20:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شكَّ بأنَّنا نرى الفساد والإفساد الدّيني في كُلّ أيّامنا، والذي يتسبَّب بهِ، هُم ثُلّة ممّن يرونَ أنفُسهم جنود الله على هذه الأرض، يُطلقونَ على أنفُسِهم "دُعاة" وهُم أبعَد بكثير عن الدّعوة ونهجها القويم، الصّالِح لكُلِّ زمانٍ مكان.

هؤلاء مَمّن ينعتونَ أنفُسهم بنعتِ "الدّعاة"، يرونَ أنفسهم بأنّهُم الوحيدون الذين أتى بهم الله، وقد حصر بهم -فقط- فهم الدّين ومقاصده . لكن، وبالنسبة لي، أرى بأنَّ ما يُمارسوه مِن الفساد والإفساد بالدّين ‏يكبُران وتمتَد أغصانهما في الأوقات التي نشّهَد بها تدفُّقًا كبيرًا لمثلِ هؤلاء، على مُجتمعاتنا، وأراهُم ينتشِرونَ في الأوقات التي يكون بها تقاتُل على السُلطة أكثَر مِن أيّ وقتٍ آخر . حيث أنَّهُم يعشقونَ الدّخولَ في مثلِ هذه المُعتركات التي تُثار حولَ طقوسها الدينيّة جدالاتٍ كبيرة، يصعُب الخروج منها، إلّا وهُناك خسائر لا تُعَد ولا تُحصى.

‏أكرَه كُلّ أؤلئكَ الذينَ يفترونَ على الدّين ويكذِبونَ باسمهِ، كما لو أنَّهُم يكذبونَ باسمِ طفلٍ رضيع . هؤلاء هُم أقذَر البشَر الذينَ عرفتهم الأرض، وأكثَر أهل الدُنيا فسادًا، ولهثًا وراء مصالِحهم، وأبشَع وأحَطّ مَن يوظِّف الدّين في غيرِ مكانه، ويستغلّهُ لتعزيزِ حُكم استبداديّ.

‏يُكثرونَ مِن إراقَة الدِّماء باسم الدّين، ويتفنّنونَ بزهقِ الأرواح باسم الله، ويتلاعبونَ بمصائرِ البشر باسم رسالة الدّين السّمحة..يعتلونَ منابِرهُم، وينظرونَ لأنفُسهم بأنّهُم أعلى وأجلّ مِن بقيَّة البشَر، ويبّرعونَ بحياكةِ أثواب يُقنعونَ النّاس بها، وبأنّها تُقرِّبهُم من الله.

‏يتسامرونَ ليلًا في قصورِ السلاطين، ويتقاذونَ ما لذّ وطابَ لهُم مِن الأحاديث، وينكّأؤن تاريخًا دينيًّا كبيرًا، ويزوِّرونهُ، ويعتدونَ على قُدسية الدين، ويلوونَ أعناق النصوص الدينيّة مِن أجلِ تثبيتِ الحُكم السياسي المًغطّى بغطاءٍ دينيّ، ينساق مَع مصالِحهم، ويجّهدونَ لإبقائه بيدِ مَن يُقدِّم لهُم المِنح ويَهبهم العطايا.

‏هذه الفئة الحُثاليّة، التي تدّعي الكَمال في التديُّن، ما هي إلّا فئة ناقصة عقلٍ ودين، بل فاقدةٌ لعقّلِها ومُتاجرةٌ بدينها...فئةٌ تخّنق الدّين، وتُريد أن تُطوِّعهُ لهرائها وخُبلها..
فئةٌ لا ترى الدين أكثَر مِن حُكمٍ مُطلَق لعائلةٍ ما، أو لمذهبٍ ما، أو لعرقٍ ما.

ولهذهِ الجماعات وا‏لتيّارات التي تدّعي أنّها دينيّة، وتُخرِج سيف الجِهادِ مِن غمدهِ مِن أجلِ الوصولِ إلى السُلطةِ، أقول:

لقَد شوّهتُم الدّينَ المُقدَّس حينما استخدمتموه مِن أجل مصالحكُم القًذِرة، وأدّخلتموهُ في صراعاتكُم السياسيّة والسُلطويّة، وجعلتموه كفريسةٍ سهلَة، يتمكّن من اصطيادها كُلّ حاقِد.

‏تربّعوا على العُروشِ التي تُريدون، وتمكّنوا مِن السيطرةِ على مَن تُطمحونَ للسيطرةِ عليه، واعتلوا ظهورَ مَن رأيتُم بهم أعداء لكُم . لكن، كفّوا عن تغليفِ أهدافكم الوصوليّة بأفكارٍ نبيلة، وضعوا حدًّا لاعتداءاتكُم على الدّين، وتخلّصوا مِن نرجسيّتكُم المُشوِّهة للدّين .

‏أنا مؤمِن بأنّهُ لن تقومَ لنا قائمة ؛ لأنّنا ضُعفاء من الدّاخِل، ونتشبّث بغُصنٍ هَش، على شجرةٍ مُقيمة بجانبِ نهرٍ على وشكِ الجَفاف.

فدائمًا هُناك ما يؤكِّد لي، بأنّنا بحاجة إلى سنواتٍ ضوئيّة، حتى نخرُج مِن الخراب والتّشويه الدّيني الذي نحنُ فيه.
وعلى الصّعيد الشخصي، ولأنّني أرى بأنّنا أُمم ‏تُجذب للدّين، وتبّذل كُل جُهدها، حتى تُبقيه على سُدّة الحُكم والسيطرة على حياتنا، فإنّني أرى بأنّهُ من الصّعبِ أن نقِف على أقدامنا ما دُمنا غير قادرين على فهم الدّين بطريقة صحيحة ومنطقيّة، وما دُمنا غير قادرين على تنقية وتنقيح التُراث الديني، وفصله عن الدّين بحدّ ذاته، وعزلِ هذه التيّارت/الجماعات عن الدّين، وإقناع كُلّ مُتّبعي الأديان بأنَّ هؤلاء، ليسوا إلّا جماعات برغماتيّة تُجيد بكُلّ قذارة ودناءة، توظيف الدّين لمصالِحهم النّجِسة، ولأنفُسهِم الضّعيفة، المُخلّخَلة، الخاوية على عروشها.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لنَنجوا معًا ممّا نحنُ فيه مِن التّديّن الظّاهري-
- :اللجنة الملكيّة، وتقبُّل الإختلاف في البلاد-
- النظام السوري وتشظّي الوحدة العربية
- -حول ملابسات الفهم الدّيني فيما يتعلَّق بحُريّة التعبير -
- صراع الثانوية العامة ما بين الشّعب و وزارة التربية
- البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..
- لقَد هزمَنا تظاهرنا بالقوّة
- تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!
- أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...
- القضية الفلسطينية واستغلالها من قبل البعض
- وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء
- انقطاع الأوكسجين وقتلَ الوطن قبلَ المواطن


المزيد.....




- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ازهر عبدالله طوالبه - -الفساد والإفساد الدّيني -