أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فراس حاتم - دروس من يوم الحرية في البرتغال















المزيد.....

دروس من يوم الحرية في البرتغال


فراس حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 7007 - 2021 / 9 / 2 - 11:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحرية ليست هي ملك لاي مجتمع و لا دولة بل هي هبة الله للانسان لانها اتحاد القلب و العقل و الروح من اجل تحرير النفس لهدف سامي يكون سبب في تغيير حياة انسان ما , مجتمع ما او دولة ما و تجربة الحرية موجودة في كل مكان و بصور مختلفة و منها دول و المثال عليها هو البرتغال التي انتصرت بيد شعبها بعد انهاء حكم الديكتاتور سالازار الذي يعد اطول نظام استبدادي في اوربا مما جعل من البرتغال دولة متخلفة و نسب الفقر و البطالة فيها بالرغم من بقاء البرتغال بعيدة عن الحرب العالمية الثانية بسبب حيادها بين المحور و الحلفاء و لاحقا الحياد بين معسكرين الحرب الباردة و هنا كانت المعاناة بين ابناء الشعب على الرغم من امكانيات البرتغال الكبيرة التي تكاد ان تكون دولة من افضل الدول لكن حكم سالازار كان العائق في سبيل ذلك بسبب استبداد سالازار من خلال غياب الرؤية للوضع الاقتصادي السيء , الوضع الاجتماعي المتردي و المفارقة ان سالازار من عام 1932 الى عام 1974 رئيسا للوزراء بعد اقراره دستورا يجعله حاكما ابديا للبرتغال بعد وصوله الى السلطة عام 1932 بالرغم من انه كان استاذ في جامعة موميرا في علم الاقتصاد و خبير في الشؤون المالية تم عرض عليه ان يكون وزيرا للمالية لكنه رفض بسبب ان ليس لديه سلطات في حل الشؤون المالية للبرتغال التي تدهور فيها الاقتصاد لاحقا عقب تسلمه السلطة و مع مرور الوقت بدا اوربا فيها الحرب العالمية الثانية التي كانت فيها البرتغال اخذت جانب الحياد التي لم توقف فيها التجارة مع المانيا و ذات الوقت حافظت على علاقة ممتازة مع المملكة المتحدة اثناء الحرب من خلال تواجد عسكري في جزر الازور البرتغالية و بعد الحرب حافظت على العلاقة الجيدة بين طرفي الحرب الباردة لكن البرتغال كانت دولة قمعية في اوربا و سلطتها و استبدادها كان يطول كل ابناء الشعب من خلال خنق الحريات , غلق الصحف و اعتقالات في صفوف ابناء الشعب حتى عام 1962 عندما بنى جسرا سالازار و افتتحه عام 1966 و سماه باسمه هنا بدا التذمر بين كل ابناء الشعب على هذا الحدث لان الشعب بينما يعاني من الفقر و سالازار غير معني بالشعب و الدولة بل يتمادى في تغوله بالسلطة و الاستبداد الى ان بدا التمرد العسكري عام 1973 عندما طالب الجيش عبر الاذاعة و التلفزيون ببقاء المواطنين في المنازل حتى تعود الاوضاع الى طبيعتها في البلاد لكن الشعب لم يستجب بل اعلن انطلاق ثورة القرنفل بعد خروجه للشارع من اجل رفع المطالب الشعبية بانهاء اطول حكم استبدادي في اوروبا الغربية بتفكيك الامبراطورية البرتغالية و صياغة دستور جديد للبلاد ترافقه اطلاق سراح السجناء السياسيين و المدنيين في السجون البرتغالية كافة و اطلاق الحريات العامة في البلاد لينتج عنها ثورة عارمة اجتاحت البلاد من اجل جمهورية جديدة هي جمهورية البرتغال التي يعتبر فيها الشعب البرتغالي يوم الحرية (25 أبريل) هو يوم وطني، مع الاحتفالات والعفوية التي ترعاها الدولة للحريات المدنية والسياسية التي تحققت بعد الثورة. وهو إحياء لذكرى انقلاب 25 أبريل 1974، حيث جرت ولأول مرة بعد ثورة انتخابات حرة في البرتغال في العام التالي الذي اعقب الثورة البرتغالية و ليس هذا فقط بل بدأ بناء جسر 25 أبريل في 5 نوفمبر من عام 1962، وافتُتح في 6 أغسطس من عام 1966 باسم جسر سالازار، الذي سمي على اسم زعيم إستادو نوفو أنطونيو دي أوليفيرا سالازار. بعد فترة وجيزة من ثورة القرنفل تم تغيير اسم الجسر الذي بناه الديكتاتور سالازار إلى جسر 25 أبريل لإحياء ذكرى الثورة.و الي يومنا هذا و الشعب البرتغالي ازال الى الابد علامة «سالازار» النحاسية الكبيرة من العمود الرئيسي للجسر ورسموا لوحة ثورة القرنفل في يوم الحرية 25 أبريل في مكانها. أُعيدت تسمية العديد من الشوارع والساحات البرتغالية باسم ثورة 25 أبريل حتى اختار دار صك النقود البرتغالية الذكرى الأربعين لثورة القرنفل لطرح نقش تذكاري للعملة من قيمة 2 يورو لعام 2014 لتكون منارة الثورات في اوروبا و العالم اجمع .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن ان يكون تغيير حقيقي في العراق على غرار البرتغال من خلال ثورة القرنفل و يوم الحرية فيها ؟ نعم يمكن عندما يكون هناك مشروع بناء دولة هدفه الانسان من خلال تنظيم انتخابات حرة باشراف دولي حسب القرار الدولي الاخير حول العراق رقم 2576 الصادر في 27 مايو 2021 الذي ينص من محوره على مراجعة الدستور و احترام الحريات , المساعدات الانسانية للمدنيين و اصلاح اجهزة القضاء و الجيش و الشرطة و الاقتصاد اي بمعنى اخر على اساس هذا القرار يجب بناء خارطة طريق لبناء دولة جديدة في العراق تقوم على العدل و المساواة و احترام القانون حيث يكون المواطنيين فيها متساوون في الحقوق و الواجبات فلا فرق بين احد اخر سوى المواطنة الصالحة هي المقياس الامثل لانفاذ القانون و توفير العيش الكريم للانسان و رعاية حقوق الانسان و لاسيما في ظروف الجائحة كوفيد 19 التي يصعب فيها المواطنين الحصول على الرعاية الصحية اللازمة و الحصول على اللقاح اللازم غير عن ظروف التلوث البيئي و الصحي التي يعاني منها القطاع الصحي في العراق من اجل حق الانسان في ان يعيش في كرامة على ارض وطنه لان الكرامة هي عدل و تعليم و علاج . فالعدل هو بناء نظام قضائي قادر على محاكمة الفاسدين و مجرمين الحرب و ملاحقتهم و رد اعتبار اسر الشهداء و المغييبن و هناك كثير من الفقرات في القرار الدولي التي يجب التوقف عندها لكن هنا يجب ان نتوقف و نسأل انفسنا ما الحل ؟ الحل هو ان تبدا الحوار من اجل جمهورية جديدة وفقا لحوار بين كل شرائح الشعب يكون اساس مخرجاته مكتوبة بيد كفاءات العراق و ابناءه و بناته المبدعين بالاضافه الى مثقفيه ووجهائه من كل الاطياف بالاضافة للقرارات الدولية الاخيرة التي كانت سندا و انصافا للشعب العراق و العراق من جانب الامم المتحدة التي العراق عضو مؤسس لها لذلك الوقت حان ان يبدا العراق باعادة كتابة تاريخه على اساس العبرة و الاستخلاص منها و المصالحة مع النفس من اجل مستقبل افضل على غرار جمهورية البرتغال التي اصبحت من الامم المتقدمة و سلكت مسارها المختلف الذي جعل الانسان فيها هدفا و غاية لها من خلال ترسيخ روح المواطنة الصالحة فيه و جعل احترام القانون هو القاسم المشترك لبناء الدولة و الانسان فكما هناك يوم للحرية في البرتغال سيكون يو للحرية في العراق و كما زهور القرنفل فرشت في طريق الحرية للبرتغال هناك ايضا ستفرش سعف النخيل طريق الحرية في العراق لا مكان فيها لحكم مستبد اساسه المجرمين و الفاسدين بل سيكون فيها الكفاءات الوطنية العراقية هي التي تقود المجتمع في بناء الدولة و الانسان من خلال محاكاة العالم المتقدم بلغة انسانية اساسها التعاون المشترك و المصالح العليا من اجل الازدهار و الاستقرار في العراق و المنطقة و العالم من اجل مواكبة العصر الذي علينا اللحاق لتعويض ما فات العراق من تقدم التي تحتاج منا وقفة مع النفس لنرى كيف نكون لو وضعنا العراق في سكة التغيير بدلا من الخروج عن السكة و تجنيب البلاد مزيد من الكوارث و الازمات التي البلاد لا غنى منها بل الوقوف مع النفس و البدء بمسيرة تغيير و اصلاح جذري في البلاد حتى يكون البلد النموذج في المنطقة و العالم حينها سنقول يوم الحرية اتى و حان فرش سعف النخيل احتفالا بالحرية و غير هذا سيكون الامر مجرد وهم و حلم في ليلة صيف .
تحياتي



#فراس_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بريطانيا العظمى قصة حب بين الملكة و الشعب
- شكرا دكتور وليد الخيال
- زيارة البابا فرنسيس روحية ام سياسية؟
- و ينتصر القانون في اسبانيا مرة اخرى
- البرازيل بطلة كاس العالم في مكافحة الفساد
- ماذا بعد يا سيادة الرئيس ؟!
- تجربة هولندا في توقيع ميثاق مملكة الاراضي المنخفضة
- ليلة في الزنزانة
- ويبقى عميد الادب العربي صرحا شامخأ في التاريخ
- خطوة كوسوفو الشجاعة
- زها حديد ذكرى ميلاد لا يمحوها الزمن
- ذكرى الدكتور محمد فاضل الجمالي في يوم تاسيس الامم المتحدة
- التنمية في العراق حلم ام واقع؟
- ماذا علمنا جدار برلين ؟
- سنغافورة التي بكت كثيرا و ضحكت اخيرا
- الاخلاق سر نجاح العمل الدبلوماسي
- سلاما من بغداد الى بيروت
- في ذكرى ميلاد شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري
- في ذكرى ابو السلام العالمي نيلسون مانديلا
- الانتقال الديمقراطي في اسبانيا


المزيد.....




- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فراس حاتم - دروس من يوم الحرية في البرتغال