شكرا دكتور وليد الخيال

فراس حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 26 - 12:05
المحور: الطب , والعلوم
    

ودعت الاسرة الطبية امس في العراق و العالم العربي قامة طبية و علمية كبيرة هي الدكتور وليد الخيال الذي كان اول جراح كلى متخصص في الشرق الاوسط و مؤسس اول مركز زراعة الكلى في بغداد على مستوى الشرق الاوسط و مصنف عالميا و من بين اشهر من اجرى لهم عملية جراحية هو الفنان الكبير و العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ عام 1959و الجراحة كانت عبارة عن عملية ربط اوردة المريء عند بداية المعدة، بسبب النزف المتكرر الذي عانى منه الفنان جراء تشمع الكبد لكن السؤال الذي يكمن هنا عن قصة نجاح الجراح العظيم الدكتور وليد الخيال و كيف استطاع ان يخطو في عتبات هذا النجاح ليكون الجراح الاول على مستوى زراعة الكلى ؟ الجواب هو كانت الدكتور وليد الخيال في سنة 1931، في الاعظمية ببغداد وكان أبوه ضابطا في الجيش العراقي، في صنف الخيالة ومن هنا جاء لقبه هذا، وكانت أمه ربة بيت، وكان أبوها عبد الجبار محمود والياً على الموصل ثم تخرج في ثانوية الاعظمية ليدرس في الكلية الطبية وعلى نفقة وزارة الدفاع، وتخرج من الكلية الطبية ومنح رتبة نقيب وليكون قريباً من الملك الشاب فيصل الثاني، الذي أعجب بعمله ونسبه الى الحرس الملكي و بعد ذلك
رشح سنة 1957 مع مجموعة من الاطباء للايفاد خارج العراق لغرض التخصص، والتحق بكلية الجراحين البريطانية في لندن، وحصل سنة 1959 على لقب زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية ويرمز اليه اختصاراً بـ(F.R.C.S) و اثناء ذلك عمل في عدة مستشفيات بريطانية بدرجة مقيم أقدم ونال اعجاب زملائه واساتذته، حتى عاد الى وطنه العراق ليخدم بلاده و مجتمعه خريف عام 1960، ليعين طبيباً اختصاصياً في الجراحة بمستشفى الرشيد العسكري حيث أجرى أول عملية زرع كلية لمرضى الفشل الكلوي عام 1973 في مستشفى الرشيد العسكري والتي سجلت نجاحاً كبيراً، و استمر هذا الطبيب المبدع في رسم خطوات نجاحه في عمليات زرع الكلى حتى افتتح مستشفى الخيال في شارع المغرب في بغداد عام 1967 في عهد الرئيس العراقي الأسبق عبد الرحمن عارف، و كان اول مركز في المنطقة العربية يقدم الخدمات للمرضى العراقيين والعرب في عمليات زرع الكلى والذي تم الإعتراف به كمركز عالمي لزرع الكلى من قبل جامعة هايدلبرغ الألمانية عام 1985 للمرضى العراقيين والعرب والذي تجاوز أربعة آلاف عملية جراحية في مجال زرع الكلى الامر الذي جعل للعراق حضورا مميزا في هذا المضمار من خلال كونه جراحاً متميزاً، و له خبرة واسعة في مجال جراحة الكلى حيث حصل على التدريب في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وحضور المئات من المؤتمرات العالمية التي مثل العراق فيها على الرغم من عمله في مستشفى الخيال لكنه من خلال المؤتمرات و التدريبات كان سباقا في الحصول على اخر الابتكارات التي وصل اليها العلم في الاجهزة و التجيهزات في مجال زراعة الكلى من اجل مواكبة العصر الذي كان ذات الامر جعل من الدكتور وليد الخيال من افضل اختصاصي جراحة الكلى والمسالك البولية وزميل كلية الجراحين الملكية البريطانية، مدير مستشفى الخيال، وله دور في خدمته العسكرية كطبيب ووصوله إلى رتبة لواء طبيب مديراً للخدمات الطبية في الجيش العراقي ليكون مثالا يحتذى به بين الابداع و الانسانية التي كانت تصب في خدمة المجتمع و له مقولة شهيرة يقول فيها اني مستعد ان اجري جراحة و انا معصوب العينين و هذا يعكس مدى خبرة الدكتور وليد الخيال العلمية و العملية التي فقدناه في 25 اذار 2021 بعد خدمة 50 عاما في مجال زراعة الكلى في الوقت الذي يعاني القطاع الصحي في العراق اسوء ظروفه و لاسيما مرضى الكلى الذي يفتقدون الرعاية و العناية بهم غيرا عن فقدان اجهزة العلاج الخاصة بهم و منها اجهزة امراض غسيل الكلى و غيرها فضلا عن تكاليف العلاج الباهظة لقطاع كبير من المواطنين التي كانت مستشفى الخيال مفتوحة لكل المواطنين و كان بمثابة الاب و الطبيب و الانسان للجميع و تمنياتي بالشفاء العاجل لمرضى الكلى في العراق و العالم العربي و العالم اجمع و شكرا للاب و الانسان الدكتور وليد الخيال لن ننساك و لن ينساك العراق و ينسى انجازاتك على المستوى الطب في مجال زراعة الكلى نعم فقدانك حزن لنا انت و جميع الكفاءات العلمية و الفنية لكن مازال هناك امل في مستقبل يكون نهج و اسلوب الدكتور وليد الخيال هدية للاجيال القادمة من اجل خدمة صحية افضل لكل المواطنين في العراق و خارجه و شكرا لك دكتور وليد الخيال فلن ننساك انت و كل المبدعين فانتم فخرنا و خالدين دوما في ضمائرنا شكرا لكم يامن وضعتم لنا بصمة علمية في التاريخ الذي لن ينسى انجازاتكم ما دمنا احياءا و لك الشكر على مدى الاجيال يا دكتور وليد الخيال .
تحياتي

#فراس_حاتم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل