أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس حاتم - ذكرى الدكتور محمد فاضل الجمالي في يوم تاسيس الامم المتحدة















المزيد.....

ذكرى الدكتور محمد فاضل الجمالي في يوم تاسيس الامم المتحدة


فراس حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6713 - 2020 / 10 / 24 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الامم لا تبنى الا بسواعد ابنائها و خصوصا ابنائها المتميزين في مختلف المجالات و ليس هذا فقط بل يكونون هم اباء مؤسسين لنظرائهم في مختلف دول العالم و في يوم تاسيس الامم المتحدة لا ننسى تذكار اب من ابائها المؤسسين هو رئيس وزراء العراق السابق الدكتور محمد فاضل الجمالي الذي كان احد الموقعين على الميثاق التاسيسي للامم المتحدة في مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945 الذي قاد الى الى اعلان هيئة الامم المتحدة في 24 اكتوبر 1945 في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الامريكية لتكون الهيئة البديلة عن عصبة الامم التي من واجباتها الحفاظ على الامن و السلم الدوليين بعد حربين عالميتين مدمرتين ازهقت ملايين الارواح و شردت الملايين منها بالاضافة للدمار الذي حل بها كان لابد من بداية مشروع تعايش جديد بين الدول يضمن لها الامن و السلام وفقا لمؤتمرات يلطا و السويس بالاضافة الى مواثيق لاهاي و بوتسدام التي نتج عنها احقاق العدالة بمجرمين الحرب ليبدا بعدها تطبيق مشروع مارشال لاعادة اعمار الدول التي تضررت من الحرب العالمية الثانية من جهة و صعود الدول الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن(الولايات المتحدة الامريكية , المملكة المتحدة , فرنسا , الاتحاد السوفيتي و الصين ) التي كانت في تشاور مستمر اثناء الحرب العالمية الثانية عن وضع ترتيبات العالم ما بعد الحرب من خلال عدة مؤتمرات و منها دومبارتون اوكس الذي كانت اول مخرجاته هو القيام بتاسيس هيئة دولية بديلة لعصبة الامم للحفاظ على الام و السلم الدوليين و منع النزاعات ليتم صياغة ميثاق عالمي يمنع حدوث كوارث عالمية اخرى و من بين تلك الدول كان العراق التي دعي لها للمشاركة في صياغة ميثاق التاسيس التي كانت شارك في بدايات الاجتماعات رئيس الوزراء الاسبق ارشد العمري ثم خول مدير الخارجية الدكتور محمد فاضل الجمالي للتوقيع على ميثاق الامم المتحدة لكن السؤال الاكبر لماذا الدكتور فاضل الجمالي هو من وقع الاتفاقية نيابة عن الحكومة العراقية ؟
الدكتور محمد فاضل الجمالي لم يكن شخصية عادية بل شخصية اكاديمية سياسية بامتياز لكونه اول شخصية عراقية تنال الدكتوراه في الفلسفة من جامعة هارفارد سنة 1934 عن اطروحته التي سماها (العراق الجديد ) ثم قبل ذلك كله نال البكالوريوس في فنون التربية من جامعة كولومبيا العريقة عام 1930 فكل هذه المؤهلات الاكاديمية كانت اسبابا لاختيار الدكتور محمد فاضل الجمالي في توقيع ميثاق الامم المتحدة .و من ناحية اخرى الدكتور محمد فاضل الجمالي ليست فقط شخصية اكاديمية بل شخصية سياسية محنكة بالرغم من كونه من الدماء الجديدة او جيل الشباب انذاك و هذا ما عكس طموح الشباب و العزم على التغيير و ادخال الافكار الجديدة و مواكبة العصر حين ما تولى رئاسة الوزراء من عام 1953 الى 1954 قبل ان يكون فيها رئيسا لمجلس النواب عام 1952 ثم رئيسا لمجلس الاعيان الذي كان عضو في الاتحاد العربي مع المملكة الاردنية الهاشمية من تشرين 1957 الى الانقلاب الدموي عام 1958 و في اثناء كل هذه المناصب التي تسلمها كان له بصمة انجاز في اكثر من صعيد سواء على المستوى المحلي , العربي و الدولي .
لكن الفضول الذي يدفعني للسؤال عن عبقرية و كفاءة هذه الشخصية الفذه في عمل انجازات كبرى في بناء الدولة العراقية الذي كان يعد من الجيل الثاني او الثالث من تاسيس الدولة العراقية في غضون سنوات قليلة من عمره المهني و الاكاديمي ؟ ليس هذا فقط يعكس شخصية الدكتور محمد فاضل الجمالي بل يعكس ما كان للعراق من دور محوري و رئيسي في المنطقة في تلك الفترة الحرجة و العصيبة من جهة و ما كان للعراق من كفاءات و خبرات عظيمة في مختلف المجالات التي جعلت الدولة العراقية تحقق طفرات نمو ملحوظة ادت الى تاسيس مجلس الاعمار العراقي و قبلها ايضا المشاركة الفعالة كدولة مانحة في مؤتمر مارشال لاعادة الاعمار بعد الحرب العالمية الثانية و حتى بعد الانقلاب الدموي القي القبض عليه و حكم بالاعدام لكن تم استبداله بالمؤبد بعد مناشدات من دول عربية و اجنبية بوقف التدخل الى ان تم اطلاق سراحه في في 14 تموز 1961 ثم غادرها الى سويسرا ليطلب اللجوء السياسي بعدها يغادرها الى تونس مع زوجته الكندية الاصل التي استدعاه الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وتكريمه بالجنسية التونسية التي هي ردا للجميل الذي قام به الدكتور محمد فاضل الجمالي بادخال بورقيبة لقاعة الامم المتحدة ضمن الوفد العراقي ليلقي كلمة تونس الحرة و بعد الاجتماع قال له الرئيس بورقيبة : تونس و شعبها لن ينسوا لك هذا الجميل في الاستقلال ليعمل فيها لاحقا استاذ للفلسفة في جامعة تونس ثم شارك في ميثاق مؤتمر العالم الاسلامي عام 1965 في مكة المكرمة كونه من اسرة دينية عريقة و عين فيها رئيسا للجنة الثقافية انذاك من جهة و ايضا لخبرته المهنية و الاكاديمية العريقة التي ظل وفيا لها حتى توفي عام 1997 في تونس التي عاش بها تاركا وراءه ارثا من الكتب التي توثق خبرته و حنكته السياسية العريقة التي خلدت ذكراه و تركت له بصمة كبيرة في التاريخ المعاصر .
هكذا شخصية فذة كان من المفترض ان يكون لها صرحا على ما قدمته من انجازات للمجتمع و الدولة العراقية على الاقل ان تسمى كلية العلوم السياسية باسمه حتى و ان كنا نختلف بالنهج معه . لايمكن لهكذا شخصية ان يكون لها القدرة على العطاء و الانجاز في زمن قصير الا بهذه الحنكة مثل الدكتور محمد فاضل الجمالي التي لم تبني فقط العراق بل ساهمت مع تونس ايضا و ساهمت في بناء الامم المتحدة بينما المفارقة الكبرى ان الطبقة الحاكمة الموجودة لم تبنى مستشفى واحد منذ عشرات السنين و تمدح نفسها بالقول عملنا انجازات عظيمة و هي في الحقيقة سرقات المال العام العراقي العظيمة بينما الدكتور محمد فاضل الجمالي في اقل من عشر سنوات ساهم في بناء الامم المتحدة بالاضافة لبلاده . و هنا نسال انفسنا ما نظرتنا للمستقبل لو كان الدكتور محمد فاضل الجمالي هو الذي يقود التغيير في العراق ؟ و في اي مرتبة من الدول سنكون لو تم اخذ دروس من نهجه ؟ لذلك نحن لا ننسى الدكتور محمد فاضل الجمالي في يوم تاسيس الامم المتحدة و لا ننسى تاريخه السياسي و الاكاديمي العريق على مدى الاجيال ليكون ذكرى و نبراسا للعراق و الانسانية التي لا تنساه في ذاكرتها الزاخرة لهكذا مدرسة سياسية عظيمة .
تحياتي



#فراس_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية في العراق حلم ام واقع؟
- ماذا علمنا جدار برلين ؟
- سنغافورة التي بكت كثيرا و ضحكت اخيرا
- الاخلاق سر نجاح العمل الدبلوماسي
- سلاما من بغداد الى بيروت
- في ذكرى ميلاد شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري
- في ذكرى ابو السلام العالمي نيلسون مانديلا
- الانتقال الديمقراطي في اسبانيا
- وداعا قيصر الكرة العراقية الكابتن احمد راضي
- مستقبل الهند في بناء مئة مدينة ذكية
- نظرة على الصناعة في العراق
- مالذي يجب ان نتعلمه من السودان في التغيير ؟
- قطاع الاتصالات في العراق الى اين ؟
- ميلاد سعيد نور الشريف
- علاج موريتانيا الحديدي مع الكورونا
- دمت عطاء و ابداع دكتور سعد الوتري
- دراسة معاصرة لاصلاحات محمد علي باشا في مصر .
- دراسة نقدية لفيلم ايوب
- في ذكرى ميلاد كوكب الشرق ام كلثوم
- يحيا العدل في باكستان


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس حاتم - ذكرى الدكتور محمد فاضل الجمالي في يوم تاسيس الامم المتحدة