أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية هناك في شيكاغو والحنين














المزيد.....

رواية هناك في شيكاغو والحنين


هدى عثمان أبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 7006 - 2021 / 9 / 1 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


هي الروح في الغربة تشتاق للأرض للأحبة لرغيف الزعتر، فتذوب حنينا لتتنفس روح الوطن، هي روح شاهدة على آهات الحنين، الصعوبات والتحديات التّي يواجهها المغترب، هي روح تعزف ألحان الأشواق، وتثير عاصفة روحها بالأسئلة حول حق وجود الفلسطيني في أرضه، وتلهث من غبار رياح خيانة الوطن. هي روح حالمة في أرض السّعادة، حيث الهروب إلى هناك، هناك في شيكاغو. حاولت الرّوائية المقدسية المغتربة في شيكاغو هناء عبيد، أن تصوّر من خلال قلمها الجميل حال المغتربين في شيكاغو من خلال شخصية نسرين الجامعية التّي تفقد والديها في فترة متقاربة، ولا توّفق في الاقتران بثائر الّذي أحبته؛ بسبب رفض والد نسرين للعريس لخيانة أبيه سعيد النّحاس للوطن، وهو السّر الذي أخفاه والد نسرين عن ابنته؛ لتكتشف الحقيقة في نهاية الرّواية.
جاء أُسلوب الروائية بلسان ضمير الأنا والسّرد الذاتي بلغة إنسيابية سهلة، وأحيانا كانت بعض الشّخصيات تسرد حكايتها بلسانها. استخدمت الحوار باللغة العامية وأحيانا بالفصحى، وصفت الأماكن والأحداث المهمة في أمريكا مثل تفجيرات في الحادي عشر من سبتمبر، كانت المدن حاضرة في الرّواية. القدس، عمان، وشيكاغو، أسهبت في تساؤلاتها، وطرحت رؤياها وأفكارها لما يجري على الصعيد السّياسي. أشارت إلى جهلنا في عدم محاولتنا لنهل المعلومات التّاريخيةللأماكن السّياحية، كما تطرقت إلى أهميّة نشر وتواجد الكتب في الغرب، التّي تساهم في تفسير العادات الشرقية أو صورة العربي وتاريخه، وبالتالي دحض الرّواية المغلوطة للكتب التّي تسيء لوجه العربي.
لم يكن اختيار مكان الرّواية وموضوع الإغتراب صدفة، إذ أنّ الرّوائية المقدسية مغتربة في شيكاغو، وقد عكست مهنتها كمهندسة على صيغة وصفها للمباني في أمريكا بصورة هندسية، من خلال نسرين بطلة الرّواية، كما أظهرت حبّها للهندسة رغم دراستها الفيزياء.
برزت شخصية نسرين الإنسانة الصبورة التّي تتحمل المعاناة، وتنير دربها بالأمل، كما أظهرت صورة المرأة العربية المتعاونة والمكافحة مع زوجها، ومن جهة أُخرى كشفت عن الظلم الّذي تجابهه المرأة من قبل زوجها سواء سوء أخلاقه أو زواجه من أُخرى بحجة الحصول على الجنسية.
رسمت صورة المرأة الشّرقية في الغرب التّي ما زالت تمارس الثرثرة في جلسات النساء للبوح بهمومهنّ.
برزت عاطفة الحنين للأهل والوطن في الرّواية، وأثارت الرّوائية هناء عبيد من خلال روايتها مفاهيم الغربة التّي تكسر روح المغترب، وتجرحه ببرد الوحدة، وكأنّها تصرخ بقلمها لتقول للقارئ لا تصدق أنّ الهروب إلى شيكاغو جنّة فقف وتأمل!
جاءت النهاية مفتوحة خلال عودة نسرين ووصولها إلى المطار، وتخيلها ثائر في استقبالها كحلم رفرف في مخيلتها من خلال عقلها الباطني الذي ما زال يحنّ إليه.
جاء عنصر التّشويق ضعيفا، إذ اعتمدت الرّوائية على عنصر الوصف والسّرد الذاتي الّذي أخذ شكل مشاهد لحكايا الاغتراب من قبل عدّة نساء عرببات وأجنبيات، سرد لم تكن الحبكة فيه تجعلك تدور حول متابعة حدث ما من بداية الرّواية حتى نهايتها بلهفة، إلاّ أنّ الدهشة في الرّواية جاءت في النهاية خلال كشف حقيقة سعيد النّحاس.
مبارك للرّوائية هناء عبيد ولادة مولودها البكر "هناك في شيكاغو" ونتمنى لها مزيدا من الإبداع.



#هدى_عثمان_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية مدينة الله- ومعاناة الفلسطينيين
- قصة -قراءة من وراء الزجاج-والعاطفة الجياشة
- رواية اليتيمة وظلم المرأة للمرأة
- مجموعة نورس يبحث عن الأحباب والإنتصار للأرض
- عشق القدس في رواية-النهر لن بفصلني عنك-
- رواية المطلقة وتعدّد الأصوات
- على ضفاف الأيام والبوح الجميل
- وجه آخر رواية بوليسية متسارعة
- قصة -ميسا- والنظافة
- رحلة القمر وتحليق الروح
- رواية الخاصرة الرخوة والمرأة
- قصة البطة المستاءة والحفاظ على البيئة
- قصّة الأرجوحة والتعريف بالوطن الكبير
- من بين الصخور سيرة الأديب السلحوت
- الحائط لشهيرة أبو الكرم رواية اجتماعية
- إكرام علان تبوح بنصائح للنساء
- ديوان ما يشبه الرثاء وأنين القصائد
- رواية -تايه-تفتقر للحوار
- قصة المفتاح العجيب والأحلام
- أكاليل الغار وفنّ القصّ


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية هناك في شيكاغو والحنين