أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية اليتيمة وظلم المرأة للمرأة














المزيد.....

رواية اليتيمة وظلم المرأة للمرأة


هدى عثمان أبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 6972 - 2021 / 7 / 28 - 01:11
المحور: الادب والفن
    


هدى عثمان أبو غوش:
في روايته الاجتماعية"اليتيمة" التّي تدور أحداثها في مدينة القدس ودولة الكويت، ينقل الروائي جميل السّلحوت حالة الصمت والظلم والقهر من قبل المجتمع تجاه المرأة، ويصوّر مشاركة النساء في عدم انصاف المرأة؛ لتتحقق المقولة"المرأة عدوة المرأة".
فعبير تتعرض للخديعة من قبل زوجة أخيها عزيز حين تقنعها بزواجها من مهيب، مع العلم بمعرفتها المسبقة بحالة مهيب العصبية. وكذلك حماة عبير التّي تخفي حالة ابنها الذي يتعاطى الأدوية المهدئة للأعصاب ومعالجة فقدان فحولته،أُمّ عبير تحاول اسكات ابنتها خوفا من ثرثرة المجتمع، وعبير تلتزم الصمت ولا تواجه زوجها بخديعته لها أو حتّى زوجة أخيها؛ كي لا تكون حديث النّاس، ولذا كانت تمطر دموعها وحيدة في غربتها وتحمل وجعها ملتحفة بالصبر ومحاولة تحسين علاقتها وثباتها مع زوجها والتغاضي عن تصرفاته لكن دون جدوى.
يوجه الرّوائي نقده من خلال شخصيات الرّوايّة سواء الرّئيسية أو الثانويّة إلى "الكيف لا الكم "حيث يبرز مدى اهتمام المجتمع بالكم وليس الكيف، فالمظهر الخارجي يحوز على إعجابهم دون النظر إلى ماهية تفكير الشخص وسلوكه، وبالتالي الضرر الّذي يترتب على الفرد بسبب عدم التأني والإنبهار بالجمال الخارجي والمّادة. إنّ المتابع لروايات وقصص الأطفال عند السّلحوت، يجد القدس حاضرة في معظم أعماله، مع تصويره لزنا المحتل للأرض والبيت، فالقدس في رواية "اليتيمة"نراها من خلال قرية سلوان التّي هي اليوم محور أحداث السّاعة حيث تتعرض البيوت للتسريب والتهويد.
نجح الرّوائي السّلحوت في تصوير حالة مهيب المضطربة نفسيا والتّي تعاني من الضعف الجنسي، فقد صوّر حالته العصبية من خلال الحوار الّذي كان يدور بينه وبين عبير في رغبته بوجوده وحيدا، والنفور من العلاقات الإجتماعيّة وتصوير حالة التّعب الّذي يلازمه، وفي معاتبته ولومه لنفسه لإقترافه ذنب الزواج الّذي يزعجه ويفضح عجزه، كما صوّر لنا حالته الجنسية من خلال زوجته عبير التي كانت تحاول وتبادر إثارة زوجها بكلّ الطرق لكن لا حياة لمن تنادي.
كانت الأمثال حاشدة ومزدحمة في الرّوايّة بشكل مبالغ، وقد اعتاد القارئ على أسلوبه المفعم بالأمثال في أعماله، وقد ساهمت الأمثال في تفسير أحاسيس الشخصيات، خاصّة شخصية عبير، وترجمة العلاقة بين الشخصيات، وتصوير الحالة النفسية والتّوتر والحزن والتّعبير عن القيّم الإجتماعيّة.
جاء أُسلوب الروائي بلغة بسيطة بعيدا عن الأسلوب البلاغي التعبيري. ومن الملاحظ أنّ الرّوائي انتهج في روايته هذه، نفس الأُسلوب في روايته السّابقة "الخاصرة الرّخوة"من حيث اختياره للضحية والتنقل بين المكان.
ففي "الخاصرة الرّخوة"اختار المرأة المتعلمة التي تقع ضحية الرجل وانتقالها من القدس للسعودية، بالمقابل هناعبير متعلمة ذكية ضحية الرّجل انتقلت من القدس للكويت، وحملت المعاناة.
وأخيرا فإن العنوان "اليتيمة"هو المعنى المجازي لمفاهيم المجتمع الذكورية، أي أنّ عبير من أيتام المجتمع الذي لم يكن حنونا ومساندا لها.



#هدى_عثمان_أبو_غوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة نورس يبحث عن الأحباب والإنتصار للأرض
- عشق القدس في رواية-النهر لن بفصلني عنك-
- رواية المطلقة وتعدّد الأصوات
- على ضفاف الأيام والبوح الجميل
- وجه آخر رواية بوليسية متسارعة
- قصة -ميسا- والنظافة
- رحلة القمر وتحليق الروح
- رواية الخاصرة الرخوة والمرأة
- قصة البطة المستاءة والحفاظ على البيئة
- قصّة الأرجوحة والتعريف بالوطن الكبير
- من بين الصخور سيرة الأديب السلحوت
- الحائط لشهيرة أبو الكرم رواية اجتماعية
- إكرام علان تبوح بنصائح للنساء
- ديوان ما يشبه الرثاء وأنين القصائد
- رواية -تايه-تفتقر للحوار
- قصة المفتاح العجيب والأحلام
- أكاليل الغار وفنّ القصّ
- رواية عند بوابة السماء والقدس في ذاكرة الشعوب
- قصة الأطفال -دقدوق- والنهايات السعيدة
- رواية ليت والخلل في الحوار


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية اليتيمة وظلم المرأة للمرأة