أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - المناضل الكبير كاظم حبيب . . وداعاً !















المزيد.....

المناضل الكبير كاظم حبيب . . وداعاً !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 7005 - 2021 / 8 / 31 - 00:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فقدت البلاد بوفاة البروفيسور كاظم حبيب احد قاماتها النضالية و الشيوعية و السياسية، و الحديث عن شخصه الكريم طويل و متنوع، متمنياً ان يكون حديثي عنه منصفاً . .
كان اسمه يتداول بكثرة و ببهجة بين اوساط الطلبة منذ اواخر الستينات، و خاصة بين طلبة الجامعة المستنصرية المسائية التي كان يدرّس فيها، حيث لم يكن هناك قسم صباحي بعد . . وكانوا اضافة الى اتخاذه كمرجع هام في العلوم الإقتصادية، اتخذه كثير من الطلبة و الشباب كقدوة في النشاط الإجتماعي ثم الديمقراطي و الجماهيري . . سواء بالجديد الفكري الذي كان يطرحه، او بتدريسه للمواد الجافة بأسلوبه الشيّق، و بالتالي بمظهره الأنيق . .
اضافة الى تأثير مقالاته الصادرة في " الثقافة الجديدة " ، المجلة الفكرية و الثقافية الدورية الصادرة عن الحزب الشيوعي العراقي و المستمرة بالصدور الى يومنا هذا . . المقالات التي اتسمت بالروح الجديدة و العملية و جمعت الإقتصاد بالسياسة بالمجتمع اضافة الى تحديدها الآفاق الممكنة والمتوقعة، و عكست اسلوباً منهجياً في التناول، اضافة الى خلاصات كانت تنير الكثير من المجاهيل . .
وكان يتداول اسمه بين اوساط الكوادر الطلابية اليسارية، باعتباره احد المشرفين على منظمات اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، و على عدة خطوط طلابية للحزب الشيوعي العراقي، في تلك السنوات . . تاركاً تأثيراً محاكياً لتأثير شخصية الأستاذ الجامعي الديمقراطي اليساري في فلم زد (Z) (1)، الذي دار الفلم حول نضاله .
التقيت بالدكتور حبيب اواخر عام 1971 ، عند حضوري للمرة الأولى اجتماع لجنة توجيه النشاط الديمقراطي المركزية (لتندم) كعضو فيها عن الطلبة، التي كانت باشراف المكتب السياسي، و كانت اللجنة تتكون آنذاك من د. كاظم حبيب و ماجد عبد الرضا، و المناضلة بشرى برتو ، د. عبد العزيز وطبان ، ابراهيم اليتيم . . اضافة الى ضيوف من هيئات مركزية متنوعة وفق النشاطات و طبيعة الظروف .
حيث كانت اللجنة تدير العمل الجماهيري في مجالات الطلاب و الشباب و النساء، المعلمين ، العاملين و النشطاء الديمقراطيين في النقابات المهنية و مجلس السلم، المعلمين الديمقراطيين، و تميزت اللجنة بحيوية و شمولية اجتماعاتها، و كان ذكر عضوها الشهيد احمد الخضري يتردد في كل تناول لنشاطات المعلمين الديمقراطيين، الذي اغتيل في آذار 1970 .
و بعكس ما اظهره لي حينها مظهر " ابو سامر "(2) الأنيق، و تركني احسبه للوهلة الأولى من (الأفندية او مناضلي الصالونات) وفق الوعي و تقييمات و تعابير ثوريينا في تلك المرحلة، خاصة وانه متزوج من اوروبية المانية . . الاّ انه كان مناضلاً ميدانياً بارزاً، يحاول سبر الحقيقة في مسار الأحداث الواقعية، ساعياً للمبادرة في تكوين رأيه.
و بعد ان ازدادت النشاطات الجماهيرية و توسعت و تنوعت رغم ضربات الدكتاتورية . . تفرقنا كل في مجال. حتى سمعنا بخبر اعتقاله و تضييع اخباره من قبل اجهزة الدكتاتورية اثر التقرير الإقتصادي و خلاصاته الذي ادان سياسة الدكتاتوية و زيفها الذي كان مسؤولاً عن اعداده، و الذي نشر ضمن تقرير اجتماع ل . م للحزب الشيوعي في ربيع 1978 في ظروف تهيؤ الدكتاتورية لمباشرة اشرس هجمة على الحزب الشيوعي و كل القوى اليسارية و الديمقراطية و الفاعلة في المجتمع التي حذّر الكثيرون منها
لتمر الأحداث و تتوالى السنوات سريعاً ، ونلتقي في ظروف البيشمركةالأنصار في كوردستان، في النضال من اجل اسقاط الدكتاتورية، حيث جمعتنا مناقشات متنوعة في مواقع متعددة . . من مدرسة الكادر المركزية في بشت آشان (3) التي كان مسؤولها آنذاك، حيث القيتُ فيها عدداً من المحاضرات تلبية لدعوته لي حينما كنت ماراً بها، في طريقي للنزول بمفرزة الى منطقة سهل اربيل عام 1982 ـ . . الى الإجتماعات الموسعة، ثم احاديثنا الفكرية في موقع خواكورك التي كان يطرح فيها ملامح التفكير الجديد و ملامح التغييرات العاصفة التي بدأ يشهدها العالم و كنا مقطوعين عنها، و ذلك اثر قدومه الأخير من الخارج، صيف 1988 . . حين اثارت طروحاته الكثير من النقاشات، في ظرف بدى فيه طرحه بنظر قسم مخلاً باعراف حزبية لكونه كان عضو مكتب سياسي للحزب، وقتذاك .
و تمرّ الأحداث بعدئذ بشكل عاصف لايمكن وصفه بسطور . .
ففيما كان سقوط جدار برلين مدوياً . . فإن الإنتهاء المؤسف لدولة الإتحاد السوفيتي و تمزّقها بدل اعادة بنائها، الذي وجّه ضربة هائلة لحملة و مناضلي الفكر الإشتراكي، و للداعين للتنوير في عالمنا الشرق اوسطي، من جهة . . ومن جهة اخرى فإن الضربات المتلاحقة للدكتاتورية التي تزامنت معها في حينها على الشعب العراقي و احزابه و قواه المعارضة، من حلبجة و الأنفال و غيرها و تتالي الحروب ثم الحصار الجائر . .
التي تسببت بمجموعها و تفاعلها باضطراب الأحزاب الوطنية العراقية المعارضة و تبعثر قادتها و كوادرها و اعضائها، وادت الى حالة ضياع و اعادة اصطفاف واسعة، شهدتها كل الساحات التي عاشت على ارضها المعارضة العراقية آنذاك . .
في تلك الظروف و الضياع، استطاع " ابو سامر " و بعد صعقة المفاجئات الأولى . . ان يواصل النشاط و العمل في مجالات لم يطرقها اليسار العراقي في السابق، رغم اجواء الشماته التي كان يواجهها الفكر الإشتراكي و اليساري و وجوهه، و استطاع و بالتعاون مع ديمقراطيين و يساريين و مستقلين عراقيين و عرب ان ينشئ المعهد العربي ـ الألماني، ثم منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية في المانيا و منظمة حقوق الإنسان العراقية، التي لم يكن النشاط فيها سهلاً لتثبيت اسس ديمقراطية فاعلة . . محرّكاً بذلك وسط يساري ديمقراطي عراقي كبير، ليس في المانيا و حسب و انما في عدة دول اوربية، سواء بالتفاعل او بالتنسيق .
و فيما واصل نشاطه في منظمات نصرة كردستان و القضية الكوردية، و الدفاع عن الديانات و المذاهب في العراق . . فإنه واصل البحث و الكتابة في الشؤون العراقية و العربية و الشرق اوسطية في الصحف و المواقع و دور النشر العراقية و العربية التقدمية، ككتب و مقالات . . من منطلق تنويري تقدمي علمي داعي الى التحرر و التقدم، و نبذ الأفكار الطائفية و الغيبية، و الى الحقوق القومية العادلة للقوميات (الثانية عددياً) و للطوائف و الأقليات الدينية و العرقية، ومن اجل حقوق المرأة . .
لقد عاش المفكّر و المناضل اليساري العراقي المعروف د. كاظم حبيب مسيرة حافلة بالأحداث و بالنضال من اجل مستقبل اسعد للعراق بالوان طيفه، مسيرة عاني فيها ماعانى من سجن و تعذيب ، و رفض ما رفض من اغراءات متنوعة و حقق فيها ما حقق، وفق قناعاته و اجتهاده اللذين عاش منسجماً معهما، في زمان انتهى فيه دور المقياس الواحد للتقييم، و تخلخلت اطر و استمرت اخرى على اساس التجديد و التجديد، ايضاً و ايضاً . .
مسيرة نادى فيها بحرية الفكر و بحمايتها، و بحقوق الطبقات و الفئات الفقيرة و المحرومة ، و تكوّنت في معمعانها شخصيته و اسمه و بعد عقود من جهود في اعادة تأهيل نفسه وزيادة علمه وتعطشه للمزيد، جعلته يحمل التسامح شعاراً ، في مجتمعنا الذي تزايدت فيه العلاقات الإجتماعية تعقيداً و حدّة . .
و لابد من الإشارة الى اننا بتواصل نقاشاتنا المفيدة التي اختلفنا و اتفقنا فيها، الاّ انها كانت تزيد من المعارف و من انارة الطريق . . و وجدت فيه مرونة من يحمل المبادئ في الخضم الشائك، و معيناً باحثاً للأحداث المستجدة و ما ترافقها من افكار و رؤى جديدة في مسيرة الواقع العراقي الكثير التعقيد، يطرح مايفكّر به مخلصاً و بصوتٍ عالٍ و يتفاعل مع النقد و يستعد للمناقشة بما يحمل من قناعات متجددة . .
كان محافظاً على دفئه و حيويته و مبادرته بالتفقد و التشجيع و بالأستعداد للعطاء، و بخاصة لمن يجده جاداً و واعداً في مسعاه ، ناجحاً في الموالفة و فهم و ادامة التواصل بين النشاط الجماعي و الفردي، التي جعلت منه عامل تحريك و تشجيع و مواصلة دائم الحضور لكثير من الديمقراطيين و اليساريين . .
عرف د. حبيب الحياة و احبها، و ناضل و يناضل من اجل ان تكون اسعد . . و عاش زوجاً رقيقاً و اباً طيباً مع عائلته الصغيرة . . و كنت ممن شهدوا مرافقة زوجته السيدة "ارمتراود حبيب" ايّاه للحياة في العراق في ظروف ارهابية كانت حافلة بأنواع المفاجآت القاسية حين كانت أمّاً لطفلين، و حين كانت دؤوبة على تعلم العربية في قسم العربية المسائي للاجانب في كلية الاداب . . المرأة التي يشعر المرء انها و لابد بطيبتها و دفئها و اخلاصها لرفيق عمرها، شكّلت دعماً كبيراً ، شدّ من ازره في مسيرته و نضاله و صحّته التي كان يعاني منها.
المجد الخالد للداعية المفكر العراقي الدكتور كاظم حبيب و الصبر و السلوان لزوجته و ابنائه سامر و ياسمين . . و لكل رفاقه و محبيه و لكل الطيبين.

30 / 8 / 2021 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. اشتهر ذلك الفلم في العراق في اواخر الستينات، لتناوله سلسلة حكم العسكريين المطلق و انقلاباتهم العسكرية في مواجهة الحركة الشعبية الديمقراطية في اليونان، و تسبب بخروج تظاهرات من كل دار سينما عرض فيها، حتى عمدت السلطة العراقية حينه الى منع عرضه. والفلم من بطولة ايف مونتان و ايرين باباس . .
2. الكنية التي عرف بها، على اسم ابنه البكر المهندس " سامر " .
3. التي استفدنا من برنامجها و موادها بعد سنين، لمدرسة الكادر في قاطع اربيل، التي كنت مسؤولها عام 1984 .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افغانستان و تغيّر الستراتيجية الاميركية .2.
- افغانستان و تغيّر الستراتيجية الاميركية .1.
- التغيير: روح الدستور، مطالبات تشرين !
- من اجل بقاء العراق موحداً .3.
- من اجل بقاء العراق موحداً .2.
- من اجل بقاء العراق موحداً .1.
- الإنتخابات، مخاطر توحّد الفساد و الإرهابيين ! .2.
- الإنتخابات، مخاطر توحّد الفساد و الإرهابيين ! 1
- عندما يكذب الحكام !
- عندما يكون الفساد حاكماً !
- البابا يدعو لمطالب تشرين !
- في ذكرى 8 شباط الاسود .2.
- في ذكرى 8 شباط الاسود .1.
- لا نهوض دون الكهرباء! 2
- لا نهوض دون الكهرباء ـ1ـ
- العوامل التي فجّرت الانتفاضة صارت اقوى !
- هجوم على - تشرين- و على الحريات !
- الإفلاس و اموال المرجعيات !!
- تشرين : مسيرة الآلام و الآمال! .3.
- تشرين : مسيرة الآلام و الآمال! .2.


المزيد.....




- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...
- إسبانيا تمنع سفينة تحمل شحنة أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في أ ...
- مقتل 3 فلسطينيين بالضفة الغربية
- تونس تتحفظ على بعض النقاط في بيان -قمة البحرين- بخصوص القضية ...
- هزة أرضية تضرب ولاية البويرة الجزائرية
- الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة ...
- الأردن.. مقتل مهربين اثنين وإصابة آخرين خلال محاولتهم تهريب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - المناضل الكبير كاظم حبيب . . وداعاً !