أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - أناشيد الأناركية والمحو















المزيد.....

أناشيد الأناركية والمحو


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 7004 - 2021 / 8 / 30 - 19:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


*
أنا روح تجريبية
أجرب كل شيء عليّ.
أنا مشروع مطلقي
ومشروع لانهائية العالم.
*
إن الشيء الوحيد الذي جعلت نفسي لا تقاومه هي الفوضى،فتح الابواب جميعها مهما كان ماورائها يؤذيني وأنا أعرف ذلك.والفوضى القادرة على تغيير سير العالم لأن أي تحريك في شروط البداية يؤدي لجوهر جديد.لم أقاوم الفوضى ربما لاني فقدت كل شيء مسبقا فأردت البحث عن كل شيء وذلك لا يتم إلا بتحقيقها.لكنها مضنية جدا بهذه القدرات البسيطة لأي إنسان على تحمل حياة الالهه الميثولوجية ولا يمكن العودة بعد ما اكتشفته في داخلي لأنها أغنتني بالرفض لكل شيء وحجبت مفعول أي نظام في.الفوضى لا يمكن أن توجد مطلقة ولا النظام كذلك ،يظل في كل منهما نسبة في الآخر لكن الفرق في الفوضى الكبيرة أنها أكثر قدرة على الخلق،أكثر قدرة على إجبار المستحيل وتخصيبه على أن يمكن.
أصبحت من شخص فوضوي إلى شخص منتج للفوضى،وأعتقد أني أنتج الفوضى استجابة لشيء عميق داخلي وهو استطيقا الانتهاء،وذلك يظهر منذ طفولتي في التلذذ بحريق المناديل الاوراق،تكسير ما حولي بدون دافع إلا لدافع رؤيتها فقط وهي تجاهد ،هي نفسها تدفعني لافنائها أو لتغيير هويتها.
لا يوجد للفوضى لدي نهاية رغم أني أحلم بالتجاوز بها،تجاوز قدراتي للتخريب،لقدرة جديدة مطلقة للخلق.
*
أكتب ضد تكوين كل شيء
لأشظي المشكل المغرور
وأعمر طاقة الزوال.
عيني على ضفة بعيدة للمعنى
وعقلي النمرود على أصالة الشرق
متصوف رغم ذلك بلا قيد.
في الكتابة أفعل كل شيء حرمه العالم
أهرب الطفولة
الشطح المرجاني
القعور البشعة
وأبقى وحيدا حزينا بعد الكتابة
أجني اليباس والجدب
والموسيقى مرجعيتي الدلالية الجمالية الوحيدة.
أنتحر في مخيلتي كل لحظة
أحيا فيها وسط الناس
أتساقط بينهم كجسم كوني
لادلك ذواتهم بالرقة واللون.
*
وحدتي الصومعة الطائرة
حضارة شرقية قديمة
تمص انفجارات الحزانى اللونية
وتعتقها مع الخمر الردىء
لناسك يبتغي الولادة من جديد.
مليئة بالصلبان والقصائد المتشفعة للسكارى
وحدتي هي وحدتك
قنينتنا الأبدية حاوية الروح
وحوادث والميتافيزقيا والحب
من السهل أن تعرف الوحيد
فرسائله الرقيقة في عينه تلمع للمنبوذات حوله
و الرمادي الكثيف يطوف فيه
سيتحرك نحوك ليخبرك
كم عالما خياليا في راسك
وكم ترديت من أعلى المجاز
*
فعل الدمار لا يتعلق فقط بالتدمير المعروف،بل الدلالة له فيها خطاب لامنطوق في الخلق وفي المعرفة..فالخلق دمار لهوية شيء والمعرفة دمار لفراغ وحث على دمار.الارادة نفسها فعلها الاول فعل تدميري وهو اي فعل،يكسر خوض شيء أو كل شيء.
الخلق تدمير للنظام،وربما هذا الشره لدي لذلك،وربما هذا التوق للعالم للخلق لانه فقط يعيده إلى الفوضى كتجلي بسيط لها.يمكن من أي منظومة الوصول للفوضى بسهولة عن طريق تخريبه وعن طريق تجريده.
اللغة التجريدية رغم أنها أقرب تعبيرية للمعنى هي لغة منتجة للفوضى لأن أحيانا الفوضى تكون فعل كشف للمعنى التائه السائل للعالم والذات.
والتجريد هو الأداة التي يمكن بها العودة لما قبل المنظومة ،للبحث هناك في الفضاء العارم قبل اللغة عن الدروب.
*
أكدس حزن الحضارات الشرقية في قلبي
وحداثة الفوضى في عقلي
وبينهما لغتي تتراوح.
على كفي دم المعنى
وأدوس على صلصال الدلالة.
الشرق ملعون بقلب المتصوف
بحطب صليبه الذي علقه عليه
والورد الحزين الذي نبت من دمه.
وأنا المولود في القرن العشرين
حملت هذه الحديقة الخربة
وألم الفلسفات الحديثة والعدم.
حتى تاهت دلالة هويتي لدي
أنا غامض متنوع الدلالات
لا يحفزه ولا يحفظه الظهور
ولا ينقضه الظل
*
لا أدخر شيئا
حتى روحي
أضعها في كل شيء.
لا أدخر شيئا
لاني لا أملك نَفسي القادم
ولا قصيدتي الفائتة.
أقذف كل شيء ليلا 0ن داخلي
حتى كادرات القبل الأولى
والقصائد الاولى
وبفروسية أتخيل قبري الفارغ.
وروحي غنوة
تروح بين آخر مقامات الصمت،
وروحي بنت هذا المتن الغريب
المدلى من الدهشة المطلقة.
*
ملعون مثل سيزيف
أحمل صخرتي في الشوارع
في القصائد
وأضعها في قبري في النهاية
أو اسلمها لأي مشيع مريد في الحقيقة.
ملعون مثل الضفة الأخرى المحرمة للعقل
ملعون مثل فكرة الانتحار
الزائرة اليومية الاولى عند الاستيقاظ
ملعون ومصيري في جحيم أرضي أو سماوي
وكل هذا لأني ارتكبت حقيقتي
وحميت الزهرة من مقاصف عالمها.
ملعون ولا أعرف من لعنني ولم
ولا أي تعاويذ تفك خواري
رغم أن ماوراء الحجب أصابع حلوة
وصلصال مكوم له رائحة الندى والمطر
*
أتذوق العالم على أنه علكة مرة
سيجارة محشوة بأردىء مخدر
لا حياة لي فيه
ولا في غيره
لأني هيجت فأسي
على الابعاد المنحوتة منذ الآزال
لمست كنهه بالقراءة
وفغرت كنهه بالكتابة
والجمال كان فتيل عدميتي الذي انتهى
*
ضرت اللغة غير الشاعرية بكيان الممكن وكيان الاحتمال وساعدت رغم منبتها الثوري من الشعر على تقوية الوهم بالنظام وأصله.
إن احتمالات الفوضى أكثر من احتمالات النظام للوجود وهذا ما يجعلها شاعرية أكثر.
إن كل ما صرح به الإنسان صرح به خوفا من هذه الفوضى،أي لغة هي نشاط حيوي مضاد لها،كيان الإنسان نفسه بعد الصمت العميق تأدلج من النظام،وفي هذا الصمت العميق يوجد أكثر من الموجود والمجرد.لان أي لغة تعيين.ونحن لا نفهم فقط المنظوم بل نفهم الفوضوي لكن فهمه طويلا ضد البقاء.
يمكن تفجير أي منظومة بتفجير حاملتها اللغة،بالمجاز.المجاز له قدرة المطلق على الإفناء وعلى الإحياء،من حيث جر العالم خارج النظام.
*
لم يرمي لنا نيتشه شاكوشا
رمى لنا قصيدة وغامض.
هدت العالم قصائد غير مكتوبة
فالبعد الإجرامي عميق في الشعر
بايحاء العدم كمدرَك دنس.
*
لا يشفي الطيف المطلق ألمي الان
لا يتجلى معشوقي الحزين أبدا.
مللت الألم كفكرة ضاجعها كل العالم
ومللت الشكوى للمرايا
والعدائية تجاه اللغة.
دمعي ينخر في الأرض
يحفرها
يوشم جلدها
ولا يجدي ترتيب الامل في روحي وإعداده
ففي لحظة تهوى الأسئلة المتكررة عن جدوى العالم
في داخلي المتهمة الاشياء والناس بالقسوة فيه
وزهدي أو ثورتي بلا جمالية
زهدي زعامة للصمت الكريه
وثورتي عذاب لاطلالي .



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوفيات سريالية
- رسالة إلى المغنية روناهي مامو
- تأملات في فلسفية في الفوضى
- قصيدة للسورية،للعراقية،لليبية،لليمنية،للسودانية،السعيد عبدال ...
- نثر للشاعرة البولندية آنا كامنيسكا،ترجمة السعيد عبدالغني
- سوسيولوجيا الخول في المجتمع العربي ،السعيد عبدالغني
- من كتاب وجع الإله ل آلان بوسكيه 1 ترجمة السعيد عبد الغني
- الأرواح الغرائبية المعذبة 1 فان جوخ،السعيد عبدالغني
- التجريد والسريالية في ديوان -طائر في حجم طمأنينة كبرى- ل هنا ...
- الأبوكاليبس والشعر في وردة التخييل الذاتي ل أشرف يوسف
- السورية
- قصة من الميثولوجيا الاسيوية -قيس وليلى-
- ريفيو لفيلم -معلمة البيانو-عن الجنس المتطرف والحب للمخرج ماي ...
- تحليل مشهد الكنيسة من فيلم -الختم السابع-للمخرج إنجمار بيرجم ...
- أنا طريد المجتمعات جميعها
- الخالق
- مراجعة للسيرة الذاتية -رحيل- للكاتبة جيني حسين علي
- الانتحار والأدب (سارة كين)
- المتطرف والمقدس والدلالة التائهة
- أقسم بوحدتي على سبحانه


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - أناشيد الأناركية والمحو