أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - العراق : بيضة في قبضة الأحتلال















المزيد.....

العراق : بيضة في قبضة الأحتلال


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 07:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذا كان الشعب مسروقاً .. فمن يسترجع الوطن المسروق ... ؟
لا ضير ’ بل جميل ان يتكون العراق من قوميات واديان واعراق مختلفة ’ لكن ان يصبح طائفياً عنصرياً يطلق رصاص الفتنة القاتل على قلب الوطن ’ فتلك حالة من جنون الأنتحار الجماعي .
في حذر شديد صدق الشعب العراقي في بداية الأمر ادعاءات المحتلين ’ على انهم جاءوا محررين وليس( فاتحين ) وصدق ايضاً ان هناك ثمــة تغييرات انسانية قد طراءت على ضمير اهدافهم وسياساتهم واطماعهم تجاه مشاكل العالم التي كانوا هم اسبابها ’ وانهم اختاروا العراق نقطة انطلاق بأتجاه اعادة بناء شرق اوسط كبير ينعم بالحرية والديموقراطية والمساوات والرفاه والسلم ’ واستبشر العراقيون خيرا عندما شرع المحتلون ( المحررون!! ) فعلاً بمساعدتهم في اسقاط رمز الطغيان البعثي في ساحة الفردوس وغيرها ’ ونتيجة لعمق الجروح البعثية في الضمير العراقي وشدة اوجاعها وكذلك نتيجة لحالة الأحباط واليأس من ان يخرج الوطن بجهود اهله الذاتية من النفق المظلم لهمجية وعنصرية وشمولية النظام البعثي ’ تناسوا تقاليدهم في رفض الدخلاء والغزات والمحتلين ’ وتناسوا ايضاً تجاربهم المريرة مع خداع وقسوة الأطماع والمخططات والمشاريع الأمريكية ’ وصدقوا ما لا يمكن تصديقه ’ فتعاملوا مع وجودهم بأيجابية ونظر البعض اليهم شاكرين ورحب بهم كمحررين ’ وبكرم وتقدير وامتنان نسجوا علاقاتهم مع جنود الأحتلال ’ واعتبروا الكوارث الجسيمة التي رافقته ’ كتدمير ما يمكن الأحتفاض به موقتاً من مؤسسات الدولة ’ وفتح الأبواب ًواسعة امام خلايا التخريب النائمة والمرافقة لقوات الأحتلال ’ وايقضوا عصابات المجرمين والسراق ومافيا المخابرات الدولية لنهب ثروات البلاد وممتلكاته المادية والأثرية والحضارية والثقافية ’ والأبقاء على حدود العراق مفتوحة مع دول الجوار لذهاب واياب الأرهابيين والأنتحاريين والتكفيريين ومحترفي التفخيخ والتفجير بأسلحتهم واموالهم ’ واعتبروا كل تلك الكوارث غير مقصودة ومجرد اخطاء عفوية ارتكبها الأصدقاء ( المحررون !!! ) وانهم حريصون على اصلاحها عاجلاً ’ كذلك اعتبروا اعادة تأهيل العصابات البعثية ورد اعتبارهم واغراق العملية السياسية برموزهم ’ وكذلك انعاش وترسيخ النعرات الطائفية والعرقية عبر تكريس النهج المحاصصاتي الخطير الذي تواصل سبباً رئيسياً لأشعال حرائق الفتنة الطائفية وفوران الأحقاد والعداوات وردود الأفعال الدموية واقتتال الآخوة وجنون االأنتحار الجماعي ورسم حدود المتاريس الطائفية والعرقية داخل الوطن وبين المحافظات والمناطق وخاصة مدينة بغداد الضحية وضواحيها ’ على انها سذاجة وقلة تجربة امريكية غير مخططاً لها ويتحمل الجانب العراقي مشؤولية بعضها .
كانت فرحة الناس في شهرها الخامس والمخاض في بداياته ’ فتفجرت اوجاع الأجهاض شديدة متسارعة ’ والأعراض والأحتمالات الخطيرة اخذت تنطق دماً وارواحاً وفوضى جارفة ’ فولدت الفرحة ميتة في عملية اجهاض مبكرة .
استمر الناس يكابرون ’ يحملون ثقل معاناتهم واحباطاتهم وخيبة املهم وتراجع ثقتهم على اكتاف جروحهم القديمة ’فجاءت استعداداتهم ودفاعاتهم وردود افعالهم لمواجهة الهجمة المنظمة المركبة الغامضة متأخرة جداً ولا يمكن التعويل عليها وحدها في مرحلة التضليل الشامل والتجهيل والأستغفال المنظم والألتواءات الذكية المدعومة بمخدرات الأعلام والدولار ’ الى جانب الأجتياح المدمر لقوى الظلام والتخلف ’ فأصبح صوت العراقيين مبحوحاً واستغاثتهم غير مسموعة وردود افعالهم مرتبكة ضائعة تبحث خطاءً عن اتجاهاتها الوطنية في عتمة المرحلة الخطاء’ وخطوة .. خطوة دخل العراق نفقه المظلم ’ وبعد ضياع الأمن والأستقرار والثروات ووحدة الصف وتمزق الهوية المشتركة وجد العراقيون وطنهم وقد اصبح كبيضة رهينة في قبضة الآخرين .
احتلال العراق كان مخططاً مدروساً جاهزاً في مخيلة الدوائر الأمريكية منذ اواسط القرن العشرين ’ وقد احتلوه على مرحلتين ’ الأولى وهي الأحتلال الفعلي غير الرسمي في انقلاب 08 / شباط / 1963 ’ وكان حزب البعث وشلل من القوميين والأسلاميين ادواتها المأجورة محلياً ’ والثانية كان الأحتلال الرسمي المباشر في 09 / نيسان / 2003 عبر قانون تحرير العراق وبمساعدة وشرعنة بعض الأدوات المحلية كواجهات وطنية لتمرير كارثة الأحتلال .
العراق سرق مرتين ’ الأولى سرق الوطن فيها امريكياً ’ والثانية سرق فيها الشعب طائفياً وعرقياً’ كأدوات محلية لمخطط النهج المحاصصاتي المفصل امريكياً ايضاً .
عبر مسيرة دموية بشعة وقسوة خداع وتضليل وغموضاً في النوايا استمرت منذ 09 / نيسان / 2003 ( الأحتلال الرسمي) والى يومنا هذا ’ انتهى فيها العراق كبيضة رهينة في قبضــة الأحتلال الأمريكي ’ يلوحون بها ويهددون اهلها بمصيرها ’ فأما الأستحواذ عليها او كسرها في حالة المطالبة بها ’ الناس المسروقين طائفياً وعرقياً اصبحوا فاقدين الرشد والأرادة خوفاً من كسر وتدمير وطنهم على صخرة الجنون المنفلت للفتنة الطائفية وفوران الأنتحار الجماعي وموتهم الصامت بالأدوات الغامضة للأرهاب والتهديد بخطر عودة النظام البعثي بهمجية ووحشية وبشاعة اكثر دموية ’ تلك الأدوات التي صنعتها واستعملتها القوات الأمريكية المحتلة بنجاح والتي تهدد بها كسرالعراق وتدميره ’ ليبقى في كلا الحالتين مكسوراً او مسروقاً من نصيبها وحصتها وحدها .
ما يحدث في العراق من مجازروحشية واقتتال وفوضى مليشياتية وعنجهيات طائفية عرقية وضياع للأمن والأستقرار وتدمير ما هو مدمر اصلاً ’ والتخبط النفعي لنخب ورموز وقيادات ما تسمى بالعملية السياسية في محجر المنطقة الخضراء ’ وفتح الثغرات لتدخل دول الجوار العروبي الأسلامي ’ وكذلك ما هو منتظراً من احتمالات قد تجلب لنا ما هو اكثر فضاعة وبشاعة ’ اغلب ذلك هو صناعة امريكية متقنة .
الوطن مسروقاً امريكياً’ وامريكياً ايضاً سرق الشعب طائفياً وعنصرياً ’ وحتى لا تبقى ردود افعالنا ومواقفنا ومسؤولياتنا ازاء الوطن مجرد ثرثرة انشائية تتخبط وتنتهي عاجزة خلف اسوار الحقائق والوقائع ’ علينا ان نطرح على انفسنا السؤال المصيري الأكبر .
ما العمل ... ؟
اذا كانت معركتنا ــ نضالنا وجهادنا ــ من اجل جيل او جيلين ’ فقد لا نحقق لهما نصراً ولا حتى نتائجاً ايجابية او شي مما نطمح اليه ’ وهناك احتمالات قد نخسر فيها بعضاً من مواقعنا ومكاسبنا ’ اما اذا كان من اجل مستقبل الوطن والأنسان ’ فيجب ان نبداءها من حيث امكانية البداء فيها بصبر وبصيرة وشجاعة ونفس طويل
اعني ان نبداءها من نقطة الأسراع في اعادة بناء التيار الوطني الديموقراطي على اسس وطنية واطر عراقية غير قابلة للأختراق والتشويه ’ وعلى مباديء اجتماعية وانسانية واضحة الأهداف والأتجاه واساليب معصرنة كي نستطيع ان نسترجع اهلنا من بين انياب الأنفلات الطائفي العرقي .
لا اعني هنا ايضاً ان نبداء من الصفر او من مربع الأفلاس ’ بالعكس ’ ان المجتمع العراقي يمتلك تراثاً فكرياً وسياسياً ونضالياً وتنظيمياً هائلاً ’ ووفرة من الكوادر المؤهلة على جميع الأصعدة للنهوض بالمهمات الأصعب ’ ما يتطلب منا والآن بالتحديد وبعجالة هو اعادة ترتيب اوراق التيار الوطني الديموقراطي وتنظيم صفوفه بعد ازالة الأشكالات والضبابية والأنانية في مواقفه وتوجهاته ومعالجاته للأزمة العراقية ’ وتصحيح حالة التخبط والأرتجالية في علاقاته مع الحركة الجماهيرية الواسعة ’ وهذا لا يمكن انجازه بعيداً عن الشارع العراقي .. بعيداً عن المعاناة العراقية ونزيف دم وارواح ابناء الوطن ’ تماماً في الشارع العراقي المكشوف بعيداً عن كواليس الدسائس والخداع والمناورة وسباق الفساد والأختلاس والأنتفاع بين زنابير النهج المحاصصاتي داخل كورة المنطقة الخضراء ... تماماً داخل الشارع العراقي حيث الحقائق والوقائع واخطار المد المدمر للأعصار الطائفي العرقي ’ بعيداً عن الأطراف والتشكيلات الملثمة الأهداف والنوايا والتاريخ مهما ادعت العلمانية واللبرالية والأنفتاح ’ انها بأغلبها وفي افضل حالاتها انعكاسات خاطئة للزمن الخطاء ’ وقد تكون مصائداً اضافية للأيقاع بالتيار الوطني الديموقراطي .
التيار الوطني الديموقراطي يحتاج العودة الى تراكم خبراته وتجاربه النضالية والى بصيرة فائقة يكشف ويشخص فيها المصادر الفعلية للأزمة العراقية وتحديد البؤر التي تتغذى داخلها وتنطلق منها شرور المصالح والأطماع للمحتلين والطامعين وبوصلة اتجاهاتهم وخلفيات مشاريعهم ومخططاتهم وادعاءاتهم وادوار اعلامهم ووكلائهم في تضليل الشعب والأيقاع به ثم الشروع في سرقة وطنه ’ وكذلك كشف ومعالجة نقاط الضعف والبيئة غير الصحية لتفريخ وانتشار الأخطار الطائفية والعنصرية والعرقية التي تهدد دائماً بسرقة المجتمع وابتلاعه .
انها مهمة في غاية التعقيد والصعوبة ’ لكن بنفس الوقت ليس امام التيار الوطني الديموقراطي من خيار سوى ان يكون اهلاً ومؤهلاً للنهوض بها وانجازها .
16 / 08 / 2006



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .
- الجرح اللبناني ... والموت العراقي .
- نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
- العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف
- ايها الوطن الجميل : محنتنا عراقية
- مهازل اختنقت بها رئة الوطن
- اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!
- 14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها
- حكومات بالمراسلة !!! .
- وأخيراً .. تصالح المتصالحون !!!
- الكرد الفيلية ... جرح يعشق العراق..
- الأرهاب والمصالحة ...
- المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة
- قُتل الزرقاوي ... ماذا عن الأزارقة ... ؟
- انهم يقتلوننا يا سيادة الرئيس...
- القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار
- المركز العراقي الألماني الثقافي : نشاط مشكور
- مجزرة القيم
- الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية
- كوابيس عراقية


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - العراق : بيضة في قبضة الأحتلال