أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة















المزيد.....

المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المصالحة : مفردة جميلة مثلها مثل مفردات التسامح والتراضي والتعايش والوفاق والتوافق والتآخي .. وغيرها .. هذا اذا جردناها عن النوايا والخلفيات ومبداء المصارحة ووضوح الأهداف وكذلك طبيعة الوسطاء الى جانب دور الجماهير المعنية ومقدار قناعتها ودعمها .
المصالحة الوطنية داخل المجتمع العراقي آمر مهم وملح وينبغي الدفع بأتجاه انجازه ’ لكن هناك جملة تساءلات ينبغي الآخذ بها ومن بينها .
1 ـــ من اين تبداء المصالحة الوطنية والى اين ... ؟
2 ـــ بين من .. ومن ستكون المصالحة الوطنية ..,.؟
3 ـــ ماهي الأطراف المعنية بتلك المصالحة ... ؟
4 ــ طبيعة الوسطاء.. نواياهم وخلفياتهم ثم دوافعهم ... ؟
امارس هنا حقي بطرح وجهة نظري حول ( ما استطيع ) من تعريف المصالحة الوطنية .
ــ المصالحة الوطنية تبداء مثلاً من مصالحة الفرد لذاته عبر مراجعة واعية وعملية اغتسال داخلي ومعالجة شجاعة للشفاء من كل ما لحق به من اعراض واوبئة ثقافة التسلط العنصري الشوفيني التي تكرست عبر ال ( 35 ) سنة الآخيرة من حكم البعث ’ والتخلص قدر الأمكان من رواسب وتشويهات وخراب المراحل السابقة ’ ويتم ذلك بدعم سلطة وطنية تتمتع بقدر مقبول من الوعي الديموقراطي ومجتمع يقف حقاً على ابواب التحضر وتجاوز الثقافات غير الوطنية ’ وتلك نوع من المصالحة الوطنية تنسحب ايجابياتها على الأسرة وتنتقل الى مفاصل المجتمع .
ــ المصالحة الوطنية تبداء ايضاً من نقطة اعادة تقييم الموقف من الأكراد شعباً وقضية ضمن اطار الوطن الواحد .. فقد تعرض الشعب الكردي وعبر سلسلة عقود دامية لحملات ابادة وتنكيل وتهجير وتعريب ومجازر آخرى بشعة كمجزرتي حلبجة والأنفال وقد تم ذلك ظلماً بأسم الشعب والوطن .. وقد تركت تلك المظالم ردود افعال كردية ضد السلطة المركزية وكذلك ضد اشقائهم العرب ’ وقد ترسخت ردود الأفعال تلك عبر اجيال كمواقف سلبية عرضت الوحدة الوطنية لأضرار وشروخ وانعدام شبه نام للثقة بالآخر ’ وهنا ينبغي التعاطي مع القضية الكردية بصبر وصدق ووضوح مع اجراءات صريحة لمعالجة ذلك الصدع التاريخي ’ والى جانب اعادة تعزيز الثقة يجب تخليد ضحايا الشعب الكردي ايجابياً في ذاكرة العراقيين عبر الثقافة والفن والأدب والأبداع واستعادة الصفاء واللحمة بين القوميتين الرئيسيتين للمجتمع العراقي .
ان شعور الأكراد بأنهم استعادوا العراق وطناً مشتركاً وان العراق قام بواجبه بأحتضانهم ابناء له سيتشكل بذلك الوجه المشرق للمصالحة الوطنية .
ــ هناك الكرد الفيلية الشريحة التي ارتبط بدورها ونشاطها ومساهماتها الوطنية اهم التطورات الأيجابية على اصعدة الفكر والمعرفة والسياسة والأقتصاد’ ولعبت ادواراً متميزة في النضالات الوطنية وقدمت التضحيات الجسام من اجل العراق واهله ’تلك المزايا كانت السبب في تعرضها من قبل النظام البعثي العنصري الى سلسلة مجازر ومحاولات اجتثاث بشعة ’ فقد اختُطف الآلاف من بناتهم وابنائهم وغيبوا داخل مقرات واجهزة التصفيات والى يومنا هذا ’وتم سلب كل ما انجزوه في حياتهم من اموال منقولة وغير منقولة وممتلكات شخصية وجردوهم من كل اسباب وجودهم ورموهم تهجيراً شبه عرات على حدود مزروعة بالألغام والمتفجرات وقد هلك منهم من هلك وتشرد من تبقى وتمزق كيان شريحتهم في المنافي ومخيمات اللآجئين وظلوا يعانون من ثقل تلك الكارثة حتى هذه اللحظة .
ان الأعتذار لهم وتعويضهم وتكريمهم مادياً ومعنوياً وتخليد ضحاياهم في ذاكرة الوطن كأبناء اوفياء ’ ليشعروا ان العراق بريئاً من معاناتهم وهو وطنهم وممتناً لما قدموه من تضحيات دفاعاً عن اهله’ ليصبح ذلك نموذجاً رائعاً للمصالحة الوطنية.
ـــ العودة وبدوافع وطنية الى تقييم مجازر انقلاب 08 / شباط / 63 حيث تم على اثر بيان رقم 13 المشؤوم وفي الأسبوع الأول من الأنقلاب ابادة اكثر من ( 11 ) الفاً من قادة ثورة 14 تموز الوطنية وقادة وكوادر الحزب الشيوعي العراقي ورموز الحركة الوطنية والديموقراطية .
يجب النظر لتلك المجازر من منطلقات وطنية واعتبارها مظالم ارتكبت بحق الخيرين من ابناء الشعب العراقي والأسراع في تعويض وتكريم بنات وابناء الضحايا وتخليد تاريخ تلك القيادات والكوادر والرموز الوطنية في الواجهة المشرقة للذاكرة العراقية ’ وتلك مصالحة وطنية ايضاً تكتسب اهمية استثنائية وتعطي مردوداً ايجابياً في الضمير العراقي .
ــ المعالجة الوطنية لما لحق ببعض مكونات الشعب العراق كالتركمان والأيزيديين والشبك والأرمن والصابئة المندائيين والكلدو اشوريين وغيرهم من اجراءات تعسفية عرضتهم للآبادة والتهجير والضغوط المتواصلة للتطرف العنصري والطائفي’ والأعتذار لهم وطنياً ورفع كل اسباب التمييز وعقدة الأكثرية وتعويضهم وتكريمهم وفتح ابواب العراق الآمن لعودتهم واحترام مستقبلهم ’ وتلك هي ايضاً مصالحة وطنية .
ـــ هناك مجازر بشعة بحق عرب الأهوار واهل الدجيل ومجازرآخرى عديدة يجب اعادة تقييمها واصلاح ما خربته وافسدته السلطات البعثية انذاك في الحياة والبيئة ورفع ما لحق بهم من حيف ومغدورية وتعويضهم وتكريم شهدائهم’ وتلك ايضاً وجه آخر للمصالحة الوطنية .
ـــ المعالجة الجدية للصدع الذي تركته القيادات الظلامية للأسلام السياسي والسلطات الشوفينية بين الطائفتين ( الشيعية والسنية ) المتآخيتين عبر التاريخ وفرض الأجراءات القانونية ضد العابثين ومثيري الفتن الى جنب تعميم ثقافة الأرتباط في الوطن والأخلاص له واستعادة روابط المودة والأخاء الأنساني بينهما ’ تلك ايضاً شكلاً من اشكال المصالحة الوطنية .
ـــ من اجل احترام حق الشهداء وارضاء الأحياء من اهلهم ورفع الحيف النفسي والشعور بأهمالهم وتجاوز اوجاعهم وتهميش قضيتهم ’ يجب ان تأخذ العدالة اجراءاتها القانونية لمحاسبة جميع الذين ارتكبوا او شاركوا بأرتكاب جرائم بحق ابناء الشعب العراقي ’ يرافق ذلك حالة من التسامح الأجتماعي واحتضان الذين اجبروا على التبعيث بشكل وآخر ولم يرتكبوا جرائم ’ وفي اجواء من الأعتذار والتسامح اعادة الأعتبار لهم كضحايا لهمجية التبعيث القسري وقبولهم كأبناء اسوياء للوطن بغية عزلهم عن فصائل الأجرام البعثي وفرق التفخيخ والتفجير والممارسات الوحشية ’ ومثل هذا يحسب ايضاً على مبداء المصالحة الوطنية .
تلك هي وجهة نظر موجزة حول تعريف المصالحة الوطنية داخل المجتمع العراقي ’ وضمن هذا السياق يمكن اضافة او تنقيح وجهة النظر تلك , وليس لدي شخصياً وعلى الأطلاق اية قناعة او امكانية استيعاب لما يطرح وبطرق ضبابية ملتبسة حول المشروع الحكومي للمصالحة الوطنية مع اطراف ملثمة البرامج والغايات والممارسات او مقاومات شريفة وقتلة مهذبين او مجرمين وطنيين ’ انه امر لا يمكن فهمه’ وعلى الجهات التي تتبنى مشروع تلك المصالحة ان يكونوا صريحين مع الناس واضحين النوايا ويكشفوا عن وجوه عير ملوثة بأوحال الدسائس وغير متورطين بفتح نار جهنم البعث لآحراق الوطن بأهله .
لا ننكر على تلك الجهات تصدرهم للعملية السياسية عبر انتخابات اهون الشرين في واقع ديموقراطية الأنتخاب بعيداً مبداء الأختيار’ لكن لا يوجد هناك من يخولهم بالمقامرة الغبية بمستقبل العراق ومصير اهله .
مصالحة بعيدة عن الشفافية والوضوح متجاهلة دور الجماهير ورغبتها ورأيها او ( للأطلاع فقط ) على الأقل حول ما يجري بين المتصالحين وما طبيعة وحجم الصفقات والأخطار التي تتشكل خلف الكواليس وما علاقة كل ذلك بالدمار الهائل الذي يتعرض له العراق وجرائم الموت اليومي لأهله ... ؟
اسئلة ان لم يجد السياسي المعطوب اجوبة صريحة لها ... فعلى مثقفي المهمات المتدنية وطابور التبريرات المخادعة ان يقدموا لنا شي نصف مقنع مما توفر في جعبتهم من تراكمات مواهب تقارير التزلف .
18 / 06 / 2006



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُتل الزرقاوي ... ماذا عن الأزارقة ... ؟
- انهم يقتلوننا يا سيادة الرئيس...
- القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار
- المركز العراقي الألماني الثقافي : نشاط مشكور
- مجزرة القيم
- الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية
- كوابيس عراقية
- اسئلة عراقية تبحث عن جواب مفقود
- ثقافة الفرهود الى اين ؟
- سيدنا ونصيبنا الرئيس
- غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة
- بين ثقافتين
- خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
- لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .
- دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
- اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة
- حرب مجهولة الهوية
- الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
- زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
- الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة