أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - حرب مجهولة الهوية















المزيد.....

حرب مجهولة الهوية


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


للحروب هويات واسماء .. واهداف وكذلك جبهات ومواجهات واضحة ’منها عدوانية وآخرى دفاعية.
الحربين العالميتين الآولى والثانية مثلاً .. حرب السويس .. وتشرين وحربي الخليج القادسية وام المعارك ’مجرد امثلة نستدل منها على ان للحروب دوافع وهويات واسماء واهداف يمكن للتاريخ ان يدونها في سجلاته وفي اماكنها المناسبة .
الحرب الدائرة في العراق الآن , والتي ابتداءت بتاريخ 09/ نيسان / 2003 والتي لا زالت مستمرة بوتيرة متصاعدة’ وقد تدخل التاريخ كأطول واقذر حرب ’ ما هو اسمها .. هويتها .. اهدافها ..؟ هل ابتداءت في 09 / نيسان ام كانت بدايتها في 08 / شباط / 63 ’ واين ومتى ستنتهي ..؟
من الرابح .. من الخاسر .. من يقاتل من ... ؟ من يذبح من .. ؟ من يفجر من .. ؟ من خائف من..؟ ومن يخنق من .. على ارض العراق ... ؟
الجامع يقصف الحسينية وبالعكس ’ السني يقتل ويهجر الشيعي وبالعكس ’ في ضواحي بغداد يعثر يومياً على عشرات القتلى خنقاً وذبحاً دون اثر او دليل على هوية القاتل او عنوان القتيل شعب بكامله ملثم مقنع مذعور .. سكين تبحث عن رقبة .. ورقبة تبحث عن جسد كان لها ’ العراق غابة تحترق ’ من يحرق من ... ؟ ’ الأنسان العراقي فقط هو الذي يتفحم .
لعبة الموت تتكرر ’ برنامجها متقن ’ الوطن هو الخاسر في جميع الحالات ومع دورة الموت انسجم الأنسان العراقي وعلى الأقل غير معترضاً بما يكفي ’ العراقيون متفقون على ان الموت قادم بعد ان اكتسب قوة العادة اليومية وعليهم ان يكونوا في حالة انتظار دائمة ’ لكنهم مختلفون حول الجهة التي سيأتي منها .. هويتها دوافعها ومتى سيرتوي هذا الموت من دمائهم ويموت شبعاً من افتراسهم.؟ البعض منهم يقسم جازماً ان القاتل سيارة مخخخة وبهيمة بحزام ناسف ’ البعض الآخر يثبتون العكس على ان القاتل كان صاروخاً مفخخاً ذكياً فوق العادة ’ البعض يتهم الزرقاوي والبعض الآخر يدلل على ان هناك خلف الأسماء امور واشياء في غاية الفضاعة ’ الحكيم منهم يقول " ما ننصر نكول عبيد ثلثين الحجي مغطه " والورع الذي لا يرغب ان يتورط ويدفع ثمن قناعته يكتفي ب " ظلمه ودليلهه الله " .
سوريا تدافع عن نظامها في العراق ’ وايران ايضاً ’ السعودية ودول الخليج والعروبيين هنا وهناك يصدرون فائضهم من التكفيريين والأنتحاريين بعد ان فتحت لهم في العراق ابواباً مباشرة الى الجنة ساكبين زيتهم الأعلامي والمادي والمخابراتي على نار الحريق العراقي ’ كل يبحث عن غايته ومكسبه من الموت العراقي .
الولايات المتحدة الأمريكية وبعد ان وفرت كامل شروط مشروعها التاريخي في العراق دخلته غزواً دون وسطاء ( تحريراً ثم احتلالاً ثم ... ) فرضت عليــه واقعها عسكرياً وسياسياً واعلامياً ومادياً واستخباراتياً وبقسوتها الموروثة ’ وبعد ان غيرت قفازها احتفظت بمخالبها البعثية’ وبين تلك المخالب الملونة وانياب ديموقراطيتها كانت الطبقة السياسية ( معارضة الأمس ) الفريسة الأسهل فوضعتها امام خيارين ’ فأما ان تخسر كل شي او تستفاد من كل شي بعد ان تخلع جلدها الوطني ــ وهي الأعرف بنقاط ضعفها قومياً وطائفياً وفئوياً ــ فكان الخيار الثاني طريقها مبتداءً خطواته بمجلس الحكم الموقت والنهج المحاصصاتي .
الأنتخابات الأولى والثانية والأستفتاء على الدستور كانت مشاريع وطنية من وجهة نظر الجماهير لهذا انجزتها بشجاعة نادرة وفرحوا بها وانتظروا جني ثمارها’ لكن هناك نوايا وارادات شريرة لقوى تخطط بلؤم ودناءة ’ وبعد ان اصبح العراق مزرعة لها ابت الا ان تفرغ تلك الأنجازات عن مضامينها الوطنية والأنسانية وتفرض على العراق ( وطناً وشعباً ) واقعاً هجيناً ومآساة مركبة عبر تلك الحرب القائمة بكل وحشيتها ودمويتها ومجهولية هويتها وضبابية جبهاتها ونقاط مواجهاتها حتى اصبح العراق امام خيارين ’ فأما ... وأما .. وكلاهما الأسواء .
فأما ان يرضى بقدره المرسوم امريكياً وعروبياُ ويتحمل اوجاع المخالب البعثية مغروسة في جسده او يخدع نفسه بقبول ديموقراطية بأنياب امريكية بريطانية ويتحمل عذاباتها المحسنة ويفتديها بحاضره ومستقبل اجياله ويقر نتائج الخسارة التاريخية ويتحمل ثقل معاناة حرب الأبادة القائمة .
الخيار الثالث لا زال مغيباً ’ يحبو في طريقه ولم تكتمل بعد شروط نهضتــه ’ فالأنتفاضة الشعبية السلمية او الأضراب الوطني الشامل رفضاً لهذا الواقع’ وأن بداءت عوارض اوجاع مخاضها واضحة ’ لكنها لا زالت مقيدة بظروفها الذاتية والموضوعية ويمكن تلخيصها ببعض النقاط .
1 ــ الخوف من ان تكون الأنتفاضة السلمية او الأضراب الشامل سبباً لعودة البعثيين ’ تلك الورقة التي احتفظت بها قوات الأحتلال ترفعها بوجه كل من يحاول الأمتعاض او مجرد التوجس من خطورة مشاريعها لحاضر ومستقبل العراق ’ وقد تكون سبباً للطرد النهائي من ملعب العملية السياسية .
2 ــ الأختراق المخيف اعلامياً ومادياً واستخباراتياً وسياسياً لصفوف الحركة الجماهيرية ومواصلة تمزيق هويتها وضياع ارادتها داخل ولاءات طائفية وعنصرية وقومية وحزبية ضيقة ( الأنتخابات الآخيرة مثالاً ) الى جانب تصدر العملية السياسية من قبل رموز اصبحت عملياً عاجزة خارج معترك القضية العراقية ’ منهكة بصراعاتها حول مناصب منزوعة السيادة اصلاً .
3 ــ تخلف وعي التلاحم الجماهيري والعمل المشترك خلف الأهداف المشتركة ’ وذلك بسبب فورة التمترس الطائفي والقومي والحزبي الى جانب الدور المدمر لعناصر الظل في اثارة اسباب العداوات والفتن بين مكونات الشعب العراقي .
4 ــ التدخلات الشرسة لأنظمة دول الجوار في الشأن العراقي ’ معتبرة اي مكسباً يحققه العراقيين على اصعدة الأمن والأستقرار والأزدهار ونجاح التجربة الديموقراطية هزيمة ماحقة لها ’ لهذا اصبحت سبباً اضافياً لتلك الكوارث والفضاعات التي تحدث يومياً في العراق .
5 ــ تصادم محصلة الأهداف والمصالح النهائية بين المشروع الأمريكي من جهة وبين الطموحات المشروعة للشعب العراقي من جهة آخرى ’ مما دفع قوى الأحتلال لأتباع سياسة التضليل والأنهاك التي بواسطتها تحاول دفع العراقيين للخضوع وقبول كارثة الأمر الواقع .
هناك اسباب عديدة آخرى من بينها تأخر نضوج البديل الوطني الديموقراطي في الساحة العراقية الى جانب تحلل الرموز اليسارية واللبرالية احزاب وافراد وتعفنها داخل بيئة المنطقة الخضراء .
من جانب آخر فأن غموض الحرب القائمة وشراستها وبشاعة جرائمها وضغطها المتواصل على ابناء العراق اخذت تخلق واقعاً جديداً متسارع التكوين ’ وكذلك دروساً وقناعات وحالة من الوعي الجمعي جعلت ابن الجنوب والوسط العراقي ( عرب الشيعة ) يدرك ان قاتله ومفجره وذباحه ليس ابن المنطقة الغربية ( عرب السنة ) وعلى اساس طائفي كما تثيره ابواق الفتنة ’ ونفس الوعي آخذ ينمو بين صفوف ابناء الطرف الآخر وخاصة ابناء عشائر المنطقة الغربية ومثقفيها الذين يرفضون ان يكونوا مخالباً بعثية لمن يريد ان يفترس الوطن ’ واخذت اصوات العقلاء تتكاثر وترتفع من الجانبين مسموعة ومؤثرة على ابناء الشعب الكردي الذي آخذ بدوره يدرك ابعاد لعبة المؤامرة وتكرارها واخطارها على قضيته وطموحاته ’ وان حلبجة والأنفال وتدمير القرى وتهجير اهلها سوف لن تكون آخر محطات مآساته .
ان الركائز الذاتية والموضوعية للأنتفاضة السلمية او الأضراب الشامل لأبناء العراق بجميع مكوناتهم آخذت تتشكل وتتجذر مصبوغة بالدم العراقي المشترك ’ وستعبر عن نفسها بأشكال اولية مختلفة تتجاوز النفوذ الأبوي للقيادات الحزبية والعشائرية والطائفية والقومية ووصايتها التاريخية ’ بعد ان اصبحت تلك القيادات عبئاً وجزاءً من مؤسسات الأزمة والأنتكاسة الراهنة .
هناك مخاطر جدية للألتفاف على التحركات الشعبية القادمة ’منها عروبية وايرانية ’ وكذلك الأدوار التي ستلعبها قوى الظل والرعيل الثاني من عناصر المؤامرة ( المخطط ) التي اخترقت صفوف الحركة الجماهيرية كواجهات وطنية وقومية وطائفية .
هنا يأتي دور الشرفاء من ابناء الوطن , مثقفين وكتاب واعلاميين وسياسيين لرفع الحجاب عن وجوه تلك القوى وفضحها وتحجيم ثم شل ادوارها التخريبية .
الدم العراقي يشرح لنا بمنتهى البلاغة والوضوح ’ ويرفع امام بصيرتنا حقائق الحرب الأجرامية القائمة’ رموزها ’ متاريسها ’ نواياها ’ساديتها ’ مخططاتها واهدافها النهائية ’ المشتركين فيها’ قواها في المواجهة وخلف الظل’ ويفضح كذلك اكذوبة الزرقاوي والأرهاب والقاعدة والمقاومة التي اصبحت شريفة الا اذا كان الأمر مجرد اسماء لمسميات وواجهات لخلفيات قوى تدميرية مرعبة للحرب القائمة .
هل سنصدق ما يقوله لنا الدم العراقي . ؟ هل تستطيع بصيرتنا ان ترى ما خلف الواجهات والأسماء .؟
هل ان مستوى الوعي وحجم الكارثة اصبح كاف لأكتشاف الهويات المجهولة لمشعلي حرائق الحرب ضد ابناء العراق .. ؟ هل نحن الآن بمستوى الأدراك والأحساس لنشم ونتلمس مكامن عفونة الطابور الخامس من رموز العملية السياسية وقيادات فقدت مفعولها ... ؟.
اسألة كثيرة ’ لم تعد معقدة عسيرة الفهم اذا ما رفعنا عن بصيرتنا غشاوة الوهم والتردد والأنتظار السلبي .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
- زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
- الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
- من اسواء من ... ؟
- الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
- حلبجة : شهيدة المدن العراقية
- بين بؤس الواقع وانتظار البديل
- انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
- الحالة العراقية : الى اين ... ؟
- لا تموتو من اجل الفطائس .
- لا ... لاتقاتلو الوطن..
- متى سنقول للقتلة .. كش مات .
- العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
- اللعبة القادمة
- في بيتكم ملثم ...
- يعينك الله يا عراق
- عبد الكريم كل القلوب تهواك
- ديموقراطية بيان رقم 1
- الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.
- الفيحاء : نجمة في ليل محنتنا


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - حرب مجهولة الهوية