أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن حاتم المذكور - الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية














المزيد.....

الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1560 - 2006 / 5 / 24 - 06:39
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


مآساة الكرد الفيلية لا تشبه غيرها ’ فأضافة لحجمها الكارثي فهي يتيمة الأبوين’ فلا الطائفة تلتفت اليها ’ ولا القومية تتذكرها مع انهم قدموا لكلاهما فوق ما يستطيعون’ مشكلتهم هي’ ان انتمائهم للعراق وارتباطهم بالوطن هما الأكبــــر والأهم’ وهذا سبب ليتم قضيتهم .
العراق يتألم من جرح تركته محنتهم ’ والوطن يحمل خجلاً لعدم الوفاء لهم’ فأذا كنا لا نلوم سلطة الأراذل العفالقة فما عذر ثلاثة حكومات اشتركت فيها احزاب طوائف وقوميات ونخب ورموز مكتضة برامجها وتصريحاتها وانشائها بمفردات الوطنية والأنسانية واليموقراطية وتمثيل الشعب من دون ان تلمس ذلك الجرح النازف على امتداد اكثر من
( 35 ) عاماً او التفاتة تخفف فيها من وطاءة الأوجاع .
هجّروا من وطنهم تاركين اموالهم وممتلكاتهم والأعز من كل ذلك بناتهم وابنائهم ’ فكل عائلة فقدت نصفها او ثلاثة ارباعها’ اختطفهم اوباش دخلاء على الوطن’ مجزرة خطف وحشية من الجامعة والمدرسة والملاعب وحدائق الأطفال واحضان الأمهات حيث انتحر الضمير الأنساني من الوريد الى الوريد بطريقة جنونية’ فكانت شريحة بألآفها بين قتيل ومهجر ومطارد’ وظل ما تبقى من الأمهات والأخوات والزوجات والعمات والخالات يحملن امل اللقاء بمن سرق من بين احضانهم’ والأباء تبحث عيونهم في سماء العراق عن خبر ووهم وفرج كاذب مع ان المفقودين مزروعين اشلاءً في تراب العراق وارواحاً يمزقها الحنين والفضول لمعرفة مصير من غادر الوطن .
الكرد الفيلية مصابين بداء ارتفاع ضغط الوطنية’ ففي النضالات الجماهيرية هم اول الضحايا وفي الصراعات الطبقية هم اول الشهداء دفاعاً عن حق الفقراء’ وفي مواجهات الوفاء الوطني الأنساني سقطوا قتلى وجرحى خلف راية ثورة 14 / تموز وزعيمها الوطني’ وفي ساحات القضية الكردية سقت دمائهم ارض كردستان’ ومن اجل مستضعفي عرب الجنوب والوسط العراقي حملوا في طبعهم التقاليد الكربلائية لجدهم الحسين ( ع ) فداء وتضحية من اجل الحق والعدل ’ وعلى جبهة الفكر والمعرفة مقاتلين اشداء من اجل حرية الكلمة وتحرير الثقافة الوطنية تلك هي الصفات والسجايا التي كلفتهم كل ذلك العناء التاريخي .
العراق لا زال يعاني عورة فقدانه شريحة لا يمكن لجماله ان يستكمل روعته بدون حضورها’ والوطن يتوجع لضياع الأعزاء من ابناءه في متاهات الغربة ’ آمالهم تزدحم على ابواب الوطن العزيز’ والحارس القديم الجديد غير مرحباً بقدومها ولا راغباً بفتح الأبواب خوفاً من تدفق الأعصار الوطني في الشارع العراقي .
ثلاثة حكومات شفطت ولفطت ووزعت المنهوب بين العائلة والمقربين من افراد الحزب والعشيرة دون ان تفكر بأعادة شيء من الحق لأصحابه .
لقد سكب الكرد الفيلية مواقفاً مشرفة تحت اقدام الوطن والأهل’ ورغم بشاعة الخذلان وعدم وفاء الآخرين’ لا زال العراق في عيونهم بريئاً يستحق اكثر مما منحوه وتلك جمالية لا ينافسهم عليها مدعٍ ٍ او مضلل .
هل لا زال الوطن مستباحاً ... ولا زال الأنسان فيه مغيباً ... والعراق اهمل جروحه ... والشارع العراقي فقد ذاكرته.. والنخيل مل الأنتظار ... والرافدين اصابهما رمد اليأس ... وفقدت بغداد عاطفة الأمومة ... وتناسا الناس ضميرهم المهجر ... ؟
ام لا زال العراق كما كان ذاك العراق بأهله .
اذن من يفتح ابواب الوطن للكرد الفيلية ... من ينتظرهم في احتفالية الوفاء ... من يجبر خاطرهم ويغسل ذاكرتهم من اوجاع المآساة ... ويزيل عن اضبارة معاناتهم اغبرة النسيان ويرفعها من الرفوف الخلفية ويضعها امانة مقدسة في دفيء احضان الوطن ... ؟
احياناً الوم نفسي على تكرار مفردتي ( الكرد الفيلية ) وهم من بين من منحوا العافية والروعة لحروف العراق الأربعة ... فهم العراق مهجراً وغريباً وجريحاً ... وهم العراق جميلاً .
فهل تستطيع حكومة السيد نوري المالكي ان تخلع عنها عار سابقاتها ... وترفع عن وجه العراق حرجه وخجله ازاء ابناءه ... وتقدم وبأسم الوطن والشعب اعتذاراً مبداءياً مقروناً بفورية العمل على اعادة كامل حقوقهم المادية والمعنوية وبأجراءات قانونية حاسمة تزيل كامل مظاهر الحيف الذي لحق بتاريخهم الوطني وانتمائهم العراقي وحالات التشرد والأغتراب والضياع والآم جروح محنتهم .
هل يستطيعها رئيس الوزراء الجديد السيد المالكي ... ؟
سننتظر لكننا فارغي الصبر .
متى سيبادر مثقفي العراق ’ اعلاميين وكتاب وشعراء وفنانيين ومفكرين ليرفعوا شرف الضمير العراقي المهجر قضية وطنية ملحة على اسنة اقلامهم ’ انه نداء لا يقبل التأجيل .
يشرفني ان يمنحوني هويتهم’ فهم ممن يحق لهم امتلاك هوية الأنتماء الحقيقي للوطن ’ لا ان ينتظروها ممن تسربوا الى وطنهم عبر ثقوب ازمنة التزوير .
ليستعيد العراق حقيقته ولتكتمل الشخصية الوطنية بعودة وانصاف الكرد الفيلية .
انه مطلب لا يقبل التأجيل والتسويف , انه محك لكل من يدعي الأنتماء لأبناء العراق .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوابيس عراقية
- اسئلة عراقية تبحث عن جواب مفقود
- ثقافة الفرهود الى اين ؟
- سيدنا ونصيبنا الرئيس
- غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة
- بين ثقافتين
- خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
- لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .
- دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
- اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة
- حرب مجهولة الهوية
- الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
- زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
- الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
- من اسواء من ... ؟
- الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
- حلبجة : شهيدة المدن العراقية
- بين بؤس الواقع وانتظار البديل
- انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
- الحالة العراقية : الى اين ... ؟


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: ننتظر قرار ترامب بشأن إيران
- ماكرون يحذر من -تداعيات- تغيير النظام الإيراني -عسكريا-: -سي ...
- غزة - عشرات القتلى من منتظري المساعدات وإسرائيل تحقق في الوا ...
- -نيويورك تايمز-: القوات الأمريكية في حالة تأهب قصوى في قواعد ...
- أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد لأمن المنطقة
- صفارات الإنذار تدوي في مناطق واسعة من إسرائيل بعد رصد إطلاق ...
- زيلينسكي يطلب من الدول الغربية دعما بـ 40 مليار دولار سنويا ...
- وزير مصري سابق يفجر مفاجأة بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران
- إعلام: مستشارو ترامب منقسمون بشأن توجيه ضربة أمريكية لإيران ...
- -سي إن إن-: ترامب رفض إرسال مسؤولين للتفاوض مع إيران وتخلى ع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن حاتم المذكور - الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية