أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .















المزيد.....

لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 08:45
المحور: حقوق الانسان
    


العراق ــ الوطن ــ هو الأرض والأنسان داخل خيمة البناء التاريخي للهوية المشتركة ’ وهو الفضاء الأوسع لجميع الأنجازات الحضارية من معارف وفكر وتقاليد واعراف وسجايا وعادات مشتركة’ ومثلما تنجز ارادة التربة كل ماهو جميل ونافع ومثمر على وجه الوطن’ فبأرادة الأنسان تتكون وتتشابك وتترسخ جميع اوجه العلاقات الأنسانية ’وعندما تتشكل وتتعايش وتنسجم وتلتحم في اطار الوطن مجموعة اقوام واثنيات وعلى امتداد الآف السنين وتمتزج حضاراتها وثقافاتها وخصوصياتها وانجازاتها وشروط حياتها وافاق مستقبلها فيطلق على ذلك الكيان بالأمـــة .
الأمة العراقية مجموعة اقوام واثينات لها لغاتها واديانها ومذاهبها وخصوصياتها واهدافها القريبة والبعيدة’ لكنها تبقى حقائق داخل الحقيقة الأم’ تكتسب كينونتها وديمومتها عبر مسيرة تاريخية مشتركة .
فالعراق حقيقة .. دجلة والفرات وكذلك الروافد هي حقائق ايضاً.. العرب والأكراد والتركمان والكلدواشوريين والأيزيديين والصابئة المندائيين وغيره هي الآخرى حقائق عراقية.. الأديان والمذاهب والثقافات بمجملها هي نتاج اجتماعي لتلك الحقائق .. في هذه الحالة وكون الحقيقة العراقية تتكون من مجموعة حقائق فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان يكون العراق جزاءً من كل آخر مفترضاً من خارجه’ فليس من حق الأكراد مثلاً ان يتصوروا ان العراق جزاءً من الأمة الكردية’ او العرب يتوهموه او يدعوا انه جزاءً من الأمــة العربية’ والأمر ينطبق على جميع المكونات الآخرى للأمة العراقية فلا يحق للمسيحي ان يعتبر العراق جزاءً من الأمة المسيحية او يفرض المسيحية ديناً للدولة وكذلك الأيزيديين والصابئة المندائيين ’ وليس مقبولاً حضارياً وتاريخياً وواقعاً حياً فرض الأسلام ديناً للمجتمع وافتراض الأمة العراقية جزاءً من الأمة الأسلامية فالأديان لله ولكل طريقة عبادته ولا يمكن ان نجعل من الدولة وسيطاً بين اله والمجتمع .
الأمة العراقيبة كحقيقة تاريخية وجغرافية قائمة بذاتها لا يمكن لها ان تكون سجناً للأقوام التي تشكلت منها’ فأذا ما اقتنعت بعضاً من مكونات الأمــة بأن هناك واقعاً آخراً او حقيقة تاريخية آخرى ينتمون اليها وتوفرت لديهم اسباب وشروط وامكانيات العودة ــ وتلك هي مسؤوليتهم ــ الى حقيقتهم الأسبق’ وكذلك توفرت الرغبة والحاجة الشعبيتين فعلى الأمة ان لا تقف عائقاً امام الأرادة الجمعية لهم حتى لا تصبح محمية مؤطرة ومحكمة بالأسيجة الشوفينية والعنصرية ’ في هذه الحالة تفقد انسانيتها وتصبح امة للطبقات المتسلطة وكيان عدواني مشبع بثقافة الأحتلال والألحاق وقمعي يبداء بسحق ابناءه .
اما هل يستطيع من يغادر الخيمة المشتركة للأمة العراقية ان يصمد بوجه تحديات واقعه الجديد خارج تلك الحقيقة ... ؟ فهذا شأن آخر .
فأذا ما اقتنع الآخوة الأكراد في العراق وتوفرت لهم الشروط الموضوعية والذاتية كي يعيدوا بناء بيتهم الكردي ويجمعون شملهم الممزق بين تركيا وايران والعراق وسوريا والشتات مع ثقتهم بنجاح تجربتهم الجديدة كأمة بين امم المنطقة فلهم الحق وكامل الحرية ان يفعلوا ما يناسبهم وعلى الأمم الآخرى التي ينتمون اليها اغتصاباً وابتلاعاً عنصرياً ان يتخلوا عن شوفينيتهم وضيق افقهم القومي ويتفهوا مطاليب الشعب الكردي وطموحاته المشروعة’ يقدموا له وبنكران ذات الدعم والمساعدة على استكمال شروط نجاحه ويشيدوا معه جسور ثقافة حسن الجوار والمنافع المتبادلة ’ بعدها ستكون المنطقة خالية من اسباب ودوافع الكراهية والأحقاد والعداوات والحروب المدمرة ’ وتنتهى الى الأبد ثقافة الأحتلال والألحاق ’ وتبداء مرحلة الثقة المتبادلة والأمن والأستقرار والأزدهار الأقليمي ثم تبادل الخبر والمنافع والأنجازات الحضارية بين جميع شعوب المنطقة ’ وامامنا مثالاً التقارب والغاء الحدود وتوحيد العملة والأندماج الأقتصادي والثقافي بين الأمم الأوربية .
في جميع الحالات وعلى المدى البعيد ــ وقد يكون البعيد جداً ــ يبقى العراق وطناً للجميع وتبقى حمايته من الطامعيين والغزات ومصدري الفتن والتآمر مسؤولية الجميع ويبقى استقرار وامن الأنسان العراقي وازدهار حياته وحماية ثرواته مهمة جميع ابناءه .
كما قلت’ ان الأمة ( الوطن والأنسان ) تكونت قبل وجود الأديان والمذاهب والثقافات ’ فتلك انجازات وفي افضل حالاتها هي نتاجاً مشتركاً لأبناء الأمة ويجب ان يكون من اجلها’ واذا ما قفزت المذهبية والطائفية والعنصرية على الأمة واصبحت في مقدمتها وجعلت من مآساة الوطن وعذابات الأنسان هدفاً لأنانيتها وضيق افقها ومكسباً على حساب معاناة الأمة فتصبح في تلك الحال ظاهرة شاذة طارئة على حقيقة الأمة’ وعلى ابناء الوطن رفضها والتصدي لها .
ما يحدث في العراق امراً مخيفاً ومرعباً وحالة من الدمار الشامل ’ لقد قفز الطائفيون والعنصريون وضيقي الأفق بشكل عام وتصدروا الأحداث وتجاوزوا الوطن والشعب وقطعوا شوطاً مدمراً في مسافة الألف ميل ابتداءً بتشكيلة مجلس الحكم الموقت ونهجه المحاصصاتي مروراً بحكومتي اياد علاوي وابراهيم الجعفري واسسوا لبيئة فاسدة بكل المعايير وواقعاً اغرقوا العراق واهله بسلبياته واوحاله , وجعلوا من العملية السياسية خدعة يلعب خسارتها الشعب والوطن ومسخوا كذلك المفهوم الأنساني للثقافة الوطنية وشوهوا مباديء الديموقراطية وجلوا من المواطن رقماً انتخابياً لا يملك غير حرية التصويت بعد ان سرقوا منه وبطريقة لصوصية فضة حريته في اختيار ممثليه بعد ان حاصروا ارلدته وثقته داخل قوائم هجينة .
وعبر التلاقح المحاصصاتي انجبت الديموقراطية الراهنة والعملية السياسية بشكل عام مجاميع من قطط للشفط والفرهود وتهريب الثروات الوطنية’ وعبر ثقافة المحسوبية والمنسوبية سلطوا على مصائر الناس زمر من الحاشية والحوشية والحزبيين المنتفعين وكأنهم يقولون لصدام حسين وزمرته شامتين ( كان العراق لكم .. واليوم اصبح لنا ).
القوى الطائفية والعنصرية وبدعم وتمويل من دول الجوار وما خلف الجوار وكطابور خامس في الجسد العراقي وبمنهجية مدمرة كرست ثقافة العداوات والأحقاد وردود الأفعال الدموية بين ابناء العراق الواحد وشوهت تقاليدهم الحميدة في التسامح والألفة والمحبة والآخاء ومزقت هويتهم المشتركة مستغلة الضروف القاسية لأبناء الوطن وضعف الوعي الجمعي الذي استنزفته واضعفته سنوات القمع والأرهاب وعمليات التضليل والتجهيل ’ ففرضت على واقعهم شروط ومستلزمات الفتنة وعبثية الأقتتال.
العراقيون وبطليعة المثقفين والأعلاميين والكتاب والمفكرين والفنانين والسياسيين وكوادر آخرى على مختلف المستويات يعيشون الآن معركة شرسة للدفاع عن الهوية العراقية والثقافة الوطنية التي يتم تدميرها من قبل قطط التسلط الشوفيني العنصري .
المعركة شرسة غير متكافئة مرحلياً’ لكننا يجب ان نبداءها ونتحمل ثقل ضريبتها’ ان واجب نقاء الأنتماء الى الوطن لا يعفينا من شرف التطوع بكامل طاقاتنا وحيويتنا لمواجهة ثقافة التسلط والعدوانية وابتلاع الآخر ’ انها معركة وعي بكل ما للكلمة من معنى قاسية كما قلت ومنهكة لكنها الأمتحان والمحك بين ان يكون الأنسان وطنياً شريفاً او مدعياً يتغذى غدراً من عافية اهله تماماً كقطط المنطقة الخضراء.
علينا ان نساهم بأجتثاث ثقافة التسلط والأحقاد والفتن وتضليل واستغفال الآخر ثم تدمير جميع ركائزها العنصرية الشوفينية والطائفية والحزبية الضيقة’ وبوعي وعزيمة نبداء بناء ثقافة التسامح والمودة وفهم الآخر وقبوله واعادة بناء جسور الثقة والأمان بين مكونات الحقيقة العراقية وتعزيز اواصر ودعائم السلم الأجتماعي على اساس احترام وتقديس حقائق وخصوصيات واهداف جميع مكونات المجتمع العراقي .
على ابناء العراق ان يتراجعوا نحو الذات العراقية ويمسكوا بهويتهم الوطنية المشتركة ويغتسلون من كل ما لحق بهم من اوحال الشوفينية والعنصرية والطائفية على امتداد ازمنة التشويه والتسلط ’ ان يتمردوا ويخرجوا من متاريس ضباع السلطة ويكفوا من ان يكونوا حطباً وزيتاً لحرق بعضهم’ او قروناً وانياب لنطاح وافتراس بعضهم الآخر او يموتوا من اجل رهان الآخرين .
يا ابناء الوطن : قولوها ’ لا لن نتخاصم ونتقاتل ’ نحن اخوة وهكذا خلقنا عراقيين’ سنتحدى الزرقاويين ونقاتل سوية وجهاً لوجه جميع الأزارقة سنة كانوا ام شيعة’ عروبيين كانوا ام ايرانيين وحتى لوكانوا احتلاليين وسوف لن نغرق خزياً في البحر’ وسنطهر وجه عراقنا الجميل من بقع جذام الطانفيين والعنصريين الشوفينيين .
وسننتصر وسنجعمل من ماضيكم ايها القطط السلطوية الرديئة .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
- اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة
- حرب مجهولة الهوية
- الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
- زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
- الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
- من اسواء من ... ؟
- الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
- حلبجة : شهيدة المدن العراقية
- بين بؤس الواقع وانتظار البديل
- انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
- الحالة العراقية : الى اين ... ؟
- لا تموتو من اجل الفطائس .
- لا ... لاتقاتلو الوطن..
- متى سنقول للقتلة .. كش مات .
- العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
- اللعبة القادمة
- في بيتكم ملثم ...
- يعينك الله يا عراق
- عبد الكريم كل القلوب تهواك


المزيد.....




- ماذا قالت المحكمة الجنائية الدولية لـCNN عن التقارير بشأن اح ...
- واشنطن: خمس وحدات عسكرية إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات جسيمة لح ...
- مجددا..واشنطن تمتنع عن إصدار تأشيرة للمندوب الروسي وتعطل مشا ...
- البيت الأبيض يحث حماس على قبول صفقة تبادل الأسرى
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- أوامر التوقيف بحق نتنياهو.. رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسا ...
- السيسي وبايدن يبحثان هاتفيا التصعيد العسكري في مدينة رفح ووق ...
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- الخارجية الأميركية تتهم 5 وحدات إسرائيلية بانتهاكات جسيمة لح ...
- اعتقالات بتهمة -التطرف-.. حملة جديدة على الصحفيين في روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .