أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - ثقافة الفرهود الى اين ؟















المزيد.....

ثقافة الفرهود الى اين ؟


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1550 - 2006 / 5 / 14 - 07:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فكرت في البداية ان يكون عنوان الموضوع ’ ثقافة المحاصصات والتوافقات وما يترتب عليهما من تقاسم الأسلاب والمناصب والحصص’ وكذلك نهج التضليل والتشويه والخراب الأخلاقي ’ فوجدت ان جميع تلك المواصفات تقريباً يمكن ادراجها داخل اطار ثقافــة الفرهود .
الفرهود لا يعني بالضرورة الأستحواذ على ثروات البلاد’ اختلاسها او تهريبها واخفائها’ فالفرهود والعراقي منه بشكل خاص يشمل الحقائب الرئاسية والوزارات سيادية او عادية والملفات الأمنية وكذلك السفارات والقنصليات والعقود المربحة وقد تتعداها الى فرهود الأنسان والجغرافية ضمن طوائف واعراق ومناطق نفوذ .
حاول النظام البعثي السابق وبأساليب وحشية عديدة ان يعمم ثقافة الفرهود ويجعلها حالة عراقية تترسخ عبر تدمير الأخلاق والثقافة والتقاليد الموروثة للأنسان العراقي لكنه اصطدم بالرفض الشعبي الصامت والمتفجر احياناً’ مما ضيق من مساحة خراب تلك الثقافة’ وجعلها محصورة تقريباً ضمن اطار مدينة القائــد وعشيرته وحزبه وافراد عائلته وفي نطاق محدود داخل طائفته’ وقد ساعد على تجنب بعضاً من كارثة تلك الثقافة’الرصيد الوطني والأنساني عند المواطن العراقي وحالة العداء والرفض والكراهية لحزب البعث وعدم الثقة به اطلاقاً كنظام وايديولوجية وممارسات شاذة’ فكانت الكارثة اقل فضاعة اذا ما قورنت بما يحصل اليوم’ وبالتحديد على ايدي المحررين ومعارضي الأمس من احزاب ومنظمات وتجمعات سياسية كانت وطنية ويسارية وعلمانية وليبرالية ودينية وقومية’ حتى يخجل المرء ويكابر احياناً من مقارنتها بالنظام البعثي ومجازره وبشاعاته ومقابره الجماعية .
الكارثة الأجتماعية الهائلة ابتداءت تحديداً مع التشكيلة الطائفية العرقية والفئوية المغلقة لمجلس الحكم الموقت داخل ورشة الحاكم المدني بول بريمر في المنطقة الخضراء’ حيث البدء بتدمير القيم الأنسانية للمجتمع العراقي وتمزيق الهوية الوطنية المشتركة’ وضج الأعلام المحلي والخارجي بمفردات مبتكرة غريبة عن تقاليد ومفاهيم وروابط واعراف وطبع الأنسان العراق’ فبرزت مصطلحات الشيعة والسنة والعرب والكرد والأقليات والأكثريات متفجرة مسعورة غطت معضم الحالة العراقية بفورة وهيجان فرهودي يشبه الأعصار’ اجتاح ودمر كل ما هو نبيل وانساني و وطني من الموروث الحضاري للشعب العراقي .
مفردات مخيفة ... تشكل بداية للهزيمة الأخلاقية والثقافية والفكرية والمعنوية للمواطن العراقي ’ المثلث العروبي السني
ويعني ابناء المنطقة الغربية من العراق ’ المناطق الشيعية وتعني حصراً ابناء عرب الوسط والجنوب العراقي’ بغداد وضواحيها مناطق مختلطة وسبب للأحتكاك والتصادم والتطهير الطائفي’ اقليم كردستان وخصوصيته وعقدة كركوك والمحاصرة الطائفية والعرقية لمكونات العراق الآخرى’ وبدافع الجهل والتطرف والدوافع المؤجرة تبعياً’ يطالب البعض بأنفصال مدن الجنوب النفطية عن العراق في جمهورية عربستانية’ ويكرس الآخر وخاصة بعض احزاب الأسلام السياسي النزعات الطائفية عبر المطالبة بالفدرالية لمدن الجنوب والوسط ( ثلاثة ارباع العراق ) الشيعية تمهيداً لخطوة او مشروعاً بأبعاد اكثر خطورة على وحدة العراق’ ولا استطيع هنا ان افسر’ كيف يمكن ان تنفصل الأكثرية عن الأقلية وهي العراق في حقيقة الأمر ... ؟ او كيف يمكن ان ينفصل العراق عن العراق ... ؟ وضمن السياق الطائفي تدعي احزاب الأسلام العروبي السني بعروبة العراق وبأرثها السياسي وسلطتها التاريخية ووصايتها على اكثر من 85% من ابناء العراق بجميع مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية’ ومع شديد الأسف ان الصراع الطائفي والصدام المذهبي يتم دائماً عبر اراقة المزيد من دم العراقيين اصحاب المصلحة بصيانة وسلامة الهوية المشتركة للعراق شعباً و وطناً’ وهكذا وبنفس الثقافة الفرهودية تتصرف القائمة الكردستانية مع حصتها من الفرهود’ فيبقى التوزيع سواء على صعيد اقليم كردستان او على الصعيد الوطني محصوراً بين رؤساء الحزبين ( العشيرتين ) متناسين ان من بين ابناء الشعب الكردي يوجد اكراد ايزيديين وكذلك كرد فيليين الذين يشكلون تاريخياً ثروة فكرية وحضارية وسياسية ونضالية لا زالت بصماتها راسخة على اديم الوعي العراقي .
اصبح مآلوفاً وليس مدعاة للخجل ان تنضح ثقافة الفرهود عبر تصريحات ومحادثات المسؤولين السياسيين الكبار جداً’ فيظهر علينا مسؤولاً رفيع المستوى في الطائفة او القومية والدولة وعلى وسائل الأعلام فيصرح’ ان الوزارات كذا.. وكذا .. وكذا .. من حصة الأخوان الشيعة ’ والوزارات كذا .. وكذا.. يطالب بها الآخوة عرب السنة ’ والوزارات كذا .. وكذا .. محسومة للأخوة الأكراد ’ وأخيراً وبعد عناء وابتزاز وضغوط وتنازلات مريرة يقترح بعضهم كحل وسط ان تكونا وزارتي الدفاع والداخلية لشخصين مستقلين شرط ان يحضيا بقبول من قبل الكتل الفائزة وكأن المستقلين في العراق لا يتجاوز عددهم 5 % من مجموع الشعب العراقي ’ هذا اذا حاولنا ان نتجاهل ان تلك الوزارتين في الواقع هي حصة السفير زلماي خليلزاده .
بهذه الطريقة الكارثية المعيبة تنزع عن العراق اطيافه ومكوناته وفسيفسائه الجميلة ’ ويسلخون جلده الوطني ويلبسوه اسمالهم الطائفية والعرقية بتلك الطريقة المعيبة البشعة .
جميعهم دون استثناء يتراشقون بدماء العراقيين ويتوضون بدموعهم ويتقاسمون هويتهم ويساهمون بأعادة قتلهم وذبحهم وتفجيرهم على جميع الأصعدة والذي يرى نفسه متورطاً بريئاً عليه ان يخرج على دسائس ونوايا ومشاريع المنطقـــة الخضراء ويصرخ الحقائق في الشارع العراقي ويطلب الغفران والمعذرة واعادة الأعتبار من ابناء العراق .
العملية السياسية الناجحة ومنها بشكل خاص التجربة الديموقراطية لها دائماً ادواتها ومن تتكي عليه ويدافع عنها ويحميها ’ ومن يدخلها وفي جعبته ترسانة من المخزون الطائفي والعرقي للتآمر والألتفاف والغدر بالآخرين سيشكل مصدراً لخذلان وانتكاسة وهزيمة العراق واهله’ لهذا سنحصد قريباً اوجاعاً ومصائباً اضافية عندما تلتئم التشكيلة الطائفية العرقية للحكومة القادمة .
ستنتهي بالتأكيد ازمنة الثقافات المعيبة ومنها ثقافة الفرهود وترحل سحب الأزمة واغبرة الأنتكاسة وتقف غربان وقطط وثعالب المنطقة الخضراء عراة الا من عيوبها وبقع الأختلاس والفساد والمحاصصة والتبعية المذلة’ وتقف مع من سبقها امام عدالة قانون اجتثاث من اساء للوطن والناس وسرق حرياتهم وديمقراطيتهم وثقتهم وثقافتهم وثرواتهم ومزق هويتهم الوطنية والأنسانية المشتركة



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدنا ونصيبنا الرئيس
- غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة
- بين ثقافتين
- خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
- لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .
- دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
- اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة
- حرب مجهولة الهوية
- الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
- زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
- الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
- من اسواء من ... ؟
- الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
- حلبجة : شهيدة المدن العراقية
- بين بؤس الواقع وانتظار البديل
- انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
- الحالة العراقية : الى اين ... ؟
- لا تموتو من اجل الفطائس .
- لا ... لاتقاتلو الوطن..
- متى سنقول للقتلة .. كش مات .


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - ثقافة الفرهود الى اين ؟