أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - حكومات بالمراسلة !!! .















المزيد.....

حكومات بالمراسلة !!! .


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ــ هل هناك مهزلة مآساة في الكون تشبه ما يحدث في العراق .. ؟
ــ هل هناك سباق في الموت اسرع ما يحدث في العراق ... ؟
ــ هل هناك ارض اكتضت بالمقابر الجمعية كأرض العراق ... ؟
ــ هل هناك في الدنيا حكومة تضحك صلافة من مصائب اهلها وتسخر شامتة من كارثة الوطن وجاهزة لتوفير وقود حريق الفتنة وجنون الأبادة ... ؟
في عصر العولمة والأنفجار المعلوماتي وثورة الأتصالات شمل التغيير جميع اوجه الحياة والنشاطات والعلاقات والمتغيرات بما فيها وسائل التزوير والتمويه والأختلاس والأنتحال الى الحد الذي تعطلت عنده مواهب وقدرات وتراكم التجارب في ( سوك مريدي ) فأزمنة الوسائل البدائية لأنجاز الشهادات المدرسية وجوازات السفر واجازات السوق وشهادات الجنسية ومعاملات الزواج ذات الطابع المحدود قد تجاوزها التطور الهائل في وسائل التزوير والأستنساخ والذي اصبح ثقافة رسمية مقبولة لا اعتراض عليها ’ فهناك جامعات عريقة يمكن للمراء الحصول منها على شهادة جامعية بالمراسلة وبأقل من اسبوع واحد وبأسعار لا تتجاوز ( 1000 ) دولار ’ طبعاً قد ترتفع او تنخفظ قليلاً حسب التخصص’ وبالمراسلة ايضاً يمكن ان يتخرج سياسياً لامعاً او معارضاً عريقاً ومناضلاً ومجاهداً محكوماً بالسجن واحياناً نفذ الأعدام به او اغتيل لأكثر من مرة’ وبالمراسلة ايضاً يمكن ان يتخرج مديراً عاماً ووزيراً لوزارة سيادية او مسؤولاً للأمن القومي والسياسي او وزيراً للشؤون البرلمانية والتوافقات والمصالحات ’ وكذلك رئيساً للوزراء او رئيساً للجمهورية ’ وهذا مالا يستطيعه خبراء ( سوك مريدي ) وحتى اسواق النظام البعثي السابق التي تخرج منها عدي صدام صحفياً ومحامياً وفريقاً من كلية الأركان وبالمراسلة ايضاً وبفترات لاتقل عن الأسبوع ولا تتجاوز الشهر وقصي صدام حقق المعجزة حيث استطاع وبعمر ( 21 ) ان يصبح فريق ركن ورئيساً لأكثر من عشرة اجهزة امنية واستخباراتية ’ وعلى نفس النمط تخرجت حكومة صدام حسين ’ فالعريف اصبح وزيراً للتصنيع العسكري والمراسل وزيراً للدفاع وبائع الثلج نائباً لرئيس الوزراء والشرطي وزيراً للثقافة ’ ومن يتزوج ابنة الرئيس يهدى له رتبة فريق ركن حتى وأن كان سائقاً للعائلة او فلاحاً في مزرعة الدواجن لزوجة الرئيس .. حتى ذلك النمط البعثي للأستنساخ والتزوير تراجع قليلاً امام العجائب المثيرة لسوق المحاصصات والتوافقات داخل المنطقة الخضراء ’ وبسبب تلك التطورات الهائلة في مجالات التزوير والأنتحال والأستنساخ المحاصصاتي انهار سوك مريدي نهائياً واصبح ميداناً للعبوات الناسفة وهدفاً للسيارات المفخخة وانتهى عصره الذهبي .
هناك في اسواق المحاصصات والتوافقات ( سوبرماركت ) داخل المنطقة الخضراء بالأمكان استنساخ وتزوير عملية سياسية بكاملها واستيراد ديموقراطية وانجاز استفتاءات شعبية وانتخابات برلمانية وتخريج تشكيلة لمجلس حكم موقت ووزارات برجالات للمرحلة واخرى للتجمع الروزخوني ’ وهناك اقسام للمحسوبية والمنسوبية ’ فكثير من النماذج الرثة والعناصر الهامشية حصلت على الماجستير والدكتوراه خلال الفترة التي استغرقها الطريق بين عواصم المهجر ومطاري عمان ودمشق ودخلوا المنطقة الخضراء مستشارين وناطقين رسمين بأسم رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء واحياناً متحدثين بأسم الشعب والوطن ’ وفي نفس السوق المحاصصاتي تخرج خلال عام اثنا عشر رئيساً للجمهورية ولشهر واحد .. وكذلك رئيساً للوزراء يصول ويجول ليستقر آخيراً علمانياً تجمع في ثكنته فوجاً من اللبراليين والمتدينين المنفتحين !! وتخرج آخيراً بشهادة الرجل القوي للمرحلة الخطاء ’ وتخرج آخراً واعضاً يتقن رفع المفردات الخاوية ونصبها وجرها وبها حصل على التوكيل المطلق من الله والشعب ... كذلك تخرج رئيساً للجمهورية ولأربعة سنوات هذه المرة’ استلم العراق هدية من المندوب السامي مع الحق لبيعه والمساومة علية او تقاسمه على طاولة مصالحة الصراعات او يتصرف به بأزدواجية ويلعب به بلا مهارة على حبلي الوطنية والعرقية منتشياً بعيداً عن الألم العراقي .. وكذلك رئيساً للوزراء لأنجاز المعاملات الملحة والمهمات الجاهزة’ يفتقر الى جذور الشرعية داخل المجتمع العراقي ’ طافيا لا يصلح الا لتوقيع وتمشية ما مطروح على طاولة الكوارث .. والأمر نفسه ينطبق على باقي الوزراء واعضاء المجلس الوطني الذين اختزلوا مسافة الألف ميل بقفزة واحدة .
حكومات المراسلة ــ الأجهاضات السريعة ــ تختلط فيها السلطات الثلاث وتفقد اختصاصاتها واستقلاليتها وخصوصياتها وما يميزها عن بعضها في طبخة واحدة ’ قد تكون لها اسماء مقبولة لكنها وفي جميع الحالات سيئة المذاق عسيرة الهضم ليس اما المجتمع من خيار الا ان يتقيئها ويتحمل قذاراتها في اقرب دورة مياه .
حكومات المراسلة والمسوردة بكل اجزائها والتي تعاقبت على مصير العراق منذ 09 / نيسان / 2003 ابتداءت واستمرت ارضية للفساد والأنحطاط والعجز والكباحة وثقوباً يتسلل منها قتلة الشعب وخونة الوطن وزور يتخفى فيه واوية الرذيلة لحزب البعث .
حكومة المراسلة ـ الصناعة غير الوطنية ـ معطوبة العاطفة ترى شهداء الوطن ارقاماً ومصائب الناس خواطر عابرة والقتلة ومحترفي الأجرام يمكن تسوية الأمر معهم ( ومصالحتهم ) بعيداً عن القانون والعدالة وحق الضحايا كونهم اخوة في الطائفة والقومية والطبقة وتقاسم الأمتيازات .
حكومة المراسلة : لا تثق في المواطن ولا تستحق ثقته ’ تخشى حرية الناس وارادتهم وتتعارض مصالحها مع حقهم المشروع وترتعب من اصوات المظلومين وصمتهم ’ لهذا تحرص على شد خيوط تبعيتها وترتضي ان تكون اوكاراً ــ علاسة ــ لتخلات دول الجوار وما خلف الجوار مقابل حصة من فضلات ما تبقى من عافية العراق المسروقة ’ وبحكم ضميرها المعطوب وانتماءها المشوه لا يعنيها حتى ولو قليلاً محنة الوطن ومصائب الشعب .
يا رب نستغيث بك .
ــ ارفع عن كاهل الوطن ثقل احذية المحررين ! ! !
ــ حصن مصيرنا من الدسائس والنوايا الشريرة لطراطير اسواق المحاصصة والتوافقات وارفع عن جسد العراق مخالب وانياب ديموقراطية الغرباء ومخططات العملية السياسية وعن خاصرة الوطن خناجر الجوار العروبي الأسلامي وعن مستقبل العراقيين حرائق الفتنة لحكومات المراسلة .
ــ يارب امتحنت صبرنا قروناً حتى الأصعب من ال (35 ) عاماً الآخيرة ونجحنا في الأسواء من الثلاثة سنوات للتحريرالملثم ’ فمتى تمنح اهلنا شهادة رحتك ... ؟
ان صبر الناس ومحنة الوطن ولعبة موتهم الصامت تمتحن الآن رحمتك يا ارحم الراحمين .
انقذنا يارب .. اننا خائفون مرتعبون من قسوة وسفالة اولائك الذين يتمترسون خلف جلالة اسمك ودينك الحنيف .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيراً .. تصالح المتصالحون !!!
- الكرد الفيلية ... جرح يعشق العراق..
- الأرهاب والمصالحة ...
- المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة
- قُتل الزرقاوي ... ماذا عن الأزارقة ... ؟
- انهم يقتلوننا يا سيادة الرئيس...
- القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار
- المركز العراقي الألماني الثقافي : نشاط مشكور
- مجزرة القيم
- الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية
- كوابيس عراقية
- اسئلة عراقية تبحث عن جواب مفقود
- ثقافة الفرهود الى اين ؟
- سيدنا ونصيبنا الرئيس
- غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة
- بين ثقافتين
- خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
- لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .
- دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
- اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - حكومات بالمراسلة !!! .