أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .















المزيد.....

البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


البعث ظاهرة عراقية ’ تشكل حزبها في بيئة عراقية ’ وعندما ترسخ فساداً ودماراً في الذات العراقية ’ اصبحت عملية اجتثاثه من جذوره هي العلاج الأنجع لأصلاح خرابه وتفادي تكرار اضراره ’ المصالحة معه ومعايشته هي حالة من المساومة تعكس اعراضاً واصراراًعلى بعثنة المجتمع العراقي ’ الأدعاء بغير ذلك مجرد كذبة مفضوحة للأستهلاك الأنتخابي .
البعث لا يعني فقط نظام حزب دموي ومجموعة من القتلة ارتكبوا جرائمهم داخل اوكار التعذيب ومراكز التصفيات ’ او رموزاً اقترنت اسمائهم بجرائم جماعية بشعة ’ انه ايضاً ثقافة وتربية مدمرتين ’ وممارسات وسلوكيات شاذة ترسخت عبر عقود من فساد النشاط الأعلامي والثقافي والتربوي في بيئة عراقية مناسبة ’ وفرض قيم مريضة على انقاض القيم السليمة للمجتمع العراقي ’ نجد اثارها واضحة في النشاط الأجتماعي العام واليومي للأجيال التي تربت في ظل سياسة العنف والتسلط والألغاء حتى ولو تظاهر المجتمع في رفضها واستنكارها ’ وتبدو انعكاساتها السلبية وتطبيقاتها الشاذة واضحة على ممارسات وسلوكيات القوى التي كانت معارضة للنظام البعثي انذاك’ ومحق من قال " الضحية تكتسب اخلاق جلادها " ’ وامامنا امثلة واضحة على ممارسات وتصرفات الأطراف التي كانت وطنية تعارض الدكتاتورية في قبولها وتبنيها النهج المحاصصاتي واخلاقية فرهود المسؤوليات والثروات وتقاسمها مع المقربين من الحزب والعشيرة والعائلة .
الشعب العراقي الذي تعذب كثيراً في مراحل التسلط البعثي ونزف ارواحاً ودماءً وارزاقاً ’ استبشر خيراً وصدق التغيير الذي حدث في 09 / نيسان / 2003 ’ وتوقع ان يضع حداً لمآساته ومعاناته ويسترجع امنه واستقراره وحقه في التمتع بخيرات بلاده واعادة اعمار الوطن والذات ’ وجد نفسه مرة آخرى وجهاً لوجه مع قوى ورموز ونخب لم يجد فيها ما يمكن مقارنته ايجابياً بمساوء وسلبيات وبشاعات رموز ونخب حزب البعث ’ فالفساد والرشوة والأختلاس والأطماع والمحسوبية والمنسوبية والأنانية وضيق الأفق القومي والطائفي وتشكيل بطانات من المليشيات المسعورة لأرهاب الناس وارغامهم على قبول ما لا يرغبونه ’ الى جانب التمترس العدائي والتعميم الأعمى للصراعات والأحقاد واشعال اسباب الفتنة كسبب لفتح ابواب التبعية وتقديم الخدمات وتسهيل الأختراقات للقوى الطامعة اقليمياً ودولياً’ حتى اصبحت ظاهرة الأرتزاق والعمالة لهذه الجهة او تلك على حساب كرامة ومستقبل الوطن والشعب امراً لايثير الخجل والحرج من المساومة على المصالح الوطنية .
صحيح ان المحتلين لهم اجندتهم ومشاريعهم ومخططاتهم ’ ومستعدون لكسر ظهر كل من يعارض مصالحهم فرداً كان ام حزباً ام شعباً بكامله ’ لكن الأمر المثير للأستغراب ’ كيف وجدوا ذلك الكم الهائل ومن معارضي الأمس بالذات مستعدون ان يكونوا ادوات محلية لتنفيذ تلك المشاريع والمخططات الظالمة’ وخدمة اخطبوط المصالح الأمريكية التي ابتداءت تعبث في مصير الناس وتبتلع مستقبل الوطن دون رحمة ... ؟ كيف ارتضت ان تلعب الكثير من الأدوار المدانة التي كان يؤديها صدام حسين ونظامه البعثي بلا اكتراث ولا ابالية او مظاهر ندم ... ؟’ وبصلافة تتفرج على خراب الوطن وتعذيب الناس وتدمير حياتهم وتترك مستقبلهم ومصيرهم على ذمة من لاذمة لهم ’ مرتخين امنين داخل المنطقة الخضراء ’ حتى جعلوا العراق وطناً وشعباً كيضة في قبضة الأرادة الأمريكية ’ اما الأحتفاض بها او كسرها وكلا الخيارين مر وتلك هي حقية الكارثة الراهنة .
البعث كان ظاهرة عراقية في بيئة اجتماعية افرزت رهطاً اجرامياً على شاكلة صدام حسين ’ ولا زالت تلك الظاهرة تنتج مزيداً من المنحرفين والفاسدين والخونة والقتلة الساديين ’ ومن غير الممكن علاجها بتغيير في الوجوه واستبدال الرموز الفوقية ’ ان جذورها راسخة تمتد عميقاً في الذات العراقية وتتغذى من طبيعة التكوين الطائفي والقومي والعرقي والأثني للمجتمع العراقي وامتداداته وتشابك جذوره طائفياً وعنصرياً مع دول الجوار العروبي الأسلامي ’ وقد تلعب خصائص العراق الجغرافية والأقتصادية والسياسية والحضارية دوراً وسبباً في التدخلات الأقليمية والدولية .
ان مصائب العراقيين وتاريخهم الدامي ومحنتهم الراهنة لايمكن علاجها بقوى لم يكن تاريخها نظيف اليد من دما العراقيين ودماء بعضها او باستيراد ديموقراطية من مشاجب العنف الدولي او طرح قضية الوطن ودماء الشعب جوكراً يقامر به كل من هب ودب ’ ان مشكلتنا ابتداءت منا ويجب علاجها فينا ’ انه البعث بكل تفاصيله وابعاده ’ متأصلاً فينا ويجب علينا اجتثاثه منا حتى ولو تطلب الأمر قسوة مع الذات .
اجتثاث البعث ثقافياً وتربوياً وفكرياً ومنظومة سلوكيات وممارسات واساليب في التعامل ومناطق عطب واعراض اصابات اوبئة اجتماعية خطيرة ’ عملية ملحة معقدة وممكنة ايضاً اذا ما توفرت الأرادة الجمعية ’ انها تتطلب وعياًوجهداً وصبراً وبسالة فائقة لمواجهة الذات للفرد والأسرة والمجتمع والدولة ’ نقاط البداية متعددة ومحطات انجازها تتجاوز المديات القريبة ’ انها عملية معالجة وتحسن متواصلة ’ عملية تبضيع موجعة احياناً لأزالة قيح الأورام البعثية من جسد المجتمع العراقي ’ عملية يشارك فيها الفرد والأسرة والمجتمع والدولة ’ انها مهمة التربوي والمثقف والسياسي والأعلامي ورجل الدين’ يتعرض فيها للأصلاح الأطفال والشبيبة والكهول ’ في الروضة والمدرسة والجامعة ومجالات العمل ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب ومراكز العبادة والقيادات الأجتماعية والسياسية ’ انها اصلاح العلاقة بين الأديان والمذاهب والعقائد والنظريات وبين الدولة والمجتمع ’ يأتي ذلك عبر القناعات الراسخة ’ بأن اوبئة البعث ومختلف اعراضها الخطيرة قد اصابت رجال السياسة والدين والثقافة والفكر والتربية والقضاء وامتدت اعراضها الى الموظف والعامل والزارع ورب الأسرة والمرشد الديني ’ انها في المؤسسات الأجتماعية على اختلافها .
الأوبئة البعثية تتفجر اخطاراً كارثية من موجات التعصب القومي والعرقي وضيق الأفق الطائفي وعمى الأيديولوجيات وجمود العقائد وتعفن النظريات .
ان عملية الأصلاح ( اجتثاث البعث ) يبدو شاقة ومعقدة لكنها ممكنة بنفس الوقت’ انها تحتاج الى التبصر والدقة والتوفيق في اختيار الكوادر المؤهلة لتلك المهمة الوطنية والأنسانية الملحة من بين الذين يولدون بصمت من رحم المعاناة العراقية ’ ان اكتشافها يتم فقط بالأدوات الديموقراطية وحرية الرأي والفكر والأبداع وتشجيع المواهب والمبادرات على اساس الكفاءة والأخلاص ونكران الذات والتعلق بالقيم الأنسانية والوطنية ’ وفضح وعزل الثرثرة الأنشائية للسياسي والنفاق المشرعن للمتدين ودجل العقائدي وادعاء المنظر وانانية العنصري وتزلف الطائفي وتحجر المتحزب .
اجتثاث البعث : هي عملية اعادة اصلاح وبناء المجتمع ثقافياً وتربوياً وحضارياً واقتصادياً وقانونياً ’ انها ببساطة احياء وانعاش وعميم الثقافة الوطنية ومواصلة تغذيتها بالقيم الأنسانية الى جانب كنس ما تركته مراحل القمع والأرهاب والتمييز والألغاء ومواصلة دفنه في مقابر الأزمنة الميتة .
ايها المثقف والأعلامي والمفكر والسياسي وطلائع المعرفة ’ لقد كتبتم وتحدثتم واصبتم في احيان كثيرة قلب الحقيقة في تشخيص الأزمة العراقية ’ واتفقتم على ان طاعون العقائد البعثية والتطبيقات الهوجاء لحزبها عبر الممارسات والسلوكيات والأساليب الفضة وما تركته من اثار مدمرة داخل المجتمع العراقي ’ هي اساس الأنتكاسات والأنكسارات والمصائب ’ فهل تراخت قبضتكم الفكرية فأفلتت قناعاتكم ... ؟ هل نسيتم ان الوطن والأنسان قد صدقكم وينتظر دوركم ... ؟ هل تجاهلتم ان من يتحمل مسؤولية ذات اهمية تاريخية في وطن معذب مثل العراق يجب ان يكون كبيراًنقياً في ذاته ... ؟ ’ وان الذين يتسلقون المسؤوليات كالقردة هم صغار يحاولون تجاوز حجمهم ثرثرة وادعاء ’ وعبر اصاباتهم بأعراض الفساد والخراب البعثي يحاولون مصرين على مواصلة بعثنة المجتمع العراق كي يضيع ( الأبتر بين البتران ) كما يقول المثل العراقي .
09 / 08 / 2006
[email protected]



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرح اللبناني ... والموت العراقي .
- نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
- العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف
- ايها الوطن الجميل : محنتنا عراقية
- مهازل اختنقت بها رئة الوطن
- اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!
- 14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها
- حكومات بالمراسلة !!! .
- وأخيراً .. تصالح المتصالحون !!!
- الكرد الفيلية ... جرح يعشق العراق..
- الأرهاب والمصالحة ...
- المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة
- قُتل الزرقاوي ... ماذا عن الأزارقة ... ؟
- انهم يقتلوننا يا سيادة الرئيس...
- القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار
- المركز العراقي الألماني الثقافي : نشاط مشكور
- مجزرة القيم
- الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية
- كوابيس عراقية
- اسئلة عراقية تبحث عن جواب مفقود


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .