أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - ماذا يوجد داخل حقيبتكِ؟














المزيد.....

ماذا يوجد داخل حقيبتكِ؟


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 6988 - 2021 / 8 / 14 - 18:06
المحور: الادب والفن
    


دينا سليم حنحن - أستراليا

جمعتُ المشاهد وتقديراتي غير المؤكدة عندما كنتُ في طريقي إلى محطة القطار، قادني فضولي إلى ما قد تحمله المرأة داخل حقيبتها.
إن حملت مسدسًا، تكون قد أصبحت مشروع قاتلة. وإن حملت بخاخًا منومًا، تكون على استعداد للدفاع عن نفسها، الأوضاع لم تعد آمنة. وإن حملت في حقيبتها رسالة مُعنونة، دليل على حرصها على استمرارية تقاليد، وعادات قديمة وجميلة، متخلية عن رسائل الانترنيت. إن حملت فوطة صحية، فمعروف السبب. إن حملت مرآة وأحمر شفاه، فلذلك لسببين، إما أن تكون قد جاوزت مرحلة الجمال، وتتأنق لتخفي ما غلبها به الزمان، أو تكون على موعد مع حبيب، أو صديق تريد أن تجعله زوجا.
هرولت فتاة نحو محطة القطار، وسحبت خلفها حقيبة بعجلات، لعلها غادرت مكانا لم يعد يتسع لقلبها. حملت فتاة أخرى كتبا وكراسات ثقيلة، أظنها إنسان متفوق قاصدة الكلية لنهل العلم، إن حملت ساندوتش، فذلك لأنها مقتصدة. إن كان في حقيبة امرأة ما واقي ذكري، تكون قد خرجت للبحث عن مغامرة سريعة.
إن كان داخل حقيبة قلمًا وأجندة، ربما تكون صاحبتها مصابة بآفة النسيان وعدم التركيز، أو داء حب الاستطلاع، تبحث عن فكرة وتدونها. وإن كان في حقيبة أخرى النقود الورقية، فمعنى ذلك أن صاحبتها تكره لغة الأرقام، إن استخدمت الشيكات وبطاقات الإئتمان، فربما تكون سيدة أعمال، أو ثرية بشكل لا يحتمل. إن كان في حقيبة أخرى كتاب مقدّس، فمسألة الجنّة والنّار شغل شاغل صاحبتها. وإن كان في حقيبة أخرى رمزًا ما، صورة، حجر كريم، ميدالية، الخ، ربما تكون امرأة تعيش على الذكريات، أو وما تزال مقبلة على الحياة رغم جميع المعيقات متخطية الذكريات. وإن نُسِيَت تفاحة في حقيبة ما فدليل على الإهمال. وإن كان داخل الحقيبة كتابا للقراءة، معنى ذلك أن صاحبتها مثقفة، وإن حملت جهاز (الآي باد) فذلك لأنها عصرية. وإن كانت حقيبة خفيفة، صاحبتها امرأة عملية جدا. وإن كانت ثقيلة فذلك إشارة على أن صاحبتها امرأة، أو فتاة تقليدية، صعب عليها التخلص من القديم.
تفقدوا الحقائب أيتها الإناث، ربما نسيتُ شيئا لم أذكره، المهم هو أننا غير متشابهات، لا في اختيار حقائبنا، ولا في ما تحتويه، وما تحمله أفكارنا وعقولنا.
لكن ما رأيته اليوم، مشهد جعلني أكتب هذه الأقصوصة السريعة، لرجل سعيد، وسيم المحيا، أشقر وعيناه ملونتنان، عريض المنكبين، حلم كل فتاة، ربما يكون رياضيا، حمل قطته الجميلة، نظيفة ومهذبة فروتها، تقلدت ربطة عنق حملت اسمها، احتضنها وبكل حنان ودلّلها، سمينة جدًا، تعدى وزنها أثقل حقيبة نسائية على السواء، إذًا، لقد فضّل الرجل الوسيم، القطة على صاحبات الحقائب.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغطية عن اصدار رواية - ما دونه الغبار-
- إبريق جدتي
- نوبة هلع
- الرجل المجهول
- جزيرة كريت
- عادات الشعوب - سورينتو إيطاليا
- شبشب أمي
- فانتازيا
- الهدية: مشهد حقيقي.
- مضيق موسيمان - كوينزلاند أستراليا
- الجمال بعيون عذراء
- إلى الرجال بمناسبة عيد الأم
- مشهد من سيرة حياة. مدينة اللد
- روما سوسنة الحب
- من نيويورك إلى واشنطن العاصمة
- قراءة تكوينية في قصة-الضباب- لدينا سليم حنحن
- الضباب - الزّنجي
- خطوات في المساء
- سنة 2021
- خطوات راسخة


المزيد.....




- نظرة على فيلم Conclave الذي يسلط الضوء على عملية انتخاب بابا ...
- فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له ...
- بعد التشهير الكبير من منع الفيلم ونزولة من جديد .. أخر إيراد ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT عربية و-روسيا سيفودنيا- توقعان ...
- كيف كسر فيلم -سينرز- القواعد وحقق نجاحا باهرا؟ 5 عوامل صنعت ...
- سيمونيان تكشف تفاصيل مذكرة التفاهم بين RT ووزارة الإعلام الع ...
- محمد نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة الفنان المغربي الأصيل الرا ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT Arabic توقع مذكرة تفاهم مع وزارة ...
- كيف تنبّأ فيلم أمريكي بعصر الهوس بالمظهر قبل 25 عامًا؟
- مهرجان -المواسم الروسية في الدار البيضاء- يجمع بين المواهب م ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - ماذا يوجد داخل حقيبتكِ؟