صورة نبوية - الهية (الجزء الثالث)

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6986 - 2021 / 8 / 12 - 21:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لكي نفهم ما فهمه محمد من كلمة الصمد علينا أن ناخذ بنظر الاعتبار جميع صفات الله في سورة الاخلاص ففي هذه السورة تشير صفات الله من (صمد و احد و لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد) إلى الوحدانية و نجد في لم (يلد و لم يولد) توجيه اصابع الاتهام الى المسيحية و الرد عليها.

الله في الاسلام وحيد فريد لا شريك له بدون ولد و بنت و اخ و اخت و ام و اب الخ و هو دكتاتور متسلط رحيم و جلاد في آن واحد يجمع في وحدانيته الكل singularity و الان تستطيع أن ترسم صورة لهذا لدكتاتور الوحيد المتسلط و الرحمن الرحيم.

اذا لم تكن كلمة (صمد) استعارة في العربية فهي على الاقل كلمة تشترك فيها جميع اللغات السامية بضمنها العربية و لكن المفردات الدينية اكثرها استعارة عبر المسيحية الارامية. ترجع كلمة (صمد) في اصلها الى الاكدية (صمداتو) و لربما استعارتها الاكدية بدورها.

لا تعني الكلمة الاكدية في الارامية الجمع والربط كتشكيل فالارامية لها كلمة خاصة بها من الثلاثي (كتب). لم يكن المعنى الاصلي (كتب) في الارامية الكتابة بل جمع و ربط و تشكيل و هذا يتجلى في كلمة كتيبة (عسكرية) التي تشير الى تشكيل فرقة و الكتاب ايضا جمع و ربط و تشكيل من صفحات.

يشير الجمع و الربط لالاكدي الى اللصق و الضمد برباط او لفاف و يقابل الاكدي (ضمد) الارامي و العربي (صمد). تبدو ان كلمة صمد في اصلها اتت من الزراعة و الحراثة كربط بقرتين للحراثة و في العربية يسمى الرجل المتزوج (زوج) رغم انه شخص واحد و هكذا مع (الزوجة) و (الزوج) كلمة يونانية اتت من حقل الزراعة و ربط بقرتين لحرث الارض لربما دخلت العربية عبر الارامية.

يقودنا الجمع و الربط و اللصق الى الحجر او مكان مرتفع كالقبلة و الثبات يأتي من الجمع واللصق و و طحن القمح لتكوين عجين و هذا هو المعنى الذي استعارته الارامية من الاكدية - لاحظ ايضا ان كلمة (لحم) في الارامية يعني (خبز) و لكن الغذاء العربي كان حيوانيا بسبب المناخ الصحراوي لذا تغير المعنى في العربية الى (لحم) و كلمة (خبز) نفسها استعارة من الاثيوبية لان العربية لم تعرف الخبز كمادة نباتية - لربما ادى كل هذا في عدم الاتفاق على اصل و معنى كلمة صمد.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل