أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنا جرجس - النقطة قصة قصيرة














المزيد.....

النقطة قصة قصيرة


حنا جرجس

الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 13:24
المحور: الادب والفن
    


قال لي هل تراني
قلت انا لا اراك
قال انا اراك يوضوح
قلت اين انت
قال انظر الي العمق وقل لي ماذا تري
قلت الكل كانة غارق في لجة من الجير الأبيض بظلال شاحبة تتحدد معها صوامع كثيرة في صف واحد لا نهاية لة
قال لا تهم النهاية لكن انظرفي الافق بجانبها ماذا تري
قلت لا شئ
قال ركز
قلت بجهد جهيد اري نقطة سوداء الآن بل هي رمادية
قال هي سوداء لكن هالات الضوء المتلاحمة المتقاطعة في كل الاتجاهات تهومها لكنك الأن تراني الأن ركز في عيناي
قلت انا لا اراك فكيف انظر الي عينيك
قال تخيل
قلت ماذا اتخيل
قال مكان عيناي
قلت انا اراك نقطة مجرد نقطة
قال اذا تخيل عيناي في الأعلي في النصف الاعلي من النقطة ركز في نصف نصف الكرة الأعلي الأعلي
قلت هذا محير
قال ركزانت الآن تنظر الي عيناي تحرك الي الأعلي بعينيك فقط قليلا اني اري العينان علي خط واحد تتطابقان معي كل ما اريدك ان تفعل هو ان تنظر بتدقيق ركز
بكل طاقتك ركز
نظرت بكل تركيز الي نصف نصف النقطة الكرة الاعلي الاعلي


احسست بدوار خاطف ريح عاتية نفق رهيب قد فتح لا اعرف ان كان تيار هواء ضاغط ام شافط لكني احسست الاثنين معا في الغالب
النفق شفاف فانا مازلت اري الصوامع كلها وكأني في مكاني الاول لكني انجرف في النفق العاصف كشعرة من ريشة في نفس الوقت و الزمان
و في نفس الوقت و الزمان التصقت اجسادنا قدمانا وذراعانا بالنقطة السوداء و يقين ان راسانا بقيتا كما هما في نهاية الاشياء شئ واحد غريب حدث بالاضافة الي كل ما حدث اصبح الأن لنا اريعة عيون و اربعة أذان و انفان وفمان و عقلان
شئ غريب آخر هو اننا نتكلم الي بعضنا البعض رغم انني صامت اعرف ما يفكر فية وهو يعرف ما براسي
قال لكني املك ذاكرة تنقصك
اتنظر تلك الصوامع التي مررت عليها في الانبوب و ابوابها موصدة
قلت تعم
قال كلها ذكرياتي التي هي ذكرياتك وذاكرتي التي هي ذاكرتك التي تظن انها لم تعد ولن تعود نحن الآن علي الاثير و كل معلومات الكون هنا في هذة الصوامع انظر الي ما لا نهاية لكنها مرتبة
كل صومعة بها حياة انسان كامل حياة اسرة حياة عصر كلها مسجلة صوت وصورة وحياة
تعالي ساريك شيئا
سبحنا كالطيور حتي تضاءلنا كالهاموش الي العمق الي السحيق هناك بعد مليارات الصوامع قال اتعرف صومعة من هذة
قلت وانا اري المعلومة تخرج من ذاكرتة السحيقة الي ذاكرتة القريبة التي استوعبها صومعة مينا نارمر
قال هذا الرجل كان يجب علي كل الشعوب ان يصنعوا تمثالا ضخما عملاقا لة من الذهب قلت وانا اري المعلومات تتدفق من الذاكرة المنسية
قال هذا الرجل علم البشرية كيف يكونوا بشرا منظمين منتجين غير همجيين علمهم مفهوم الدولة انشأ دولة انشأ امبراطورية اول امبراطورية امبراطورية العالم امبراطورية العلم
تعالي و انظر
كانت الصومعة في السحيق تشبة النقطة لكنها اتسعت عند الباب الي كل العالم زمانة
كان الملك مينا علي العرش يجلس يتاجة الابيض المهيب لكنة ايضا كان يحارب الغزاة المارقين و يحفر بنفسة قنوات الري لتصل المياة للاراضي البعيدة و لتصفي الاراضي بعد الفيضان من الماء الزائد كان هذا اختراعا مصريا عظيما للانسانية ظهرت معة الزراعة علي الفور لما تخلصت الارض من الماء الزائد و اخذت ماءا لما شح فيها الماء
كانت حياة الملك مينا كاملة امامي كل كلمة كل حرف كل همسة وكل اختراع ومعركة في ارجاء مملكتة الفسيحة التي اراني ربوعها حتي خراسان وجنويا حتي انف افريقيا عند التقاء المحيطين في الاخضر الكبير
كنا علي وشك التقاط لقمة في بيت مينا الملك الكريم من صيد اعدة لنا بنفسة لولا كرة كسرت زجاج حجرتي بعنف
فاستيقظت



#حنا_جرجس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملك ذو العين الواحدة قصة قصيرة
- الهروب الي الموت
- سيدة الارض قصة قصيرة
- أِية غَيّرَكِ (اغنية جديدة )(C)جميع الحقوق محفوظة
- الطريق الي النور
- حكمة ( دجاجة) او جريمة منتصف اي ليل
- النفس الاخير
- زلط قصة قصيرة جدا
- هل يعاني المجتمع المصري من الاكتئاب جريمة الدولة في حق الفنو ...
- ضياع شريط ذاكرة او كارت ميمورى
- كارت ميمورى
- الملصق مسرحية حركية من فصل واحد وعدة مشاهد شبة مايم يستخدم ف ...
- تذكار سفر والدى الى السماء
- مركزا لتطوير الحياة
- انا قلبي راجع اليكى
- ستبقين
- انى اراكى
- قصة قصيرة انا، أشعر بالحبّ..
- تعمير الصحراء الشرقية وجبال البحر الاحمر ضرورة حتمية لتغير ا ...
- انف


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنا جرجس - النقطة قصة قصيرة