أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - لعبة شطرنج ، تي اس إليوت














المزيد.....

لعبة شطرنج ، تي اس إليوت


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6978 - 2021 / 8 / 4 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


لعبة شطرنج
تي اس إليوت
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

الكرسي الذي جلستْ عليه مثل عرش لامع
يتوهج على الرخام حيث المرآة
تحملها قوائم مزخرفة بالكروم المثمرة
ومنها يختلس كيوبد الذهبي بنظرته نحو الخارح
بينما يحجب تمثال آخر عينيه خلف جناحه
ويضاعف اشتعال الشمعدان ذي الفروع السبعة
يعكس النور على الطاولة بينما نهض ألق جواهرها ليلاقيه
وينسكب من صناديق مغلفة بالساتان ثرا دافقا
في قوارير مصنوعة من العاج والزجاج الملون
دون توقف لتستقر عطورها المركبة العجيبة
بأنواعها الخام واللزجة والمسحوقة و السائلة والعكرة والمضطربة
لتغرق الإحساس بالروائح
يحركها الهواء المنبعث من النوافذ
ويمدد ألسنة اللهب المتطاولة
فتبعثر دخانها في السقف الخشبي
وتثير النماذج الموجودة على السقف المزخرف
يحترق خشب البحر الضخم المطعم بالنحاس الأحمر والمؤطر بالأحجار الملونة بلهب أخضر برتقالي
وراح دولفين جميل منحوت يسبح في ضوئه الحزين
ويعرض فوق المدفأة العتيقة
وكأن نافذة تطل على المشهد الرعوي
صورة تغيير فيلوميل، من قبل الملك البربري
بفظاظة قاسية ، ورغم ذلك ،ملأ العندليب الصحراء
بصوته المحرم، وظل يصرخ والعالم يتابع صراخه
جغ جغ" في الآذان القذرة"
ونقشت على الجدران جذوع الزمن الذاوية
الأخرى
لتروي حكايات أشكال ذاوية
تحدق وتبرز عن محيطها
تميل وتفرض الصمت على الغرفة المغلقة
تردد صدى خطى متثاقلة على السلم
وتطايرت خصلات شعرها حبيبات سنا
بفعل ضوء الموقد وملمس المشط
وتوهجت مثل الكلمات
ثم غرقت في سكون موحش
أعصابي متعبة الليلة. نعم! ظلي معي
تحدث معي ! لم لا تتحدث أبدا؟ تحدث
بماذا تفكر؟ بما تفكر؟ بما؟
أنا لا أعلم قط بماذا تفكر. بما تفكر.
اعتقد أننا في حارة الفئران
أين فقد الموتى عظامهم
ما هذا الضجيج؟ 
صوت صرير الريح يأتي من تحت الباب 
لا شيء مرة أخرى لا شيء
ألا تعلم شيئا؟
ألا ترى شيئا؟
ألا تذكر شيئا؟
أذكر هاتين الجوهرتين التي كانتا يوما عينيه
أأنت حي أم لا؟
ألا يدور شئ في خلدك
سوى تلك المعزوفة الشكسبيرية الحديثة
الأنيقة والذكية فوق الخيال
ماذا أفعل الأن؟
ماذا أفعل؟

سأهرع للشارع كما أنا، وسأمشي في الشارع
شعري منسدل. ماذا سنفعل في الغد؟
ماذا سنفعل؟
 الماء الساخن في العاشرة،
وإذا أمطرت ، ستأتي السيارة المغلقة في الرابعة
وسنلعب الشطرنج
يزم عينين بلا جفنين ،
وينتظر من يطرق الباب.

قلت لليل عندما تم تسريح زوجها من الجيش
ولم أداهنها القول ، قلت لها بنفسي
أسرعي لقد تأخر الوقت،
وتزيني له فألبرت عائد
يريد أن يعرف ماذا فعلت بالنقود التي أعطاك إياها
لتركبي طقم أسنان
لقد فعل ، والله فعل ، كنت حاضرا حين قال لك
اقلعيها واتخذي بدلا منها طقما أفضل
فأنا لا احتمل النظر إليك، وأقسم على ذلك،
فكري في ألبرت المسكين
فقد قضى أربع سنوات في الجيش، ويريد أن يستمتع بوقته،
وإن لم تسعديه أنت ، سيقمن أخريات بالمهمة
نساء أخريات؟أحقا؟
ربما قلت ذلك،
أجابتني:عندها سأعرف من أشكر، وحدقت في بنظرة صريحة.
قلت لها:أسرعي فالوقت يداهمنا، وإن لم يعجبك
فسايريه، الأخرون يستطيعون الانتقاء والإختيار إن لم تستطيعي ذلك .
وإن هجرك ألبرت لسبب معلوم
عليك أن تخجلي من نفسك لأنك تظهرين مسنة هكذا
وأنت لم تبلغي بعد الحادي والثلاثين.
 
،أجابت بوجه حزين : لا احتمل شيئا إنها اقراص الدواء فعلت فعلها لإسقاط الجنين.
ولديها مسبقا خمسة أطفال وكادت تموت بسبب جورج الصغير
يقول الطبيب انها ستكون على ما يرام، ولكنها لم تكن يوما في حالة تشبه هذه الحالة
قلت لها: أنت مجنونة حقيقية
حسنا !إن لم يتركك جورج وشأنك
سيكون الأمر على ما يرام
لم تزوجت إن لم تريديي أطفالا
أسرعي رجاء فالوقت تأخر.
ذاك الأحد عاد ألبرت من الجيش
أعدا حساء، ودعياني كلاهما إلى العشاء لتناوله ساخنا لذيذا.
أسرعي رجاء لقد تأخر الوقت
أسرعي رجاء لقد تأخر الوقت
مساء الخير يا بل
مساء الخير يا لو
مساء الخير يا مي
مساء الخير يا تاتا
مساء الخير.....مساء الخير
مساء الخير أيتها السيدات
مساء الخير أيتها السيدات الحسناوات
مساء الخير....
مساء الخير....

العنوان الأصلي
The game of Chess, T.S.Eliot, trans (2021)



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوق ، فريدريك فون شيللر
- بين غادتين في الصحراء
- جسور الحب
- للكلمات أجنحة
- آفاق العصر الأمريكي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجدي ...
- المرأة ألفا
- أتلقاك وطرفي مطرق
- ما أخذ من الجمل إلا أذنه
- تنفست هواء سورية، I breathed the air of Syria
- لماذا يغش الناس في علاقاتهم ؟
- التفكير البصري ومجالاته
- قوة الذكاء البصري
- التغيير، وليم بتلر ييتس
- عندما تشيخ، وليم بتلر ييتس
- قيم جميلة عند الرجل والمرأة
- إن كان بمقدوري أن أخبرك ، اودن
- رسالة حب ، أنا بيل فيرونيكا
- يدا أبي ، مايرون أولبرغ
- المخدرات الرقمية
- حقل مفتوح، ستيفن واتس


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - لعبة شطرنج ، تي اس إليوت