أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - خريف النهضة التونسية














المزيد.....

خريف النهضة التونسية


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 7 / 31 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن أقدم البوعزيزي على إضرام النار في جسده احتجاجًا على مصادرة عربته التي يبيع عليها ويكسب رزقه منها على يد شُرطيّة في ولاية سيدي بوزيد- وكم من شرطيّ مثلها في أوطاننا- والتي أشعلت شرارة الثورة التونسية تعاطفًا مع ابنها محمد البوعزيزي، ورفضًا للقهر والعوز حيث سادت البطالة، فهبَّ الشعب التونسي ثائرًا على التردّي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي دون عبث في مقدّرات الدولة، فكان شعار ثورته الياسمين تعبيرًا عن ثقافته وتجسيدًا لأهداف ثورته، إلا أن السطو الثوري كان للتونسيين بالمرصاد واستُبدل الثوار بالسّاطين، وانحرفت الثورة عن مسارها، وتبدّد الأمل باجتناء ثمرة الثورة، ودخل التونسيون مرحلة الانفصام عن الوطن والدولة بقيادة النهضويين وأحالوا الياسمين إلى مسار آخر يحمل شعار الثورة والثورة المضادة ومن ليس معي فهو ضدي، فسيطر الجمود السياسي عبر مرحلة الرئاسات الثلاث والذي أدّى بالضرورة إلى انهيار الاقتصاد وسوء الخدمات ومزيدًا من الشّقاق والانشقاق وأصبح المراقبون ينتظرون لحظة إعلان إفلاس الدولة التونسية وانهيارها، إلا أن الرئيس التونسي الدكتور قيس سعيّد المختص بالقانون الدستوري، والذي لم يأت من الدولة العميقة، وليس له حزبًا ولا تيارًا في الشارع التونسي ليركن إليه ولكنه ارتكز على الحسّ الوطني والوعي الحزبي والشعبي، ففاجأ العالم بقرارات وضعت حدًّا لمرحلة التردّي السياسي الذي ساد البلاد وأظهرت حرصه على وطنه ودولته من الانهيار والسقوط، ووضع الجميع على المحك وخاصة النهضويون سائلًا الجميع تونس إلى أين؟ هل تنطلق نحو البناء والتعمير أم الخراب والتدمير؟ إنَّ ما جرى في تونس من قرارت حيّدت نهضة تونس عن المشهد السياسي وأوقفها أمام الإجابة الحتميّة عن سؤاله السابق، يثير تسائلًا للنهضويين في العالم العربي ، لماذا تلاشت نهضتكم في مصر والسودان وليبيا وتونس إلى أن حطّ رحال نهضة المغرب بالتوقيع على اتفاقية التطبيع مع الاحتلال، وعلى كل الأحوال فإن موقف الرئيس التونسي ينفي التذرع وتعليق الفشل على الدولة العميقة وتياراتها وأحزابها، إن فشل حركات النهضة في أقطار مختلفة في العالم العربي يؤكد على أن نجاح أي نهضة يتطلب الانصهار والتماهي مع الشعب والدولة على أنهما شيء واحد، لا يجب الفصل بينهما ولا التمايز عنهما، ولا السطو الثوري عليهما، بل يجب النزول من البروج المشيّدة، والتخلي عن الأفكار والرؤى النرجسية، علاوةً على ذلك التخلي عن نهج التمسكن لأجل التمكّن، ويتطلب تقديم سلوك عملي قُديَوي والابتعاد عن الشعارات المُصمتة الصفوانية التي لا تُسمن ولا تغني من جوع، فالشعوب تتطلع إلى تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة، ولا تنتظر تغيير مسميات الفساد والفاسدين، إنَّ مشاهد فشل حكم حركات النهضة يُحتّم على نهضة فلسطين استخلاص العبر وعدم إهدار الوقت لتصحيح المسار قبل فوات الآوان .



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسم الفلسطيني ضرورة سياسية وأخلاقية
- السِّنوار بين الإرادة والإدارة
- القضية الفلسطينية تحتاج إلى ثورة
- بعد العدوان الموقف الفصائلي على المِحَك
- العابرون أسوار المُحال
- هجوم النتياهو قبل إطلاق صافرة النهاية
- مصر القوية عادت من جديد
- نهاية البداية للكيان العنصري دقت ناقوسها
- فلسطين بشعبها تنتصر
- القدسُ أكبر ُُمنا جميعاً
- الوعي الشبابي المقدسي سيسقط نتياهو
- الشيخ جَراح تفتحُ الجراح
- ممارسة العُهر السياسي لا يحميها القانون
- تأجيل الانتخابات بين العويل والتعويل
- القدس تنتخب
- الانتخابات في القدس والهجوم المرتد
- العلاقات المصرية الأميركية على صفيحٍ ساخن
- طريق الشام الجديد
- 36 ثورة وانتخابات
- تصريحات الشيخ خطوة تنتظرها أخرى


المزيد.....




- ترامب يناور بالغواصات النووية.. مما يتألف الأسطول الأميركي ت ...
- أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتكشف عن فساد واسع يستهدف قطاع ال ...
- الأطفال الجائعون وتفشي البلادة الأخلاقية
- أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم
- إدانة ماليزية شعبية ورسمية لجرائم التجويع في غزة
- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - خريف النهضة التونسية